قالت ايران انها مستعدة لمواجهة أي احتمال بما في ذلك الحرب واعلنت عن اطلاق صاروخ الى الفضاء واكدت عدم تراجعها عن البرنامج النووي فيما كشف النقاب عن لجنة اميركية لوضع خطة هجوم سريع.
طهران مستعدة للحرب
بدورها فقد قالت ظهران انها مستعدة للحرب ونقلت وكالة أنباء الطلبة الايرانية عن نائب لوزير الخارجية الايراني قوله الاحد إن طهران مستعدة لاي تصورات في أزمتها النووية مع الغرب "حتى للحرب" وان المزيد من خطوات الامم المتحدة لن توقف العمل النووي للبلاد.
ونقل عن منوشهر محمدي وهو أحد نواب وزير الخارجية في مؤتمر بمدينة أصفهان في وسط البلاد قوله "أعددنا أنفسنا لاي وضع حتى للحرب."
ومضى يقول "اذا ما أصدروا قرارا ثانيا فان ايران لن تستجيب وستواصل أنشطتها النووية."
نجاد: لا تراجع
وبدورهاعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاحد ان لا عودة الى الوراء في البرنامج النووي الايراني مشبها اياه ب"قطار من دون فرامل" بحسب ما نقلت عنه وكالات الانباء الايرانية.
وقال احمدي نجاد ان "ايران تسيطر على تقنيات انتاج الوقود النووي والحركة الايرانية في هذا المجال كقطار يسير من دون فرامل ولا يمكنه عودة ادراجه ولا يجد مكانا ليتوقف".
واضاف خلال لقاء مع مسؤولين دينيين وعسكريين في الشرطة "لقد نزعنا الفرامل منذ مدة كما عطلنا قدرة القطار على السير الى الوراء. وابلغنا ان هذا القطار الايراني على السكة ولا يمكنه التوقف او عودة ادراجه".
معلومات استخبارية خطأ
ويبدو ان قصة العراق مع اسلحة الدمار الشامل تتكرر مع ايران فقد افادت صحيفة "لوس انجليس تايمز" على موقعها على الانترنت السبت ان غالبية معلومات الاستخبارات الاميركية حول ايران التي نقلت الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اجل اثبات ان طهران تقوم بتطوير برنامج نووي عسكري تبين انها غير دقيقة.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين معتمدين في فيينا بدون الكشف عن اسمائهم ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" واجهزة استخبارات غربية اخرى قدمت سلسلة من المعلومات الحساسة للوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ العام 2002.
واضافت ان ايا من المعلومات حول المواقع السرية المشتبه بها للاسلحة قدم دليلا واضحا على ان الجمهورية الاسلامية تطور مثل هذه الترسانة. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي رفيع المستوى في الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه "منذ العام 2002 تبين انه تقريبا كل المعلومات التي وصلتنا كانت خاطئة".
وافادت الصحيفة ان مسؤولين اميركيين يقرون في مجالسهم الخاصة ان غالبية الادلة التي قدمت حول وجود برنامج نووي ايراني تبقى غامضة ومجتزأة ومن الصعب اثباتها. وفي تشرين الثاني/نوفمبر عثر مفتشو الامم المتحدة على وثيقة من 15 صفحة في ايران تظهر كيفية التوصل الى يورانيوم عالي التخصيب بهدف تطوير قنبلة ذرية كما اوردت الصحيفة.
وبحسب "لوس انجليس تايمز" فان ايران اعلنت ان هذه الوثيقة مصدرها باكستان لكنها رفضت مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بان يقوم مفتشوها بالاطلاع عليها او اخذ نسخة منها. ويشتبه الغرب وخصوصا الولايات المتحدة في ان طهران تعمل على تطوير السلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي المدني.
صاروخ الى الفضاء
وفي ظل هذا التوتر اعلن التلفزيون الايراني الاحد ان ايران اجرت تجربة ناجحة لاطلاق اول صاروخ الى الفضاء بدون اعطاء تفاصيل حول مداه وقوته.
وقال التلفزيون ان "اول صاروخ فضائي اطلق بنجاح الى الفضاء". وقال محسن بهرامي رئيس مركز ابحاث الفضاء ان "هذا الصاروخ يحمل معدات ابحاث صنعتها وزارتا الدفاع والعلوم".
واضاف ان "كل التجارب اجريت في الوحدات الصناعية في البلاد بموجب المعايير الدولية. وجمع قطع الصاروخ قام به خبراء من مركز الابحاث الفضائية وفي مركز الهندسة في وزارة الزراعة".
خطة حرب اميركية
وفي المقابل، قالت مجلة نيويوركر في احدث عدد لها انه على الرغم من اصرار ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش على عدم وجود خطط لديها لحرب ايران فان لجنة بوزارة الدفاع (البنتاغون) شكلت للتخطيط لشن هجوم يمكن تنفيذه خلال 24 ساعة من تلقى اوامر من بوش.
ونقل مقال في عدد المجلة الصادر عن مسؤول سابق بالمخابرات الاميركية لم يكشف النقاب عنه قوله ان مجموعة التخطيط الخاصة شكلت داخل مكتب هيئة الاركان المشتركة في الاشهر الأخيرة.
وقال مستشار بالقوات الجوية ومستشار بالبنتاغون لم يكشف النقاب عنهما إن اللجنة ركزت في باديء الامر على تدمير المنشات النووية الايرانية وعلى تغيير النظام ولكن تم توجيهها في الآونة الاخيرة لتحديد أهداف في ايران ربما يكون لها دور في امداد او مساعدة المتشددين في العراق.
واوضح المقال إن المستشار بالبنتاغون ومسؤول كبير سابق في المخابرات قالا إن فرقا اميركية من الجيش والعمليات الخاصة عبرت الحدود من العراق الى داخل ايران لملاحقة عملاء ايرانيين.
وردا على هذا التقرير قال بريان وايتمان المتحدث باسم البنتاغون إن"الولايات المتحدة لا تخطط للدخول في حرب مع ايران. والاشارة الى اي شيء اخر عكس ذلك هو ببساطة خطأ ومضلل ومؤذ".
واضاف إن"الولايات المتحدة كانت واضحة جدا فيما يتعلق بقلقها ازاء انشطة محددة للحكومة الايرانية. وأعلن الرئيس مرارا ان بلاده سوف تعمل مع الحلفاء في المنطقة لمعالجة تلك المخاوف من خلال الجهود الدبلوماسية".
ويقول مسؤولو البنتاغون انهم يبقون خططا طارئة لعشرات من الصراعات المحتملة في شتى انحاء العالم وان كل الخطط تخضع لمراجعة منتظمة ومستمرة.
واضاف المقال نقلا عن مسؤولين اميركيين سابقين وحاليين ان ادارة بوش تلقت معلومات مخابرات من اسرائيل بأن ايران طورت صاروخا عابرا للقارات قادرا على اطلاق عدة رؤوس حربية صغيرة يمكن أن تصل الى اوروبا. واضاف انه مازال يجري مناقشة صحة هذه المعلومات .
تهديدات تشيني
وجاء الكشف عن هذه اللجنة فيما جدد نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني السبت دعمه لأي تسوية دبلوماسية للازمة الايرانية لكنه حذر في الوقت نفسه من ان "كل الخيارات تبقى مطروحة" بغية منع حدوث "الخطأ الفادح" بالسماح لايران باقتناء السلاح النووي.
وقال تشيني في سيدني اثناء مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد "نعتبر ذلك خطأ فادحا ان اصبح بلد مثل ايران قوة نووية".
وحذر في الوقت نفسه من "ان كل الخيارات تبقى مطروحة" لمنع طهران من اقتناء السلاح الذري، وكان تشيني كرر ثلاث مرات الجمعة اثناء مقابلة مع شبكة التلفزة الاميركية اي.بي.سي. انه "لا يستبعد اي خيار" في اشارة الى شن عملية عسكرية محتملة.
وكان مجلس الامن الدولي اصدر في كانون الاول/ديسمبر الماضي قرارا يفرض بموجبه عقوبات على ايران ويمهلها ستين يوما لتعليق تخصيب اليورانيوم الذي يمكن ان يستخدم لمآرب مدنية وعسكرية في آن.
وقد خلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها حول الملف النووي الايراني الخميس الى القول بان ايران لم تلتزم بالمهلة المعطاة لها للاستجابة لدعوات الامم المتحدة لكن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد رد بالتأكيد الجمعة ان ايران ستدافع عن حقوقها حتى النهاية.
وبعد نشر التقرير اسرعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في اعلان تأييدها لفرض عقوبات اضافية على طهران فيما بدت المانيا والصين وروسيا اكثر تحفظا حيال هذا الامر.
وقال تشيني "تعاونا مع المجموعة الاوروبية وعبر الامم المتحدة لوضع مجموعة من السياسات من اجل اقناع الايرانيين بالتخلي عن اهدافهم، وهذا يبقى خيارنا الثابت".
والجمعة عبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في اوتاوا عن املها في ان تدعم روسيا قرارا ثانيا للامم المتحدة يشدد العقوبات المفروضة على ايران.
وعندما سئلت عن امكانية القيام بتدخل عسكري ضد ايران، اجابت رايس "كنا في غاية الوضوح باننا ملتزمون بالطريق الدبلوماسية، ونعتبر ان الطريق الدبلوماسية يمكن ان تتكلل بالنجاح ان بقيت الاسرة الدولية موحدة".