حث الاتحاد الاوروبي الاسرائيليين والفلسطينيين على الدخول سريعا في مفاوضات حول قضايا الوضع النهائي، فيما جددت اسرائيل رفضها مبادرة السلام العربية، وذلك في وقت واصلت قواتها اجتياحها لمدينة نابلس في الضفة الغربية.
ويرى الاتحاد الاوروبي ان قضايا الوضع النهائي مثل المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة تحتاج الى بحثها قريبا لتشجيع الفلسطينيين على تأييد محادثات السلام العربية الاسرائيلية.
وقالت بينيتا فيريرو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي الخميس "بالنسبة للفلسطينيين من المهم للغاية الحديث ايضا بشأن الافق السياسي..وهذا يعني قضايا الوضع النهائي من اجل رؤية ان الاشياء يمكن ان تسير نحو المستقبل."
وتضغط مصر مع الاردن وبعض الحكومات الاوروبية الرئيسية من اجل تحقيق قفزة سريعة الى الامام في المفاوضات بشأن تفاصيل قيام دولة فلسطينية بما في ذلك حدود هذه الدولة.
وتشجع هذه الدول واشنطن على إن توافق على وضع قضايا الوضع النهائي مثل مصير القدس واللاجئين على قمة أي جهود سلام تستأنف.
وقالت فالدنر "اننا نطالب دائما اسرائيل بألا تصدر احكاما مسبقة على أي أعمال ضرورية لاعادة التفاوض على قضايا الوضع النهائي... وهي دائما نفس التساؤلات بشأن المستوطنات وبشأن خط الجدار."
وأضافت "من المهم للغاية للشعب الفلسطيني من ناحية ان يرى ان الامور في الحياة اليومية يمكن ان تتحسن لكن في نفس الوقت يوجد الان مجال للعمل السياسي."
واكدت اسرائيل الخميس ان رئيس الوزراء ايهود اولمرت سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس "خلال الاسابيع المقبلة". لكن مسؤولين اسرائيليين قالوا ان المحادثات بين الزعيمين لن تتطرق الى قضايا الوضع النهائي.
وقالت فالدنر التي تقوم بجولة في الشرق الاوسط زارت خلالها أيضا اسرائيل والاراضي الفلسطينية، ان اعضاء رباعي الوساطة يجتمعون في مصر قريبا لبحث تكثيف الجهود لاحياء تحركات السلام.
وقالت المسؤولة الاوروبية الكبيرة ان هذا الاجتماع سيعقبه محادثات مع ما يطلق عليه رباعي الوساطة العربي الذي يتألف من السعودية ومصر والاردن والامارات العربية المتحدة.
ويقول دبلوماسيون ان رباعي الوساطة العربي يضغطون على واشنطن والاوروبيين لحمل اسرائيل على الانضمام الى المبادرة التي اطلقتها الدول العربية عام 2002 تشمل مبادلة الاعتراف الدبلوماسي بانسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 .
وقالت فالدنر بعد المحادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء ان اي حكومة وحدة فلسطينية في المستقبل يجب ان تلبي المطالب الدولية قبل استئناف المحادثات المباشرة.
وقالت في اشارة الى مطالب بأن الحكومة الجديدة ستعترف باسرائيل وتنبذ العنف وتقبل اتفاقات السلام المؤقتة "هذه الحكومة يجب ان تلبي المباديء الثلاثة التي وضعها رباعي الوساطة".
مبادرة مرفوضة
وفي غضون ذلك، قالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في مقابلة نادرة نشرتها صحيفة فلسطينية الخميس ان بلادها لا يمكنها قبول المبادرة العربية "بصيغتها الحالية".
واكدت ليفني لصحيفة "الايام" الصادرة في رام الله في الضفة الغربية ان الدول العربية عند اعتمادها هذه الخطة التي اقترحها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز ادخلت بنودا جديدة تتعلق بمصير اللاجئين الفلسطينيين تجعل "من المستحيل على اسرائيل قبولها بصيغتها الحالية".
واضافت ليفني ان "فكرة اقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين اسرائيل والدول العربية هي جزء من طموحنا". وتابعت "نحن نؤمن ايضا باننا نواجه تهديدات جديدة في المنطقة واعتقد ان ايران تشكل تهديدا ليس فقط لاسرائيل وانما ايضا للدول العربية المعتدلة واعتقد اننا نتشاطر الهدف ذاته والخلافات باتت اصغر".
وقالت "في البداية حينما نشرت المبادرة السعودية قلت حسنا هذا امر يمكن ان يشكل اساسا لشيء ما ومن ثم اضاف المتشددون في بيروت امورا تخالف مفهوم حل الدولتين وهو شيء لا يمكننا القبول به بصيغته الحالية".
وتحدثت ليفني عن حدود الدولة الفلسطينية المقبلة معتبرة انها تشكل مشكلة في هذه المبادرة. واوضحت "في ما يتعلق الحدود فان هذا جزء من المفاوضات المستقبلية لانه في العام 1967 لم تكن هناك دولة فلسطينية وصلة بين الضفة الغربية وغزة". وتابعت ان "الضفة كانت جزءا من الاردن وغزة جزءا من مصر. ان حلم العودة الى الحدود 1967 ليس رؤية الدولة الفلسطينية القابلة للحياة . هذا جزء من المفاوضات المستقبلية.
اجتياح نابلس
الى ذلك، اقتحمت القوات الاسرائيلية مبنى سكنيا في نابلس الخميس مواصلة بذلك عمليتها العسكرية الواسعة التي تستهدف مسلحين فلسطينيين في المدينة في الضفة الغربية.
وحاصر الجنود المبنى وامروا السكان بالخروج منه ثم اقتحموه. وسمع بعد ذلك اصوات انفجارات.
ورغم استمرار الحظر على المنطقة المحيطة بالمبنى رفع الجنود حظر التجول الذي فرضوه على الفلسطينيين في المدينة القديمة. واكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي استمرار العمليات العسكرية في نابلس واعتقال خمسة مطلوبين فلسطينيين الليلة الماضية.
وذكرت مصادر امنية في المدينة ان الجنود الاسرائيليين اعتقلوا نحو عشرين فلسطينيا من بينهم اقارب اعضاء في مجموعات فلسطينية مسلحة. وتمكن الجيش ايضا من اعتراض ارسال اذاعات محلية ليبث اسماء سبعة ناشطين مطلوبين من كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح وتحذير السكان من مساعدتهم.
والعملية العسكرية التي تجري اليوم هي الثانية التي تشهدها نابلس ثاني اكبر مدن الضفة الغربية منذ الاحد. وكانت القوات الاسرائيلية انسحبت من المدينة في وقت متاخر من الاثنين ثم عادت اليها فجر الاربعاء. واعتقلت هذه القوات شخصين يشتبه بانتمائهما لكتائب شهداء الاقصى في مخيم الفارعة للاجئين الفلسطينيين شمال نابلس فيما اصيب 4 فلسطينيين برصاص الجنود.
من ناحية ثانية افادت اجهزة الاغاثة الاسرائيلية ان مستوطنا كان يركب الخميس سيارته في الضفة الغربية اصيب بجروح اثر تعرضه لرصاص اطلق من سيارة اخرى.
—(البوابة)—(مصادر متعددة)