الناخبون في تركمانستان صوتوا لطي صفحة نيازوف

تاريخ النشر: 11 فبراير 2007 - 07:49 GMT
البوابة
البوابة
ادلى الناخبون في تركمانستان الاحد باصواتهم لاختيار رئيس جديد خلفا لصابر مراد نيازوف الذي بقي في سدة الرئاسة حتى وفاته في كانون الاول/ديسمبر وحكم البلاد بيد من حديد.

واغلقت مكاتب الاقتراع ابوابها في الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (13,00 تغ) من الاحد على ان تعلن النتائج الاولية خلال الليل بحسب اللجنة الانتخابية وان كان من شبه المؤكد فوز رئيس الدولة بالوكالة قربان قولي بردي محمدوف.

وتفيد الارقام الرسمية ان نسبة المشاركة قبل ساعتين على اغلاق مراكز الاقتراع تخطت 94% من الناخبين المسجلين وعددهم 2,6 مليون ناخب.

وشكلت هذه الانتخابات منعطفا لتركمانستان بالرغم من استبعاد المعارضة الموجودة في المنفى من المشاركة. فقد اتيح للمرة الاولى للناخبين الاختيار بين ستة مرشحين وان كان خمسة منهم لا يحظون بدعم كبير لخلافة نيازوف الذي توفي في 21 كانون الاول/ديسمبر 2006 بعد ان حكم بشكل مستبد طيلة 21 عاما.

وقال فلاديمير غورياييف الممثل عن الدائرة السياسية لآسيا والمحيط الهادئ في الامم المتحدة متحدثا للتلفزيون التركمانستاني "للمرة الاولى يشارك شعب تركمانستان في عملية اقتراع على اساس من التعددية. هذا مهم جدا للمستقبل".

غير ان المرشح الاوفر حظا حصل على موافقة قادة البلاد البارزين الذي رأوا فيه خلفا ل"تركمان باشي" (زعيم جميع التركمانستانيين لقب الرئيس السابق) منذ الايام التي تلت وفاة نيازوف.

واوضح مراد كارييف رئيس اللجنة الانتخابية في احد مكاتب التصويت "جرت اليوم انتخابات رئاسية لان مصيبة كبرى وقعت قبل قليل لقد رحل صابر مراد تركمان باشي باكرا جدا. لكن الحياة مستمرة يجب انتخاب رئيس جديد".

ويعلق التركمانستانيون آمالا كبيرة على بدء حقبة جديدة في بلادهم بعد ان جعل منها نيازوف احد البلدان الاكثر قمعا في العالم وبدد مليارات الدولارات من عائدات صادرات الغاز من اجل اقامة تماثيل له.

وقالت اوغولجان وهي متقاعدة في السابعة والستين من العمر "سوف اصوت لان هذا واجب على كل مواطن وعلى الاخص في لحظة تاريخية كهذه. واعلق كل الامل على هذه الانتخابات".

واضا كان بردي محمدوف ظهر على مر السنين في موقع الوفي للرئيس الراحل ما ساعده على النجاة طوال عقد كامل من عمليات التطهير المتعاقبة في صفوف الحكومة فقد خاض حملته الانتخابية واعدا باجراء اصلاحات للتعويض عن تجاوزات العهد السابق.

ويعلن الرئيس بالوكالة في شعاره الانتخابي الطموح ان "السعادة" تمر عبر "الوفاء" للرئيس مدى الحياة غير انه يعد في الوقت نفسه باصلاح النظامين الصحي والتربوي اللذين شهدا تدهورا كبيرا جراء سياسة "الاقتطاع من الموازنة" التي كان يعتمدها نيازوف.

كذلك اقترح بردي محمدوف الغاء نظام الحزب الواحد في المستقبل وتحرير الدخول الى شبكة الانترنت.

ومن الاحداث المستجدة في بلد ظل حتى الان منقطعا عن العالم دعوة عشرة خبراء من منظمة الامن والتعاون في اوروبا للاشراف على العملية الانتخابية. غير ان حضور هؤلاء المراقبين يبقى رمزيا اذ ابلغت المنظمة مسبقا انها لن تعلن اي تقويم لديموقراطية الانتخابات.

وما زال الانفتاح في هذا البلد في بداياته وبعيدا جدا عن تحقيق الديموقراطية حيث لم ترد كلمة عن مصير المعتقلين السياسيين ولا تزال السلطات تتجاهل المعارضة في المنفى.

وتراقب القوى الكبرى من روسيا والدول الغربية والصين باهتمام كبير التطور الجاري في هذا البلد طمعا منها في الافادة من احتياطه من الغاز الطبيعي البالغ 2900 مليار متر مكعب.

ومن المتوقع ان تصدر نتائج الانتخابات الاولية ليل الاحد الاثنين. غير ان النتائج النهائية لن تعلن قبل الاربعاء حيث ينعقد المؤتمر الشعبي الذي يضم 2500 من الاعيان ورؤساء العشائر.