المعارضة السورية تعزز سيطرتها على مناطق حدودية مع تركيا

تاريخ النشر: 20 سبتمبر 2012 - 06:12 GMT
البوابة
البوابة

سيطر مقاتلو المعارضة السورية على ثالث نقطة عبور حدودية مع تركيا يوم الأربعاء ليعززوا قبضتهم على المنطقة الحدودية التي يحصلون عبرها على السلاح اللازم لمعاركهم ضد قوات الرئيس السوري بشار الاسد حول مدينة حلب الشمالية.

واكدت تركيا التي تحولت من تحالف مع الاسد إلى عداء له سقوط معبر تل ابيض الحدودي في ايدي قوات المعارضة السورية وهو الثالث من بين سبعة معابر‭ رئيسية على طول الحدود التركية السورية الذي يقع تحت سيطرة المعارضة بينما تحدثت وسائل الاعلام الحكومية السورية عن معارك عنيفة فقط تدور في المنطقة.

وفي حرب تتغير فيها خطوط المواجهة ببطء قال مقاتلون في صفوف المعارضة في دمشق انهم ينسحبون من الأجزاء الجنوبية للعاصمة بعد اسابيع من القصف من النوع الذي اعتبرته منظمة العفو الدولية جريمة حرب. واتهمت العفو الدولية قوات الاسد يوم الاربعاء باستهداف مناطق بالقرب من عيادات ومخابز بهدف قتل مدنيين.

وقال لواء انشق عن الجيش السوري وانضم إلى صفوف المعارضة ان قيادة الجيش السوري ناقشت فكرة استخدام الاسلحة الكيماوية وهي خطوة قال الرئيس الامريكي باراك أوباما انها قد تؤدي إلى تدخل أمريكي.

وفي احدث تدخل خارجي في محاولة لانهاء الصراع المستمر منذ 18 شهرا التقى وزير خارجية ايران بالرئيس السوري في دمشق لمناقشة مقترحات مجموعة الدول الاربع التي تضم مصر وايران وتركيا والسعودية.

ولم تبد أي علامات تذكر على تحرك دبلوماسي نحو حل ازمة يلقى فيها الأسد دعم ايران وتعاطف روسيا بينما يحصل مقاتلو المعارضة على السلاح من دول سنية مثل السعودية ويتلقون غير ذلك من الامدادات والدعم الدبلوماسي من قوى غربية ومن تركيا.

ونقل التلفزيون الحكومي السوري عن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي تطمينه للرئيس السوري بدعم "غير محدود" في جهوده "لاستعادة السلام والاستقرار" بعد الإصلاحات التي قام بها. ونقل التلفزيون الحكومي عن الاسد قوله ان سوريا "أبدت انفتاحا في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لإيجاد حل للأزمة."

ولم ترد اشارة واضحة لمحتوى مقترحات القوى الاقليمية الاربع التي نادرا ما تتفق مصالحها معا.

وعارضت ايران وروسيا مطالب للمعارضة وحلفائها بتنحي الاسد اولا قبل الحديث عن اي تسوية.

وقال نشطاء يجمعون البيانات من انحاء البلاد ان 170 شخصا معظمهم من المدنيين قتلوا يوم الثلاثاء. وتحولت الاحتجاجات التي بدأت في مارس اذار العام الماضي وواجهتها السلطات بالعنف إلى حرب اهلية سقط خلالها اكثر من 27 الف شخص.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير يوم الأربعاء إن المدنيين ومنهم الكثير من الأطفال هم الضحايا الرئيسيون للقصف العشوائي الذي يشنه الجيش السوري على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.

وقالت دوناتيلا روفيرا كبيرة مستشاري التعامل مع الأزمات بالمنظمة ان "القوات الحكومية تقصف الآن بشكل روتيني البلدات والقرى باستخدام أسلحة ساحات القتال التي لا يمكن توجيهها الى أهداف محددة وهي تعلم أن ضحايا هذه الهجمات العشوائية من المدنيين دائما تقريبا."

واتهمت لجنة تابعة للأمم المتحدة المعارضة المسلحة ايضا بارتكاب انتهاكات لكنها اقل كثيرا من تلك التي ارتكبها انصار الاسد.

وعند معبر تل ابيض الحدودي - القريب من بلدة اكاكالي التركية على بعد 200 كيلومتر من حلب - اظهرت لقطات تلفزيونية مقاتلين معارضين سوريين ينزلون العلم السوري.

وقال مسؤول تركي لرويترز طالبا عدم الكشف عن اسمه "يمكنني تأكيد سقوط المعبر. إنه تحت السيطرة الكاملة للثوار."

والقتال الذي بدأ مساء الثلاثاء كان المحاولة الاولى فيما يبدو من جانب قوات المعارضة لإحكام قبضتهم على منطقة حدودية في محافظة الرقة التي لا يزال معظمها مواليا للأسد.

وقال التلفزيون الرسمي ان القوات المسلحة السورية تطارد بقايا "الارهابيين" في منطقة تل ابيض وانها قتلت منهم عددا كبيرا ودمرت اسلحتهم.

وفي الجنوب حول دمشق يمثل انسحاب مقاتلي المعارضة من الحجر الاسود والعسالي والقدم انتكاسة لهم بعد مكاسب حققوها في العاصمة في الاشهر الاخيرة لكن المعارضة قالت ان انسحابها تكتيكي ومؤقت.

وقال معاذ المقاتل في المعارضة في دمشق والذي اصيب الاسبوع الماضي "النظام سينتقل إلى منطقة ويمشطها بحثا عن الثوار بينما ننتقل نحن إلى منطقة جديدة. هناك كثير من الاماكن التي يمكننا الذهاب إليها وسيعود المقاتلون إلى هناك ليقاتلوا مرة اخرى قريبا."

واتهم التلفزيون الحكومي السوري "الارهابيين" بخطف اربعة من عمال الكهرباء قبل ان تحررهم القوات الحكومية ونشر نشطاء تصويرا على الانترنت يظهر ما قالوا انها جثث رجال القت القوات الحكومية القبض عليهم واعدمتهم في ضاحية جوبر الدمشقية. وظهر في الفيديو 11 جثة مسجاة في مسجد.

وفي محافظة حماة قال نشطاء ان طائرات الهليكوبتر الحربية اسقطت قنابل على قرية الحويجة يوم الاربعاء مما اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص على الاقل. واظهر تصوير مدنيين يكسوهم التراب يستخرجون جثث القتلى الذي كان احدهم على الاقل طفلا. وحفر السكان وسط الصراخ والعويل تحت انقاض البنايات المهدمة بحثا عن المزيد من القتلى والجرحى.

وبدأت الحرب الاهلية في سوريا تمتد عبر حدودها حيث وقعت أعمال عنف طائفية في لبنان بسبب الصراع في سوريا بينما يعيش مئات الآلاف من اللاجئين في دول مجاورة.

واصيبت امرأة تركية وابنتها ليل الثلاثاء بطلقات طائشة من القتال عند البوابة الحدودية وقال مسؤول ان طلقات اخرى حطمت نوافذ عدة منازل على الحدود.

وقال صالحي ان مهمته كانت "التشاور مع المسؤولين (السوريين) للتوصل الى نتيجة موحدة بشأن حل للازمة السورية."

وتطالب دول غربية وعربية الأسد بالتنحي. ووقفت ايران بقوة إلى جانب الاسد واتهمت السعودية وتركيا بمساعدة المعارضة المسلحة.

وعرقلت روسيا والصين ثلاثة قرارات في مجلس الامن التابع للامم المتحدة كانت تدين الاسد.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا لصحيفة الحياة يوم الاربعاء إن ايران جزء من المشكلة ويجب الا تشارك في جهود حل الازمة السورية.

ودعا الدول العربية للعمل معا من اجل تدخل دولي في سوريا على غرار الحملة التي ساعدت في الاطاحة بمعمر القذافي في ليبيا.

ورغم ان الغرب رفض التدخل في سوريا قال السفير الفرنسي لدى سوريا لراديو فرانس انتير يوم الاربعاء إنه تلقى تعليمات من الرئيس فرانسوا اولوند بالمساعدة في تنظيم المعارضة بما فيها الجماعات المسلحة وان باريس تبحث "بجدية" قضية تسليح المعارضين.

وقال اريك شيفالييه "نعمل مع المعارضة لمساعدتها في تنظيم نفسها وتلقيت تعليمات من الرئيس بالتحدث مع كل عناصر المعارضة بمن فيها الجماعات المسلحة ونحن اول دولة تفعل ذلك بمثل هذا الشكل المنظم."

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أكثر من مرة ان باريس التي تقدم مساعدات غير فتاكة للمعارضين تشمل معدات اتصال وأجهزة رؤية ليلية لن تقدم اسلحة بسبب الحظر وخشية وقوع هذه الاسلحة في ايدي جماعات غير مرغوب فيها.