الكونكلاف.. ماذا نعرف عن أكثر عمليات الانتخاب سرية وتعقيداً في العالم؟

تاريخ النشر: 06 مايو 2025 - 03:59 GMT
كرادلة

يستعد "الكرادلة" للدخول إلى مكان "سري ومغلق" لإجراء أحد أكثر عمليات الانتخاب سرية وتعقيداً.

ووفق الإجراءات المتبعة، تبدأ الثلاثاء، الإجراءات الأمنية والدينية الأكثر تعقيدا وسرية لاختيار حامل مفاتيح الكنيسة المقبل، والذي سيكون مسؤولا عن أكثر من مليار كاثوليكي حول العالم.

وسائل إعلام تناقلت اسم الاجتماع السري الذي يطلق عليه اسم "الكونكلاف"، والتي تعني باللاتينية "المفتاح"، والتي يجري فيها إدخال الكرادلة المعنيين بعملية الانتخاب إلى مكان واحد، والإغلاق عليهم وقطعهم عن العالم الخارجي، لحين التوصل إلى البابا الجديد للكاثوليك.

وتالياً بعض التفاصيل عن الكونكلاف:

تاريخيا، ظل الكونكلاف يشكل ساحة للتوازنات السياسية بقدر ما هو لحظة دينية. وكان انتخاب البابا دائمًا يعكس صراعات نفوذ بين الدول الكاثوليكية الكبرى.

وتعود ممارسة الكونكلاف إلى القرن الثالث عشر الميلادي، حين قرر البابا غريغوريوس العاشر، عام 1274، تنظيم آلية الانتخاب في الكنيسة الكاثوليكية، بسبب الفراغ الطويل الذي نشأ، بسبب الصراع الفرنسي الإيطالي على اختيار راعي الكنيسة.

واجتمع الكرادلة في مدينة فيتربو الإيطالية، وكان عددهم 20 منقسمين بين الملكية الفرنسية والإمبراطورية الرومانية المقدسة في إيطاليا، ولم توجد آليات في ذلك الحين لإلزامهم بحسم الاسم في توقيت محدد، ولكن أفضت الضغوطات على الكرادلة، لانتخاب رجل يدعى تيوبالد فيسكونتي، والذي كان مندوبا بابويا ولم يكن كاردينالا، بمنصب البابا الجديد للكنيسة، والذي غير اسمه مع التنصيب إلى غريغوريوس العاشر.

ومع مشاركة كرادلة من 70 بلدا عبر خمس قارات، يعد هذا المجمع الأكبر دوليا على الإطلاق، لذلك، سينزل بعضهم في سانتا مارتا فيكيا، وهو مبنى قريب يستخدم عادة لاستقبال موظفي الفاتيكان، وكل هذا دون أجهزة اتصال بالعالم الخارجي.

ويبدأ اجتماع الكرادلة في كاتدرائية القديس بطرس، لحضور قداس خاص، يطلق عليه "القداس من أجل انتخاب البابا"، ينطلق بعده المشاركون بموكب رسمي، مرتدين الثياب الكنيسة الحمراء والبيضاء، المخصصة للكرادلة.

وبعد تجمع كافة الكرادلة المعنيين، والذين يشترط أن تكون أعمارهم أقل من 80 عاما، يتلون القسم الجماعي، بالحفاظ على سرية عملية الانتخاب والامتثال لأوامر البابا الجديد، وعدم التأثر بأي قوى خارجية.

ويجري النداء بصوت عال وشهير، باللاتينية "إكسترا أومنيس"، وتعني ليخرج الجميع، وهنا يبقى فقط الكرادلة المنتخبون، وعدد من الكهنة المعاونين لإجراء العملية الانتخابية، وتغلق أبواب الكنيسة عليهم.

توزع على كل كاردينال ورقة اقتراع ويكتب كل كاردينال اسم المرشح الذي يريده لمنصب البابا، بخط اليد، ويطوي الورقة، ثم يتجه إلى المذبح، ويتلو قسم الانتخاب ثم يضعها في الكأس المخصص ثم يرفع غطاء الكأس ويلقي الورقة ويغلقه ثانية.

بعد اقتراع كافة الكرادلة، تبدأ عملية عد الأصوات، لمطابقتها مع عدد الحضور، ثم تفرز واحدة تلو الأخرى بالأسماء التي تحتويها، وكل ورقة تفرز، تثقب وتدخل في خيط، وفي حال لم تتحق الأغلبية لانتخاب بابا جديد، تلف أوراق الانتخاب على شكل إكليل، وتوضع في موقد وتضاف إليها مادة كيماوية خاصة تبعث دخانا أسود مع الاحتراق، يخرج من مدخنة على سطح الكنيسة، كعلامة على فشل عملية الانتخاب.

وفي حال التوصل إلى نتيجة إيجابية (النصف +1) من قبل الكرادلة، واختيار بابا جديد، تجمع الأوراق بالطريقة السابقة ذاتها، وتضاف معها مادة كيماوية تمنع دخانا أبيض عند الاحتراق، وتلقى في موقد الكنيسة، ليتصاعد الدخان الأبيض، علامة على الإعلان الرسمي بوجود بابا جديد للكاثوليكيين.

ويطلب من الكاردينال الفائز اختيار اسم جديد، على اسم أحد قديسي الكاثوليكية، ليكون اسما باباويا، ثم يقتاد إلى غرفة صغيرة خلف المذبح، يطلق عليها اسم غرفة الدموع، لارتداء الثوب البابوي الأبيض رسميا لأول، مرة، والخروج إلى شرفة كاتدرائية القديس بطرس، وترديد عبارة "هابيموس بابام" وتعني "لدينا بابا"، وإلقاء كلمة في أتباع الكنيسة.

 

المصدر: وكالات

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن