افاد تقرير صادر عن مجلس الشيوخ الاميركي الثلاثاء ان الاستجوابات التي قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) "لم تكن فعالة"، وانها كانت اعنف مما اعترفت به الوكالة حتى الان.
ونشرت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الثلاثاء نسخة مختصرة لتقرير دقيق يندد بالاحتجاز السري لنحو مئة شخص يشتبه بارتباطهم بالقاعدة، وهي ممارسة سمح بها بشكل سري في عهد الرئيس السابق جورج بوش.
واعلنت رئيسة اللجنة دايان فينستاين في بيان مقتضب ان "تقنيات الاستجواب المتشددة للسي آي ايه لم تسمح في اي لحظة بجمع معلومات مرتبطة بتهديدات وشيكة، مثل معلومات تتعلق ب+قنابل موقوتة+ مفترضة اعتبر الكثيرون انها تبرر هذه التقنيات".
ويتهم التقرير السي آي ايه ايضا بانها كذبت ليس على الجمهور الواسع وحسب وانما ايضا على الكونغرس والبيت الابيض، بشان فعالية البرنامج وخصوصا عندما اكدت ان هذه التقنيات سمحت ب"انقاذ ارواح".
اما بالنسبة الى التقنيات المستخدمة في الاستجوابات، فقد خلص التقرير الى القول انها "كانت عنيفة واسوأ بكثير مما وصفته السي آي ايه للنواب".
وعلى الفور ندد مسؤولون جمهوريون بما اعتبروه تقريرا منحازا، و"اعادة كتابة احداث تاريخية"، بحسب بيان لميتش ماكونيل رئيس كتلة الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ ولنائب الرئيس الجمهوري للجنة الاستخبارات ساكسبي تشامبلس.
ونشرت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ نسخة مختصرة لتقرير دقيق، يندد بالاحتجاز السري لنحو 100 شخص يشتبه بارتباطهم بالقاعدة، وهي ممارسة سمح بها بشكل سري في عهد الرئيس السابق جورج بوش.
وقال التقرير إن استجوابات وكالة الاستخبارات كانت "أعنف مما اعترفت به الوكالة حتى الآن".
واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الأساليب القاسية التي انتهجتها الوكالة في التحقيقات "تخالف القيم الأميركية ولا تصب في الجهود الواسعة لمكافحة الإرهاب ومصالح الأمن القومي".
كما أكد أن "وسائل التعذيب التي استخدمتها سي آي إيه أساءت لصورة الولايات المتحدة في العالم".
والتقرير الذي ياتي في اكثر من ستة الاف صفحة في نسخته السرية سيشكل نسخة مفصلة للبرنامج السري العديد من عناصره معروفة لدى الرأي العام.
- تواريخ "البرنامج" :
"برنامج السي اي ايه للاعتقال والاستجواب" اجازته سرا ادارة جورج بوش الابن في 2002 بعد اشهر على توقيع الرئيس بوش لمذكرة تجيز لسي اي ايه قتل واسر واستجواب قادة في القاعدة في العالم.
اعتبارا من 2002 انتشرت شائعات عن سوء المعاملة والتعذيب اولا في باغرام في افغانستان. وتساءلت منظمات غير حكومية ونواب تدريجيا عن مصير عدة "معتقلين سريين" لا تكشف الحكومة الاميركية اي معلومات عنهم. وفي 2005 كشفت الصحف الاميركية عن الرحلات السرية لسي اي ايه لنقل "معتقلين مهمين" الى "مواقع سوداء" سرية لا يتدخل فيها حتى مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي).
وسمحت دول عدة خصوصا اوروبية لهذه الرحلات بالمرور عبر اجوائها.
في كانون الاول 2005 صوت الكونغرس على قانون يحظر المعاملة "الوحشية واللاانسانية او المهينة". وتعاظم الجدل حول اعمال التعذيب واطلقت تحقيقات ادارية واقرت السي اي ايه في 2007 باتلاف اشرطة فيديو لعمليات استجواب اثارت فضيحة.
وفي شباط 2008 اقر مدير السي اي ايه مايكل هايدن بان ثلاثة معتقلين اخضعوا لاسلوب الايهام بالغرق وان الوكالة لم تعد تستخدم هذه التقنية منذ خمس سنوات، وهم خالد شيخ محمد العقل (الصورة) المدبر لاعتداءات 11 ايلول وابو زبيدة اول عضو نافذ في القاعدة يقع في الاسر والقيادي عبد الرحيم النشيري. وكشف ان خالد شيخ محمد اخضع لهذا الاسلوب 183 مرة وابو زبيدة 83 مرة.
وفي كانون الثاني 2009 تعهد الرئيس الجديد باراك اوباما باحترام معاهدة جنيف ووعد بان ادارته لن تلجأ الى التعذيب اثناء استجواب معتقلين. والغى رسميا برنامج الاستجواب. وفي نيسان 2009 نشرت السلطة التنفيذية مذكرات من وزارة العدل تعود الى 2002 و2005 بررت اللجوء الى تقنيات الاستجواب العنيفة.
وفي اذار 2009 اطلقت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي يسيطر عليها الديموقراطيون تحقيقها.
- اي اساليب ؟
اضافة الى الايهام بالغرق كانت اساليب الاستجواب تشمل وفقا لشهادات معتقلين الصفع او الضرب والاخضاع لدرجات حرارة متدنية والارغام على البقاء في اوضاع مؤلمة لفترات طويلة والحرمان من النوم.
وذكر تقرير داخلي لسي اي ايه في 2004 رفعت عنه السرية جزئيا في 2009 ايضا اعدامات وهمية واستخدام مسدس والة ثقب لاخافة عبد الرحيم النشيري. وقد يكون عميل هدد ايضا بقتل اسرة خالد شيخ محمد.
- مواقع السجون السرية لسي اي ايه :
استجوبت السي اي ايه معتقلين مهمين في اماكن سرية معروفة ب"المواقع السوداء" قبل نقلهم الى سجن غوانتانامو العسكري على جزيرة كوبا في 2006.
ويتهم تقرير برلماني اوروبي في 2007 بولندا ورومانيا باستقبال بين 2003 و2005 مراكز اعتقال سرية في كيكوتي شمال شرق بولندا وبوخارست.
ويشتبه في موقع في ليتوانيا زاره برلمانيون اوروبيون في انتافيلاي على بعد 20 كلم من فيلنيوس.
وقد تكون تايلاند وافغانستان حيث شن الجيش الاميركي حربا، استقبلت ايضا سجونا سرية.
ولا يتوقع ان تنشر اسماء الدول في التقرير.
- ما هو عدد المعتقلين ؟
وفقا لتقرير مجلس الشيوخ استجوبت وكالة الاستخبارات حوالى 100 معتقل في اطار برنامج سري.