دعا الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي مجلس الأمن التابع للامم المتحدة الى حماية بلدة سرت مسقط رأسه مما وصفها بأنها فظائع حلف شمال الاطلسي، فيما قال تقرير ان ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يخطط لزيارة ليبيا يوم الخميس.
ونقلت قناة الرأي التلفزيونية التي تتخذ من سوريا مقرا عن القذافي قوله في رسالة انه اذا كانت سرت معزولة عن بقية العالم من أجل ارتكاب فظائع ضدها فانه يجب ألا يغيب العالم وانه على مجلس الامن أن يتحمل مسؤوليته ويتدخل على الفور لمنع هذه الجريمة.
وقالت القناة التلفزيونية ان الرسالة موجهة الى مجلس الأمن. ولا يُعرف مكان القذافي لكنه أجرى اتصالات عن طريق قناة الرأي التلفزيونية عدة مرات منذ الاطاحة به في 23 اغسطس اب.
الى ذلك قالت مجلة ماريان الفرنسية ان الرئيس نيكولا ساركوزي يخطط لزيارة ليبيا يوم الخميس فيما ستصبح أول زيارة يقوم بها رئيس دولة لليبيا منذ الاطاحة بمعمر القذافي.
وسوف تعطي الزيارة لساركوزي الذي يواجه انتخابات خلال ثمانية أشهر فرصة للترويج لنجاح الحملة الجوية لحلف شمال الاطلسي التي لعبت فيها فرنسا دورا رئيسيا. وكان ساركوزي قد دفع القوى الغربية لمساعدة المعارضين الليبيين في انتفاضتهم ضد القذافي.
وقالت صحيفة لو فيجارو ان الزيارة يمكن ان تشمل التوقف في كل من طرابلس وبنغازي حيث اندلعت الانتفاضة.
وقالت مجلة ماريان على موقعها على الانترنت ان ساركوزي سيغادر في زيارته المفاجئة الى ليبيا يرافقه نحو 80 من شرطة مكافحة الشغب الذين صدرت لهم تعليمات بالاستعداد للسفر على متن طائرة عسكرية مساء الاربعاء.
والزيارة ليست مدرجة على جدول الاعمال الرسمي للرئيس ولم يؤكدها قصر الاليزيه الرئاسي. وأشار الاليزيه الى ان ساركوزي قال انه يرغب في زيارة ليبيا عندما تسمح الظروف وان الوضع الامني يجعل من غير المرجح الاعلان عن أي زيارة مسبقا.
وفي غضون ذلك اعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان في طرابلس الاربعاء ان "العمليات الرامية لحماية المدنيين" في ليبيا ستتواصل حتى "يصبحوا غير معرضين للخطر".
وقال فيلتمان وهو ارفع مسؤول اميركي يزور طرابلس منذ سيطر مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي على العاصمة الليبية في 23 اب/اغسطس، ان "الولايات المتحدة وشركائنا الدوليين لديهم التزام دائم بدعم الشعب الليبي وهو يرسم مستقبل بلده".
واضاف في مؤتمر صحافي اعقب اجتماعات عقدها مع مسؤولين كبار في السلطات الجديدة "يشمل ذلك (الالتزام) العمل مع حلف شمال الاطلسي (الناتو) ومع شركائنا في التحالف لمواصلة العمليات الرامية لحماية المدنيين الليبيين حتى يصبحوا غير معرضين لاي تهديد".
وذكر فيلتمان ان "الولايات المتحدة تسعى الى اقامة علاقات واسعة مع ليبيا على اساس الاحترام المتبادل ومصلحنا المشتركة "ويجب ان يشمل ذلك علاقات التعاون الاقتصادي (...) والتدريب والمساعدات للمجتمع المدني"، من دون تحديد نوعية التدريب.
وشدد على ان "الولايات المتحدة تحترم سيادة ليبيا (...) ويجب ان يقرر الليبيون وحدهم مصير ليبيا".
واكد المسؤول الاميركي ان بلاده "جاهزة لتلبية اي طلب يتقدم به الليبيون للمساعدة" في مسائل الامن "لكن هذا الامر بيد الليبيين، اي طلب سنلبيه يجب ان يقوم على طلب محدد من السلطات الليبية".
واعلن انه "لن تكون هناك عمليات قتالية على الارض" بالنسبة الى القوات الاميركية، مضيفا "طلبنا مسؤولين وخبراء في الامن للمساعدة على فتح سفاراتنا لكن ليس هناك قوات قتالية على الارض".
واعرب فيلتمان عن "قلق" الولايات المتحدة من "تواصل القتال في بعض المناطق مثل سبها وبني وليد، ومن استمرار التهديد الذي يتعرض له المدنيون".
وكانت متحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية اعلنت للصحافيين ان فيلتمان "وصل صباح اليوم وقام بمعاينة الاضرار في مبنى السفارة الاميركية".
واضافت ليسلي فيليبس ان المسؤول الاميركي "التقى بموظفين في السفارة" وعقد اجتماعا مع رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل.
وتابعت ان فيلتمان "سيلتقي خلال زيارته طرابلس باعضاء منظمات غير حكومية، ثم سيذهب الى المركز الطبي في العاصمة الليبية، قبل ان يعود الى الولايات المتحدة، على ان تستمر زيارته ليوم واحد".
واكدت فيليبس ان فيلتمان هو المسؤول الاميركي الارفع مستوى الذي يزور طرابلس منذ سقوطها في ايدي الثوار.
وكانت المسؤولة الثانية في السفارة الاميركية في ليبيا جوان بولاشيك عادت في العاشر من ايلول/سبتمبر الى طرابلس على رأس فريق صغير لاجراء اولى الاتصالات الرسمية، كما اعلنت الاثنين وزارة الخارجية الاميركية.
وكانت متحدثة باسم الخارجية الاميركية اعلنت ان بولاشيك "تقول ان الامور عادت على ما يبدو الى طبيعتها في طرابلس، سواء على صعيد الماء والكهرباء او الخدمات الاخرى ... لكن ما زال يتعين القيام بعمل كبير" في السفارة.
واضافت فيكتوريا نولاند ان عودة السفارة الى القيام بعملها الطبيعي في حضور السفير جين كريتز مسألة "اسابيع".