اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء في بكين ان روسيا والصين ستعززان تحالفهما الاساسي لاسيما في اطار الامم المتحدة حيث تعارض القوتان مساعي مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات على نظام دمشق.
وفي اليوم الاول لزيارة الدولة التي بدأها بوتين الى الصين وتستمر حتى يوم الخميس، استقبل بوتين من قبل نظيره الصيني هو جينتاو في قصر الشعب الكبير في العاصمة الصينية.
وعبر الرئيس الروسي عن ارتياحه "لان مصالح بلدينا تتوافق في العديد من الميادين الهامة"، فيما يتوقع ان ينسق الزعيمان مواقفهما بشأن الوضع في سوريا والبرنامج النووي الايراني.
وقال بوتين "لدينا النية لتعزيز تعاوننا في اطار المنظمات الدولية الكبرى: الامم المتحدة ومجموعة العشرين ومجموعة البريكس (للدول الناشئة) ومنظمة تعاون شنغهاي".
واضاف "ان التعاون الاستراتيجي الصيني الروسي بصدد اجتياز عتبة جديدة. نواصل العمل سويا لتعميق العلاقات".
واشرف مع هو على توقيع اتفاقات تعاون وخصوصا انشاء صندوق صيني روسي للاستثمار برأسمال قدره اربعة مليارات دولار.
وسيشارك الرئيس الروسي الاربعاء والخميس في قمة منظمة تعاون شنغهاي التي تعتبر كتلة موازية للنفوذ الاميركي في آسيا الوسطى.
وسيلتقي في هذه المناسبة نظيره الايراني محمود احمدي نجاد في وقت لا يزال التوتر حاد بشأن البرنامج النووي الايراني. كما سيجري بوتين محادثات مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي.
وتضم منظمة تعاون شنغهاي روسيا والصين واربع جمهوريات سوفياتية سابقة هي كازاخستان واوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان. وايران هي من الدول الاربع التي تتمتع بصفة مراقب في هذه المنظمة.
وبعد رفض بوتين المشاركة في قمة مجموعة الثماني في اواسط ايار/مايو وفي قمة الحلف الاطلسي في الولايات المتحدة، فان مشاركته في قمة منظمة شنغهاي للتعاون ترتدي طابعا رمزيا.
وكان بوتين اشاد مؤخرا بطبيعة العلاقات "التي لا سابق لها" بين بلاده والصين التي تعتبر الشريك التجاري الاول لها.
وتقوم موسكو وبكين منذ اشهر بحماية النظام السوري من خلال عرقلة مبادرات ضد دمشق في مجلس الامن الدولي الذي تعد روسيا والصين من الدول الدائمة العضوية فيه.
وفي مستهل زيارة بوتين شددت وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء على ان موقف الصين وروسيا موحد حول معارضتهما الحازمة لاي تدخل اجنبي وتغيير النظام بالقوة في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين "حول المسألة السورية، ما زالت الصين وروسيا على اتصال وتنسيق وثيقين سواء في نيويورك (الامم المتحدة) او في موسكو وبكين".
واضاف المتحدث في مؤتمر صحافي ان "موقف الطرفين واضح للجميع: من الضروري التوصل الى وقف فوري لاعمال العنف، على ان تبدأ عملية الحوار السياسي في اسرع وقت ممكن".
واوضح المتحدث ان الصين وروسيا العضوين الدائمين في مجلس الامن، "تتخذان الموقف نفسه حول هاتين النقطتين وتعارضان اي تدخل خارجي ... في سوريا وتغيير النظام بالقوة".
وقد استخدم البلدان حقهما في النقض مرتين على قرار لمجلس الامن يهدد بفرض عقوبات على نظام الرئيس بشار الاسد منذ بداية السنة، ثم دعما في وقت لاحق خطة السلام التي اعدها الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
وعلى الصعيد الاقتصادي يتنامى التعاون بين البلدين اولا في مجال المحروقات، خصوصا وان روسيا تعد المنتج الاول في العالم للنفط والصين المستهلك الاول للطاقة.
وفي اطار هذه الزيارة واثناء حفل توقيع في بكين بحضور رئيسي البلدين وضعت الصين وروسيا الثلاثاء اللمسات الاخيرة لانشاء صندوق الاستثمار المشترك برأسمال قدره اربعة مليارات دولار.
واوضح البلدان في بيان صحافي ان الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة والصندوق السيادي الصيني "تشاينيز انفستمنت كوربوريشن" سيسهم كل منهما في هذا الصندوق المشترك بمستوى مليار دولار (804 مليون يورو)، والباقي (مليارا دولار) سيأتي من مستثمرين صينيين.
وكان قد اعلن عن انشاء هذا الصندوق اواخر نيسان/ابريل الماضي في موسكو فيما اصبحت الصين في 2010 الشريك التجاري الاول لروسيا.
ويهدف الصندوق للاستثمار في ميادين مثل الزراعة والنقل وتحويل الخشب. وسيتم استثمار حتى 70% من موارد الصندوق في روسيا وفي بلدان مجموعة الدول المستقلة (جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق بدون دول البلطيق الثلاث وجورجيا)، و30% في الصين.
الى ذلك تتفاوض موسكو وبكين منذ سنوات بشأن توقيع عقد يقضي بتسليم الغاز الروسي للصين بحوالى 70 مليار متر مكعب سنويا على مدى ثلاثين سنة.
ومنذ 2009 وتوقيع اتفاق اطار لم يتحقق اي تقدم مهم اذ ان المحادثات بين الجانبين تعثرت بسبب خلاف حول سعر الغاز.
وفي الاونة الاخيرة صرح نائب رئيس الوزراء الروسي اركادي دفوركوفيتش ان الاحتمال ضئيل ان يتم توقيع اتفاق خلال الزيارة.
من جهة اخرى، افادت وسائل اعلام روسية ان البلدين يريدان التعاون لتصنيع طائرات للرحلات الطويلة من اجل منافسة عملاقي الطيران ايرباص وبوينغ، ومن الممكن ان يصدر اعلان بهذا الصدد خلال زيارة بوتين الى بكين.