شق حجاج بيت الله الحرام طريقهم منذ صباح السبت، أوّل أيّام عيد الأضحى، عبر وادي منى شرقي مكة المكرمة لرمي جمرة العقبة الكبرى في ختام أبرز محطّات مناسك الحجّ هذا العام وهو الأكبر خلال جائحة كورونا.
وبعد الانتهاء من رمي الجمرات، سيشرع الحجاج في ذبح الهدي ثمّ حلق أو قص شعر رؤوسهم قبل ان يتوجهوا إلى مكّة المكرّمة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحجّ.
ثمّ بعد ذلك يعود الججاج إلى منى حيث يبيتون أيّام التشريق التي يقومون خلالها برمي الجمرات الثلاث. ويمكن للحجّاج المغادرة بعد جمرة العقبة الكبرى إذا توفر لديهم العذر.
وأدّت طقوس الرجم إلى تدافع مميت في الماضي، حيث يتجمّع مئات آلاف الحجّاج في مكان ضيّق.
وكان نحو 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم ادوا فريضة الحج عام 2019. لكنّ هذا العدد انخفض إلى بضعة آلاف عام 2020 وإلى 60 ألفًا عام 2021 في ظل الجائحة. وبلغ العدد هذا العام مليون شخص، بينهم 850 ألفًا من الخارج.
#يحدث_الآن.. جموع ضيوف الرحمن يبدأون منذ فجر اليوم.. أول أيام عيد الأضحى المبارك رمي الجمرة الكبرى "جمرة العقبة"، وسط انسيابية في التنقل وفق خطة التفويج المعدة.#بسلام_آمنين | #واس_عام pic.twitter.com/l8nubGALDf
— واس العام (@SPAregions) July 9, 2022
ويُعتبر الحجّ الذي يكلّف ما لا يقل عن 5000 دولار للشخص الواحد، إلى جانب العمرة، محرّكًا رئيسيًا لقطاع السياحة في المملكة. وفي الأوقات العاديّة، تدرّ المناسبات الدينيّة حوالى 12 مليار دولار سنويًا.
– المناسك تحت شمس حارقة –
بعد الرجم، يعود الحجّاج إلى المسجد الحرام في مكّة لأداء “الطواف الوداع” حول الكعبة المشرفة في المسجد الحرام.
والجمعة، أمضى الحجّاج يومهم بالصلاة والدعاء على جبل عرفات، في ذروة مناسك الحجّ.
وحملت مجموعات من المصلّين مظلات للوقاية من أشعّة الشمس، وقامت بتلاوة آيات من القرآن عند صعيد عرفات، حيث يُعتقد أنّ النبي محمد ألقى خطبته الأخيرة. وبعد غروب الشمس، توجّهوا إلى مزدلفة حيث باتوا في الهواء الطلق قبل بدء “رجم الشيطان”.
#فيديو_واس
— واس العام (@SPAregions) July 9, 2022
صباح #عيد_الأضحى_المبارك في رحاب المسجد الحرام.#بسلام_آمنين | #واس_عام pic.twitter.com/Dntu9rR75T
ويُقام موسم الحجّ هذا العام في وقتٍ عاود فيروس كورونا الانتشار في المنطقة، فيما تُشدّد بعض دول الخليج قيودها منعًا لتفشّيه.
وطُلب من جميع الحجّاج الوافدين من الخارج أن يكونوا قد تلقّوا تطعيمهم بالكامل، وأن يُبرزوا نتيجة سلبيّة لاختبار فيروس كورونا. ولدى وصولهم إلى منى الخميس، سُلّموا أكياسًا تحوي أقنعة ومعقّمات.

ومنذ بداية الجائحة، سجّلت المملكة أكثر من 795 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا، بينها أكثر من ألف وفاة، وتمّ منح 67 مليون جرعة لقاح في البلاد التي يزيد عدد سكانها على 34 مليون شخص.
وقد يكون الحجّ مرهقًا جسديًا، حتّى في الظروف المثاليّة. لكنّ الحجّاج واجهوا هذا العام تحدّيًا إضافيًا مع اشتداد درجات الحرارة، فأدّوا المناسك تحت شمس حارقة في ظلّ حرارة بلغت 42 درجة مئويّة.
ولا يمكن للرجال وضع قبّعات منذ لحظة الإحرام ونيّة الحجّ. وشوهِد كثيرون في المسجد الحرام هذا الأسبوع يحمون أنفسهم بالمظلات وسجّادات الصلاة وحتّى في إحدى الحالات بدلو صغير، فيما تُغطّي النساء رؤوسهنّ بالحجاب.