طالب قائد الجيش السوري الحر جامعة الدول العربية بسحب مراقبيها من سوريا واعلان فشل مهمتهم، لكن مسؤولا في الجامعة قال ان المراقبين باقون الى أن تنتهي مدة مهمتهم التي تبلغ شهرا.
وقال العقيد رياض الاسعد الذي يتخذ من تركيا مقرا له "نتمنى من العرب ان يعلنوا ان مبادرتهم فشلت والا يعود (المراقبون) الى سوريا".
واضاف "نتمنى من الجامعة ان تتنحى جانبا وتضع المسؤولية على الامم المتحدة لانها اقدر على حل الامور. نحن مع احالة الموضوع الى الامم المتحدة وكل الشعب السوري يريد ان يتحول الملف الى الامم المتحدة".
وتجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالازمة السورية في نهاية الاسبوع في القاهرة لمناقشة التقرير الاول لرئيس بعثة المراقبين العرب الى سوريا.
وقال الاسعد "نتمنى ان يتخذوا القرار المناسب"، مشيرا الى ان "الجيش الحر" سيقرر خطواته استنادا الى تقييم المراقبين.
واضاف "نتمنى ان يكونوا موضوعيين"، مشيرا الى "عدم تنفيذ اي بند من بنود المبادرة العربية".
واضاف "هذا موضوع يجب ان ياخذوه بالاعتبار، فهم غير قادرين على تنفيذ اي بند من بنود المبادرة، لذلك نتمنى الا يعودوا الى سوريا".
واكد الاسعد ان "عدد الشهداء تضاعف منذ دخول المراقبين" الى سوريا حيث تقدر الامم المتحدة عدد قتلى عمليات القمع والعنف الجارية منذ منتصف آذار/مارس بخمسة آلاف.
وسقط 390 قتيلا منذ دخول المراقبين الى سوريا، بحسب لجان التنسيق السورية المحلية التي تنشط ميدانيا في تنظيم التظاهرات الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وتنص خطة الجامعة العربية لاخراج سوريا من الازمة على وقف اعمال العنف واطلاق جميع المعتقلين السياسيين وسحب الجيش من المدن وانهاء المظاهر المسلحة والسماح للمراقبين العرب والصحافيين الاجانب بدخول البلاد والتنقل فيها بحرية.
ووافق النظام السوري على المبادرة ووقع مع الجامعة العربية بروتوكول المراقبين، الا ان عمليات القتل استمرت في سوريا.
واتهم الاسعد السلطات السورية "بتضليل المراقبين" العرب الذين بدأوا مهمتهم في 26 كانون الاول/ديسمبر.
وقال ان "السلطات السورية تضلل المراقبين (...) أخرجوا المعتقلين من السجون ووضعوهم في ثكنات عسكرية، كون بروتوكول المراقبين ينص على عدم الدخول الى الثكنات".
واضاف ان السلطات عمدت ايضا الى "طلاء بعض الاليات العسكرية بالازرق وكتب عليها +شرطة مكافحة الارهاب+، لتقول ان العناصر المنتشرين في الشوارع هم من الشرطة وليسوا من العسكر. كما سحبت البطاقات العسكرية من العسكريين واعطتهم هويات حفظ نظام او امن داخلي".
وذكر الاسعد ان مجموعة من عناصر "الجيش الحر" التقت امس الاربعاء في مدينة حمص مجموعة من المراقبين واعطتهم "اسماء المعتقلين واخبرتهم عن الظروف التي نعيشها وضغوط النظام السوري والاتهامات حول العصابات المسلحة"، مضيفا "اننا نترقب ردود فعل المراقبين" على ذلك.
الجامعة ترفض
الى ذلك، قال مندوب احدى الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية ان الجامعة لن تسحب بعثة المراقبين التابعة لها من سوريا الى أن تنتهي مدة المهمة التي تبلغ شهرا.
وجاءت التصريحات بعد أن قال رئيس وزراء قطر ان المراقبين ارتكبوا أخطاء وان الجامعة سترى ما اذا كانت البعثة ستسمر أم لا.
ومن المقرر ان تجتمع اللجنة الوزارية العربية حول سوريا في القاهرة يوم الاحد لبحث النتائج الأولية التي توصلت لها البعثة والتي أرسلت لمراقبة تنفيذ مبادرة السلام التي طرحتها الجامعة العربية.
وقال المندوب العربي الذي طلب عدم نشر اسمه "من المستحيل أن تسحب الجامعة العربية مراقبيها بغض النظر عن محتوى اي من تقارير (البعثة)."
وكانت الجامعة علقت عضوية سوريا مشيرة الى عدم التزام الرئيس بشار الاسد بمبادرتها لوقف العنف الذي تقول الامم المتحدة انه أسفر عن سقوط اكثر من خمسة الاف قتيل منذ مارس اذار.
ويقوم المراقبون بالتحقق مما اذا كانت الحكومة تنفذ المبادرة بسحب القوات من المدن والافراج عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة.
ويقول نشطاء من المعارضة السورية ان البعثة غير ناجحة.
وأفادت جماعات حقوقية سورية بسقوط المزيد من القتلى في اشتباكات كما خرج محتجون الى الشوارع ليظهروا للمراقبين حجم غضبهم. ويشكون من أن المراقبين يعتمدون على الحكومة في النقل والمساعدات الادارية.
وتقول الحكومة السورية انها تصد هجمات مسلحين مدعومين من الخارج وتتعاون مع المراقبين.
وطردت الحكومة معظم الصحفيين الدوليين مما يصعب التحقق من الاحداث.
وتتألف اللجنة الوزارية العربية من وزراء خارجية مصر والسودان وقطر وعمان والجزائر لكن مصدرا بالجامعة قال انه تم توجيه الدعوة لدول أخرى لتنضم الى اجتماع الاحد وانه قد توجه دعوة لاجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب كافة في نفس اليوم.
وقال بعض المسؤولين في الجامعة ان دولا مثل السودان والاردن ومصر والجزائر قلقة من إنهاء البعثة مبكرا اذ تخشى من أن يؤدي اعلان فشلها الى تدخل عسكري غربي في سوريا.
وقال مسؤول بالجامعة طلب عدم نشر اسمه "يخشون من أن يصبح هذا نمطا وقد يحدث لاحقا في دولهم."
وقال مندوب عربي اخر ان اللجنة ستناقش على الارجح الاجراءات المحتملة لمساعدة المراقبين مثل إمدادهم بالسيارات حتى يستطيعوا التجول في البلاد دون مساعدة السلطات السورية.
وأضاف أنها لن تناقش تغيير رئيس بعثة المراقبة الفريق اول الركن السوداني محمد احمد مصطفى الدابي والذي انتقدت جماعات دولية لحقوق الانسان اختياره بسبب سجل بلاده في مجال حقوق الانسان.