الجيش الاسرائيلي يحول مستشفى الشفاء الى معسكر اعتقال وتحقيق

تاريخ النشر: 15 نوفمبر 2023 - 09:48 GMT
الجيش الاسرائيلي يحول مستشفى الشفاء الى معسكر اعتقال وتحقيق

احال الجيش الاسرائيلي مستشفى الشفاء في غزة الذي اقتحمه مساء الثلاثاء الى معسكر للاعتقال مع احتجازه نازحين وذوي مرضى واخضاعهم للتحقيق، فيما  يواصل البحث عن ادلة تثبت زعمه حول اتخاذ حماس للمستشفى مركز قيادة لعملياتها.

ونقلت وسائل اعلام عن مصادر من داخل مجمع الشفاء قولها ان الجيش الاسرائيلي يجري عمليات استجواب وتحقيق مع نازحين داخل مجمع مستشفى الشفاء بعدما احاطه بدائرة مغلقة من دباباته ومدرعاته التي ادخل بعضها الى ساحات المجمع.

واضافت المصادر ان الجنود الاسرائيليين يستدعون عبر مكبرات الصوت اشخاصا باسمائهم من ضمن النازحين من اجل تسليم انفسهم، حيث يتم اخضاعهم بعد ذلك الى التحقيق.

وتقول تقارير ان نحو تسعة الاف نازح لجأوا الى مجمع الشفاء للاحتماء به من القصف والغارات الاسرائيلية.

واقتحم الجيش الاسرائيلي المجمع مساء الثلاثاء، بعد حصار استمر لاكثر من اسبوع، وذلك بزعم ان حركة حماس تتخذ في انفاق تحته مقرا لقيادة عملياتها العسكرية في قطاع غزة.

كما قال الجيش ان حماس تخفي في المستشفى عددا من الرهائن الذين احتجزتهم خلال هجومها الذي شنته في السابع من تشرين الاول/اكتوبر، وقتلت خلاله المئات من المستوطنين والجنود.

واعلنت اسرائيل الحرب على قطاع غزة اثر الهجوم، حيث اطلقت حملة قصف وغارات مدمرة خلفت حتى الان اكثر من 11 الف شهيد وزهاء 30 الف جريح ودمارا هائلا وغير مسبوق في انحاء القطاع.

وانضمت الولايات المتحدة الثلاثاء، الى اسرائيل في مزاعمها، مشيرة الى ان لديها معلومات تؤكد وجود عناصر وقيادة لحماس في المجمع الذي يعد اكبر مستشفيات قطاع غزة.

واكتفى البيت الابيض بالتعليق على عملية الاقتحام بالتشديد على اهمية "حماية المستشفيات والمرضى" في غزة، كما جاء على لسان المتحدث باسم مجلس الامن القومي جون كيربي .

وحملت حركة حماس من وصفتهم بالنازيين الجدد في القيادة الاسرائيلية وكذلك الرئيس الاميركي جو بايدن المسؤولة الكاملة عما وصفتها بانها جريمة وحشية تتعرض لها المستشفيات في قطاع غزة.

لا اثر للرهائن

وحتى الان، لم تفلح عمليات البحث والتفتيش التي يجريها الجنود داخل المجمع في العثور على اي من الرهائن المزعومين، بحسب ما اكدته اذاعة الجيش الاسرائيلي.

ونقلت الاذاعة عن مسؤول امني اسرائيلي قوله انه لم يتم العثور حتى الان على اي مؤشرات لوجود رهائن في مستشفى الشفاء.

ونفى المسؤول ان يكون الجيش قد تعرض لاي من الطواقم الطبية او المرضى داخل المجمع، او قام بتدمير شبكة الكهرباء والاتصالات فيه، وذلك ردا على اتهام حماس للجنود الاسرائيليين بالقيام بعمليات تخريب متعمدة في مستشفى الشفاء.

لكنه اشار الى اشتباكات حصلت في محيط المستشفى، وتمكن الجيش الاسرائيلي خلالها من قتل خمسة مسلحين.

وبينما لم يحدد الجيش الاسرائيلي وقتا لعمليته الجارية داخل مستشفى الشفاء، فقد حذر المرصد الأورومتوسطي الحقوقي من ان طول امد العملية يثير مخاوف من احتمال قيام اسرائيل باعداد مسرح لمشهد مصطنع فيه لاثبات مزاعم وجود قيادة لحماس داخل المجمع.

وقال المرصد ان اثبات تلك المزاعم لا يتطلب هذه الساعات الطويلة التي استغرقها الجيش الاسرائيلي منذ اقتحامه للمستشفى.

وفي ما يكشف احباط اسرائيل ازاء العثور على ما يثبت استخدام المستشفى لاغراض عسكرية، فقد ابلغ وزير دفاعها يوأف غالانت مبعوث البيت الابيض ريت ماكغورك ان الحرب في غزة لن تتوقف حتى تحقق اهدافها المتمثلة في القضاء على حماس واستعادة الرهائن.

وفي سياق متصل، فقد أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية عن قلقهما البالغ ازاء اقتحام الجيش الاسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي في غزة، مشددتين على حماية المرضى والطاقم الطبي.

ومن جانبها نددت الامم المتحدة بالاقتحام الذي وصفته بانه "مروع"؟