نجا قائد الشرطة الفلسطينية في غزة اللواء غازي الجبالي من محاولة اغتيال استهدفته فجر الخميس، فيما بدأت البعثة الفلسطينية لدى الامم المتحدة مساع لتقديم مشروع قرار يؤكد انها وحدها المخولة بتمثيل الضفة الغربية والقطاع في المنظمة الدولية. ياتي ذلك فيما افرجت اسرائيل عن رئيس جامعة القدس سري نسيبة.
وقال شهود عيان ان عبوة ناسفة انفجرت فجر اليوم الخميس امام منزل الجبالي الذي كان غادر المنزل قبل قليل من الانفجار.
واوضح الشهود ان ايا من افراد عائلة الجبالي لم يصب باذى في الانفجار الذي اقتصرت نتائجه على اضرار بسيطة في المنزل الواقع في منطقة شارع احمد عبد العزيز في مدينة غزة.
وبدأت الشرطة الفلسطينية على الفور تحقيقا لمعرفة الجهة التي تقف وراء الانفجار ودوافعها.
وكان الجبالي نجا في شباط/فبراير الماضي من محاولة لاغتياله داخل مقر المديرية العامة للشرطة في غزة، واسفرت في حينه عن مقتل شرطي وجرح خمسة عشر اخرين.
مشروع قرار
الى ذلك، ذكرت صحيفة اسرائيلية ان البعثة الفلسطينية لدى الامم المتحدة تعتزم تقديم مشروع قرار يؤكد انها وحدها المخولة بتمثيل الضفة الغربية وقطاع غزة في المنظمة الدولية.
وقال موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" على الانترنت الاربعاء، ان "البعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة تحاول تقديم اقتراح قرار يوضح بأن البعثة الإسرائيلية في الأمم المتحدة لا تمثل الضفة الغربية وقطاع غزة، إنما دولة إسرائيل في حدود العام 1967 فقط".
واوضح الموقع ان الاقتراح الذي سيتم طرحه على الأمم المتحدة يؤكد ان "المراقب الفلسطيني في المنظمة الدولية، ناصر القدوة، فقط، مخول بتمثيل السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة".
واضاف ان الاقتراح الفلسطيني يدعو ايضا الى "الاعتراف بممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة كالممثلية الوحيدة للسكان الفلسطينيين في شرقي القدس".
وقال الموقع ان الفلسطينيين يحاولون بهذا القرار "إطلاق مبادرة هجومية ضد -وثيقة الوعود- التي سلمها الرئيس الأميركي جورج بوش إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي أرييل شارون، وضد -خطة الانفصال-..وبذلك رسم حدود إسرائيل بشكل غير مباشر، وهي حدود قد تضطر إسرائيل إلى الانسحاب إليها".
وكان الرئيس الاميركي تعهد لشارون بان لا تضطر اسرائيل للانسحاب من كامل الاراضي الفلسطينية التي احتلتها خلال حرب 1967، وكذلك اعتبر عودة اللاجئين الفسطينيين الى ما يعرف حاليا باسرائيل امرا "غير واقعي".
ووافق بوش في سياق هذه التعهدات على ان تحتفظ اسرائيل بمستوطنات كبيرة في الضفة الغربية، وذلك في مقابل خطة شارون الاحادية، والتي تقضي بازالة كافة مستوطنات قطاع غزة واربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية.
الى ذلك، فقد اكد موقع "يديعوت احرونوت" ان البعثة الإسرائيلية في الأمم المتحدة برئاسة السفير، داني غيلرمان، شرعت |في دراسة الاقتراح الفلسطيني وبدأت في محاولات مختلفة الهدف منها منع تقديم الاقتراح، مدعية بأن هذا الاقتراح هو محاولة لرسم حدود بشكل أحادي الجانب".
ونقل الموقع عن مصدر في وزارة الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية تاكيده وجود مساع لطرح مشروع القرار الفلسطيني الذي يحصر تمثيل الضفة الغربية وقطاع غزة في المنظمة الدولية بالبعثة الفلسطينية.
وقال المصدر "انها مبادرة تعكف السلطة الفلسطينية على دراستها في الآونة الأخيرة، وذلك في أعقاب الخطوات أحادية الجانب التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية. يرى الفلسطينيون أن عليهم الاستعداد، وبالشكل المناسب، في المؤسسات الدولية بشكل عام، وفي منظمة الأمم المتحدة بشكل خاص".
وأضاف "حتى ولو وضعت إسرائيل حقائق جغرافية وميدانية على أرض الواقع، فهذا لن يغير الحقيقة بأن الحديث يجري عن سكان فلسطينيين يرون أنفسهم جزءًا من الشعب الفلسطيني الذي يعيش في أراض محتلة منذ العام 1967، كما يعترف بذلك العالم بأسره".
واعربت الولايات المتحدة وعدة دول غربية عن معارضتها لمشروع القرار الفلسطيني في هذه المرحلة، بحسب موقع "يديعوت احرونوت" الذي اشار الى انه من غير الواضح فيما إذا كان الفلسطينيون سينجحون في إيصال الاقتراح إلى مرحلة التصويت.
ونقل الموقع عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولها إنه "في الوقت الذي يعارض فيه الفلسطينيون خطة الانفصال، بادعاء بأن الخطة هي خطوة أحادية الجانب تحدد مسبقا شكل التسوية النهائية، يتضح أنهم يأتوا بأنفسهم بمبادرة أحادية الجانب".
وأضافت المصادر "منذ مدة طويلة والفلسطينيون يحاولون رفع مكانتهم في منظمة الأمم المتحدة، من أجل نيل اعتراف من قبل الأمم المتحدة بأن الفلسطينيين ومندوبيهم يمثلون الضفة الغربية وقطاع غزة. إنه جزء من الفعاليات المتواصلة التي يقوم بها الفلسطينيون ضد إسرائيل في محاولة منهم لتحديد حقائق سياسية".
وتابع ان الفلسطينيين "لم يحققوا أي إنجازات سياسية أو ميدانية، واقتصادهم في الحضيض، مؤسساتهم منحلة، ولذلك فهم يحاولون تحقيق إنجازات عن طريق تمرير اقتراحهم إلى الجمعية العامة".
الافراج عن سري نسيبة
على صعيد اخر، فقد أفرجت الشرطة الاسرائيلية عن رئيس جامعة القدس سري نسيبه الذي يقود ايضا حملة لانهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بعد ساعات من اعتقاله الاربعاء قائلة ان من المشتبه انه يوظف أجانب بشكل غير مشروع.
واعتقلت الشرطة نسيبة في الحرم الجامعي في القدس العربية الشرقية واصطحبته بعيدا لاستجوابه.
وقالت الشرطة انه جرى اعتقال ثلاثة آخرين في الحرم الجامعي لانهم يعملون دون تصاريح في اسرائيل. واعتقل نسيبة بعد أن قال انه من وظفهم.
وذكرت الشرطة انه جرى الافراج عن نسيبة بعد ساعات عندما دفع كفالة قيمتها خمسة الاف شيقل (نحو 1100 دولار).
وأضافت ان التحقيق جار ولم يتقرر بعد ما اذا كانت اتهامات ستوجه لنسيبة.وكان نسيبة قد اعتقل من قبل بتهم القيام بنشاط غير مشروع.—(البوابة)—(مصادر متعددة)