اعلنت قوات الامن الاردنية في وقت متأخر من مساء الاحد، انها تمكنت من القضاء على "مجموعة ارهابية" تحصنت داخل قلعة الكرك الاثرية في جنوب المملكة بعد اطلاق النار على رجال الامن والمدنيين، ما اودى بحياة عشرة اشخاص بينهم سائحة كندية.
وقال بيان مشترك صادر عن مديرية الامن العام وقوات الدرك ان القوة الامنية المشتركة التي تعاملت مع المجموعة "انهت اعمالها بعد ان تمكنت من القضاء على اربعة أرهابيين منهم وقتلهم جميعا".
واضاف البيان ان القوة الامنية ما تزال تقوم "بعمليات تمشيط وتطهير للمنطقة ومحيطها للتاكد من عدم وجود اخرين وتامين وحماية لها".
وبحسب البيان الذي اوردته وكالة الانباء الاردنية (بترا) فانه "ولغاية الان، وما تم من تمشيط لمنطقة الحادثة، فقد جرى ضبط كميات من الاسلحة الاتوماتيكية والذخيرة بحوزة الارهابيين القتلى. وبوشرت التحقيقات للوقوف على كافة تفاصيل الحادثة وتحديد هوية المسلحين وانتماءاتهم".
"وكانت قوة امنية قد داهمت المنزل الذي كان بداخله الارهابيون في منطقة القطرانة، حيث عثروا على كميات كبيرة من المتفجرات اضافة الى احزمة ناسفة واسلحة".
ونعى البيان "كوكبة جديدة من الشهداء الذين ساروا على ركب الاباء والاجداد ممن حموا الاردن وذادوا عن ترابه بدمائهم، وتزف للوطن كوكبة جديدة من شهداء الواجب وشهداء الحق من مرتباتها ومن المواطنين الذين تصدوا اليوم لتلك المجموعة الارهابية الخارجة عن ابسط قيم الانسانية".
"وزفّت قوات الدرك اليوم ثلاثة شهداء ارتقوا لعليين، كما زفّت مديرية الامن العام للوطن اربعة شهداء من مرتباتها، ونعت شهيدين من ابناء الوطن ومواطنة كندية".
وقال البيان ان "حصيلة المصابين ممن يرقدون على سرير الشفاء جراء تلك العملية الارهابية، كانت اصابة 11 من مرتبات الامن العام واربعة من مرتبات قوات الدرك اضافة الى 17 مواطنا وشخصين من جنسيات اجنبية، نتمنى لهم جميعا الشفاء العاجل".
وكان محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة قال للتلفزيون الرسمي أن "الزمرة الارهابية استهدفت رجال الامن والمدنيين بشكل عشوائي واجرامي".
وقالت صحيفة "الرأي" الحكومية ان قوات الامن عملت على اخلاء "عدد من السائحين والمواطنين الذين حوصروا بمحيط قلعة الكرك اثناء اندلاع علمية المواجهة بين المسلحين ورجال الامن".
وكانت صحيفة "الغد" نقلت عن الشرطة قولها أن المسلحين أطلقوا النار على رجال الأمن الذين يقومون بدورية في المدينة قبل دخول القلعة الموجودة على قمة أحد التلال.
وقالت ادارة الاعلام الامني التابعة لمديرية الامن العام في بيان اوردته وكالة الانباء الرسمية (بترا) ان احدى دوريات الامن العاملة في منطقة القطرانة محافظة الكرك كانت تبلغت بوجود حريق في احد المنازل، مضيفة انه "فور وصولهم للمكان تعرض طاقم الدورية لإطلاق نار مفاجئ من قبل مجهولين كانوا داخله ونتج عن الحادثة اصابة رجلي امن عام ولاذ مطلقو النار بالفرار بواسطة احدى المركبات".
وتابع البيان "وبعدها بفترة وجيزة اطلق مجهولون عدة عيارات نارية باتجاه احدى الدوريات العاملة ايضا في محافظة الكرك ولم تقع اصابات تذكر حينها، ليرد بعد ذلك بلاغ اخر حول قيام مجهولين باطلاق عيارات نارية من داخل قلعة الكرك باتجاه مركز امن المدينة في محافظة الكرك ونتج عن ذلك عدد من الاصابات من رجال الامن العام والمارة اسعفوا للمستشفى للعلاج".
واضاف انه "جرى على الفور تطويق القلعة والمنطقة المحيطة من قبل رجال الامن العام وقوات الدرك والاجهزة الامنية الاخرى والتي باشرت بتنفيذ عملية امنية للتعامل مع المسلحين والذين قدر عددهم بخمسة او ستة مسلحين وما زالت العملية جارية لغاية الان".
وكانت صحيفة "الغد" نقلت عن مصدر أمني قوله في وقت سابق إن مسلحين ملثمين أطلقوا النار على مركز أمن مدينة محافظة الكرك وعلى دورية امنية على طريق القطرانة.
وأضاف المصدر، أن القوات الأمنية تحاصر المسلحين بقلعة الكرك، وأشار إلى أن الاشتباكات مستمرة بين قوات الأمن والمسلحين، مشيرا الى انه جرى ارسال تعزيزات أمنية وطائرات إلى الكرك.
وكانت الصحيفة نقلت عن مصادر امنية قولها انه "عند الساعة الساعة الواحدة والنصف من مساء هذا اليوم واثناء قيام المرتبات بالوظيفة الرسمية داخل مركز امن القطرانة تم ابلاغهم بوجود انفجار اسطوانة غاز في العمارة العائدة للمدعو (..... ) ولدى وصولهم الى الشقة تم منعهم من ذلك وقام الاشخاص الذين بداخلها باطلاق عيارات نارية باتجاهم بواسطة اسلحة نارية (كلاشنكوف) ما أدى الى اصابة احد مرتبات الأمن بمنطقة الصدر من الجهة اليمنى واليد اليمنى وادخل إلى غرفة العمليات وكذالك اصابة مرتب أخر بيده اليمنى".
واضافت المصادر أنه "قام الاشخاص اعلاه بالفرار بواسطة مركبة رقم (42-15782) نوع تويوتا هايلكس والعائدة للمدعو (...) باتجاه الجنوب واثناء فرارهم قاموا باطلاق عيارات نارية على دورية مركز امن القطرانة (نقطة غلق وتفتيش) ولم تقع اية اصابات بالارواح من مرتب الدورية".
وبينت المصادر "كما قامت مركبة من نوع بي ام دبليو لون اسود باطلاق عيارات نارية باتجاه دورية النجدة المتواجدة بالقرب من المدينة الصناعية ولم تبلغ عن وجود اية اصابات بالارواح لغاية الآن".
وقالت المصادر إنه قام مجموعة من الأشخاص بالتهجم على مركز أمن المدينة واطلاق عيارات نارية على المركز ونتج عن ذلك اصابة سياح عدد 2 من الجنسية الاجنبية واصابة افراد عدد 3 من مرتب مركز امن المدينة واصابة الدليل السياحي المرافق.
وكذلك لحقت اضرار مادية بالمركز الامني وجرى اسعاف المصابين الى مستشفى الكرك الحكومي وما ما يزالون قيد العلاج".
وقالت صحيفة "الغد" انها تحصلت على معلومات جديدة بخصوص الخلية المسلحة التي تحصنت في قلعة الكرك، وأسفرت المواجهات معهم عن سقوط 6 شهداء من الأمن والمدنيين ومقتل سائحة كندية بالإضافة إلى إصابة 29 آخرين.
ونقلت عن مصادر قولها إن مجموعة من الخلية قدمت إلى بلدة القطرانة في محافظة الكرك قبل 3 أشهر، وأنهم استأجروا شقة في منزل قريب ثم استأجروا قبل 15 يوما مطعما لا يعمل.
وأشارت المصادر إلى أن ابن صاحب العمارة التي يستأجرون شقة فيها اشتم رائحة بارود من داخل الشقة وأنه بلغ الأمن الذي حضر إلى المكان ما إدى إلى حدوث اشتباكات قبل أن يلوذوا بالفرار بواسطة "بك آب" سرقوه من ابن صاحب الشقة تحت تهديد السلاح.
ونوه المصدر إلى أن سيارة سياحية سوداء كانت تقل مسلحين آخرين وجدت أمام المركز الأمني في مدينة الكرك.
