تواصلت الثلاثاء، الاشتباكات على اكثر من محور داخل قطاع غزة بين المقاومة والحيش الاسرائيلي الذي عاود قصف محيط مستشفى القدس في مدينة غزة.
وقالت تقارير ان اعنف الاشتباكات تدور في مناطق شرقي جباليا وشمال غرب بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، والتي توغلت فيها الدبابات والاليات العسكرية الاسرائيلية على عدة محاور منذ الجمعة.
واظهرت تسجيلات فيديو اطلاق الجيش الاسرائيلي خلال الليل قنابل مضيئة في الجبهات التي تشهد المعارك، وخصوصا عند محور نتساريم وشرقي مخيم البريج وشرق خانيونس.
وفي تحول تكتيكي عن خططها المعلنة لشن عملية برية واسعة تكون اشبه بالاجتياح لقطاع غزة، فقد عمدت اسرائيل الى تنفيذ عمليات توغل محدودة في شمال وشرق قطاع غزة بهدف تقسيم القطاع وزيادة الضغط على حركة حماس والسكان المدنيين.
وجاء هذا التحول بعدما تبين للمخططين العسكريين الاسرائيليين ان حماس التي نفذت هجوما مفاجئا في السابع من الشهر الجاري قتلت خلاله 1400 مستوطن وجندي، كانت قد استعدت جيدا للرد الاسرائيلي.
وتمكنت حماس خلال الهجوم من احتجاز مئات الاشخاص، غالبيتهم اسرائيليون، واقتادتهم رهائن الى قطاع غزة، قبل ان تعلن اسرائيل الحرب على القطاع، وتحشد مئات الالاف من قواتها تمهيدا لاجتياحه بهدف القضاء على حماس وتحرير الرهائن.
وفيما واصلت قوات الاحتلال غاراتها المدمرة على انحاء قطاع غزة، فقد طال القصف مجددا محيط مسشتفى القدس في منطقة تل الهوى بمدينة غزة، والذي يؤوي مئات المرضى والجرحى ونحو 14 الف نازح لجأوا اليه للاحتماء من الغارات.
وقال الهلال الاحمر الفلسطيني في بيان عبر منصة "اكس" ان قصفا مدفعيا وجويا متواصلا استهدف مواقع قريبة جدا من مستشفى القدس، مشيرا الى حالة من الخوف والهلع في صفوف الطواقم الطبية والنازحين.
وسبق ان تعرض محيط المستشفى لغارات مماثلة يوم الاحد، وذلك بعدما اعلن مديره بشار مراد تلقي تهديدات وانذارات شديدة اللهجة من الجيش الاسرائيلي من اجل اخلائه فور تمهيدا قبل قصفه.
قلق بالغ
وعبرت منظمة الصحة العالمية عن بالغ قلقها ازاء هذه الانذارات، مؤكدة ان اخلاء المستشفى سيعرض للخطر حياة المرضى الذين من المستحيل اخلاؤهم ضمن هذه الظروف.
ويتذرع الجيش الاسرائيلي بان حركة حماس تتخذ تحت المستشفى مركزا لقيادة العمليات العسكرية، وهي ادعات نفاها الهلال الاحمر ومنظمات دولية.
ولا يتوقف الامر عند مستشفى القدس، حيث يواصل الجيش الاسرائيلي توجيه الانذارات بالاخلاء الى ما تبقى من مستشفيات عاملة في شمال قطاع غزة، وبالذرائع نفسها.
وطال قصف جوي الاثنين مستشفى السرطان الوحيد في قطاع غزة تموله تركيا، ما اثار تنديدا حادا من الاخيرة التي وصفت القصف بانه لا انساني وينتهك القانون الدولي بوضوح، كما انه يهدف لحرمان الغزيين من أبسط حقوقهم الأساسية.
وتقول حماس والدول العربية ان اوامر اخلاء المستشفيات، وكذلك المدارس التي تؤوي الاف النازحين، تاتي في اطار مخطط اسرائيلي يهدف الى اجبار سكان شمال قطاع غزة على المغادرة نحو جنوبه كخطوة اولى نحو تهجيرهم قسريا الى شبه جزيرة سيناء في مصر.
الى ذلك، فقد سقط العشرات بين شهيد وجريح في قصف وغارات مدمرة طالت ليل الاثنين/الثلاثاء انحاء عدة من القطاع، وخصوصا مدينة غزة، حيث قضى 18 من عائلة أبو شمالة في قصف استهدف مزلهم في منطقة الزوايدة وسط القطاع.
كما تم انتشال 15 شهيدا من بناية مؤلفة من اربعة طوابق في حي الزيتون في غزة كانت تؤوي افرادا من عائلة حبيب.
من عائلة حبيب الذين ارتقوا جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي عمارة من 4 طوابق في حي الزيتون بمدينة غزة.
وكانت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في غزة اعلنت ان حصيلة القصف والغارات الاسرائيلية خلال 24 يوما بلغت 8306 شهداء اكثر من نفهم نساء واطفال.