استمرار المعارك في السودان رغم الوساطات والضغوط

تاريخ النشر: 05 مايو 2023 - 06:03 GMT
استمرار المعارك في السودان رغم الوساطات والضغوط

تواصلت في السودان الجمعة، ولليوم الحادي والعشرين على التوالي، المعارك العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وذلك رغم اعلانات الهدنة المتتالية التي لا يتم الالتزام بها، وكذلك الوساطات والضغوط الدولية.

وابلغ شهود عن غارات جوية ودوي انفجارات في احياء الخرطوم، خصوصا حول المطار، رغم الحديث عن هدنة جديدة وتهديدات أميركية بفرض عقوبات على الجيش بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لحليفه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).

كما تحدث الشهود الخميس، عن اشتباكات في الأُبيّض التي تقع على بُعد 300 كيلومتر جنوب الخرطوم.

وقتل اكثر من 700 شخص بينهم اعداد كبيرة من الاطفال، واصيب الالاف منذ اندلاع القتال في 15 نيسان/أبريل بين القائدين المتصارعين على السلطة.

وتدور المعارك بالأساس في العاصمة الخرطوم وهي واحدة من أكبر المدن في القارة الأفريقية. 

واحجمت قوات الدعم السريع الخميس، عن تاكيد ما أعلنه جنوب السودان عن موافقتها والجيش على هدنة لمدة سبعة أيام تستمر حتى الخميس المقبل.

على ان قوات الدعم السريع كانت اعلنت الجمعة التزامها بهدنة لثلاثة أيام توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية.

الاطفال يدفعون الثمن

وقالت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة "يونيسف " الجمعة، ان سبعة اطفال يقتلون او يصابون كل ساعة في السودان، حيث يقلّ متوسط عمر نحو نصف السكّان البالغ 45 مليون نسمة، عن 18 عاماً.

واشارت المنظمة الى تقارير غير مؤكدة بعد تحدثت عن مقتل 190 طفلا خلال الايام الاحد عشر الاولى من القتال.

 

""المعارك اجبرت كذلك أكثر من 335 ألف شخص على النزوح داخل السودان
المعارك اجبرت كذلك أكثر من 335 ألف شخص على النزوح داخل السودان

 

وقالت المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء، ان المعارك اجبرت كذلك أكثر من 335 ألف شخص على النزوح داخل البلاد، فيما عبر أكثر من 56 ألفا الحدود الى مصر، و12 الفا الى اثيوبيا و30 الفا الى تشاد.

وتخشى الامم المتحدة من ان يرتفع الى اكثر من 800 الف عدد اللاجئين من السودان الى الدول المجاورة في حال استمرار الاشتباكات.

على ان المجتمع الدولي يحذر من وضع إنساني "كارثي" في ما يتعلق بمن لا يستطيعون المغادرة، حيث يواجهون نقصا حادا في الغذاء والماء والخدمات الاساسية، وخصوصا الصحية مع الدمار الهائل الذي لحق بالمستشفيات.

ويتبادل الطرفان المتناحران الاتهامات بالمسؤولية عن هذا التصعيد المفاجئ، والذي ياتي بعدما تاجل لمرتين توقيع اتفاق سلام بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ اطاحة الرئيس السابق عمر البشير في 2019.

وتعثر توقيع الاتفاقية التي كان يفترض ان تفسح الطريق لتشكيل حكومة مدنية بسبب خلافات حول بند يتعلق بشروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

حلول افريقية

واستولى الحليفان السابقان البرهان وحميدتي على السلطة في 2021 عقب انقلاب أطاحا فيه المدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهما، قبل ان يدب الصراع بينهما.

وفي سياق الضغوط الدولية المتصاعدة لوقف القتال في السودان، لوح الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس، بفرض عقوبات على "الأفراد الذين يهدّدون السلام" في هذا البلد، مشدد الى ان "المأساة... يجب أن تنتهي".

وكان السودان خرج من عقدين من العقوبات الأميركية في العام 2020، وذلك بعد نحو عام على اطاحة حكم البشير الذي استمر نحو ثلاثين عاما.

ويبدو ان الولايات المتحدة لا ترى نهاية قريبة للصراع في السودان، حيث توقعت رئيسة الاستخبارات الأميركية أفريل هاينز معارك "طويلة الأمد" لأنّ "الطرفين" المتناحرين لا يبديان رغبة في الجلوس الى طاولة المفاوضات، ويرى كل منهما انه قادر على تحقيق الانتصار في نهاية المطاف.

وفي سياق متصل، قال الجيش إنه يرحب بالوساطات الأميركية والسعودية، لكنه اختار اقتراحا طرحته الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (ايغاد)، من حيث انه يرى ان مشاكل افريقيا ينبغي ان يتم حلها من قبل اطراف في القارة.

واعلنت الجامعة العربية انها ستعقد في القاهرة الأحد اجتماعا غير عادي على مستوى وزراء الخارجية لبحث الحرب في السودان.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن