استسلام الاسلاميين المتشددين في الجزائر قد يستغرق 3 اشهر

تاريخ النشر: 26 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

توقع زعيم سابق للمتشددين الاسلاميين في الجزائر يقوم بالتفاوض حاليا على استسلام غالبيتهم، ان يستغرق تنفيذ ذلك ما بين شهرين الى ثلاثة أشهر. 

وسيمثل ذلك نهاية أكبر تنظيم للمتشددين في الجزائر حتى اذا لم يشارك غلاة زعمائهم فيه. كما سينهي انتفاضة بدأت قبل 12 عاما وأودت بحياة نحو 150 ألف جزائري. 

وأبلغت مصادر أمنية رويترز أن أكثر من 300 من أعضاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال المتحالفة مع القاعدة وعشرات المتشددين من الجماعة الاسلامية المسلحة يريدون العفو في مقابل التخلي عن سلاحهم. 

وقال الزعيم المتشدد السابق مدني مزراق ان عملية التسليم وشيكة لكنها ستستغرق ما بين شهرين أو ثلاثة أشهر وأضاف انهم ينتظرون الاطار القانوني لذلك وأوضح انه من المفاوضين لاتمام العملية. 

وتابع مزراق الذي تفاوض في أواخر التسعينيات على تسليم نشطاء جماعته وهي الجماعة الاسلامية المسلحة الجناح العسكري لجبهة الانقاذ الاسلامية لانفسهم أن النشطاء المقيمين في الجبال مقتنعون بأن الوقت قد حان للنزول. 

والتزمت السلطات الصمت ولم يتسن الاتصال بوزارة الداخلية للتعليق. 

وبدأ جهاد المتشددين عندما ألغى الجيش انتخابات كانت جبهة الانقاذ على وشك الفوز فيها في عام 1992. وكانت السلطات العلمانية تخشى أن يؤدي فوز الجبهة الى تحويل البلد الغني بالنفط والغاز الى دولة اسلامية. 

وتصدرت أنباء الجماعة السلفية للدعوة والقتال الصحف العام الماضي عندما اختطفت 32 سائحا أوروبا من صحراء الجزائر. وتردد أن الجماعة حصلت على فدية قدرها خمسة ملايين يورو لاطلاق سراحهم. 

ويقول محللون سياسيون ان المسألة الشائكة في عملية تسليم المتشددين أنفسهم هي عدم وجود قانون يضمن لهم العفو مثل قانون "الوفاق المدني" الذي أعطى ألوف المتشددين حريتهم بين عامي 1999 و2001 وانتهى الان سريانه. 

وقال منير بوجيمة الخبير الامني المحلي ان اصدار أمر اداري أو تعديل القانون سيستغرق أسابيع ان لم يكن شهورا. 

ولم يتضح كذلك ما اذا كان تسليم المتشددين أنفسهم سيعني العفو عنهم على الفور أم أن بعضهم سيحكم عليه بالسجن. 

وقال مزراق ان 80 بالمئة من المتشددين في الجزائر يريدون نبذ الكفاح المسلح. 

وليس من المرجح أن يرغب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الاسراع باتفاق بسبب الكراهية التي يشعر بها السكان تجاه المتشددين الذين تلقى عليهم مسؤولية اغتيالات وقعت على مدى عشرة أعوام. 

وقال بوجيمة ان العفو عن "الارهابيين" لن يحظي بتأييد الرأي العام.—(البوابة)—(مصادر متعددة)