احياء ذكرى مجزرة منجم ماريكانا في جنوب افريقيا

تاريخ النشر: 16 أغسطس 2013 - 01:52 GMT
احياء ذكرى مجزرة منجم ماريكانا في جنوب افريقيا
احياء ذكرى مجزرة منجم ماريكانا في جنوب افريقيا

بدا عمال منجم ماريكانا في جنوب افريقيا الجمعة احياء ذكرى المأساة التي وقعت في 16 اب/اغسطس 2012 عندما اطلقت الشرطة النار على حشد من المضربين مما ادى الى سقوط 34 قتيلا و78 جريحا في ذلك الموقع لانتاج البلاتين.

ونظمت الفعاليات نقابة "امكو" الصغيرة المتشددة التي دعت الى الاضراب السنة الماضية في هذا المنجم الواقع في "حزام البلاتين" من حول روستنبورغ على مسافة مئة كلم شمال جوهانسبورغ.

وفي الساعة العاشرة (الثامنة تغ) بدأ مئات الاشخاص يتجمعون في هدوء في مكان اطلاق النار وحمل نحو سبعين من عمال المنجم قمصانا اخضر كتب عليها اسم "امكو" وانشدوا اغاني بينما صعد مئات اخرون الى التلة التي تعود المضربون التجمع فيها السنة الماضية.

واضرب العمال حينها مطالبين بالزيادة في الرواتب في لونمين، الشركة البريطانية التي تستغل المنجم.

وقال راميرو نومبوران (33 سنة) ان يوم الحادثة "ركضت هربا من الموت، كان يوما رهيبا" و"كنت فقط اناضل من اجل راتب لكن حتى اليوم لم يتغير شيء ولم احصل على مزيد من المال".

ومن حول المنجم لم تتوقف العداوة النقابية التي اشعلت النار في 2012 حتى ان العديد من المناضلين قتلوا في ماريكانا منذ سنة وآخرهم مسؤولة في نقابة المناجم الكبيرة الاثنين امام منزله.

وقاطعت النقابة الوطنية لعمال المناجم (نوم القريبة من السلطات) والتي فقدت موقعها كنقابة اغلبية لصالح امكو، هذه الاحتفالات.

ويكرم المشاركون باناشيد وشعر ثم احتفالات دينية، ذكرى ضحايا المجزرة.

وكانت تلك المجزرة التي ارتكبتها الشرطة غير مسبوقة في تاريخ النظام الديموقراطي لجنوب افريقيا الفتية وذكرت بألم بقمع نظام التمييز العنصري الذي انتهى في 1994.

وبعد ظهر اليوم تفسح الابتهالات الدينية المجال امام خطب ممثلي عمال المناجم والمديرية وتقييم اعمال لجنة التحقيق التي لم تنته بعد من العمل بعد سنة على المأساة.

وستبلغ المراسم ذروتها بدقيقة صمت في الساعة 16,00 (14,00 تغ) اي تحديدا في الساعة التي اطلق فيها الشرطيون الرصاص.

ودعا رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الذي لم يعلن عن مشاركته في هذه المراسم، مواطنيه الى ان يجعلوا من هذا اليوم لحظة تفكير. وقال زوما الاربعاء في بيان " يجب علينا ايضا ان نكون عازمين على بذل كل جهودنا لتفادي تكرار مثل هذه الاحداث".

والمنافسة بين النقابة الكبرى التي تتراجع شعبيتها ونقابة جديدة اكثر تشددا ، تدمي المنطقة منذ سنة عبر اغتيالات وانتحارات وعمليات ترهيب.

وبعد مقتل مسؤولة في النقابة الكبيرة مطلع الاسبوع وفي محاولة لتهدئة التوتر دعت "امكو" خصمها الى الصعود الى المنصة الجمعة للمشاركة في الفعاليات لكنها رفضت الدعوة بشدة.

وقالت لتبرير قرارها ان "النوايا الحسنة لرئيسالنقابة ملطخة بالاتفاق المبرم مع المديرية التي تمنحه كل الصلاحيات وبسيطرته الكاملة على تنظيم الحفل".

وفضلا عن هذه التوترات النقابية هناك الريبة المستمرة ازاء الشرطة وغياب نتائج اعمال لجنة التحقيق التي شكلها الرئيس من اجل القاء الضوء على هذه المأساة.

وقال المحلل السياسي يوزيبوي ماكيزر "ما زلنا لا نعرف ماذا جرى بالتحديد في ماريكانا، واللجنة لم تعرض نتائجها --لم نتوصل بعد الى تحديد من هو المسؤول على مقتل 34 عاملا".