فرضت قوى الامن اجراءات مشددة في بيروت قبيل بدء تجمع دعت اليه القوى المناهضة لسوريا بمناسبة الذكرى الثانية لاغتيال رفيق الحريري، فيما انضم مجلس الامن الى المنددين بالتفجيرين اللذين استهدفا حافلتين للركاب شمال العاصمة عشية هذه الذكرى.
وانتشر الاف الجنود في انحاء بيروت واقيمت حواجز في عدد من الشوارع لتحديد الطرق التي سيسلكها المشاركون في التجمع ومنع اي احتكاك خاصة مع انصار المعارضة المعتصمين في وسط العاصمة.
والمعروف ان المشاركين في الذكرى الثانية للحريري سيتجمعون في القسم الغربي من ساحة الشهداء في حين ان المعتصمين من المعارضة منذ الاول من كانون الاول/ديسمبر الماضي يتجمعون في القسم الشرقي من الساحة نفسها وفي ساحة رياض الصلح المجاورة.
وعززت القوى الامنية بشكل كبير الحاجز الفاصل بين قسمي ساحة الشهداء فهناك ساتر حديدي بعلو ثلاثة امتار واسلاك شائكة وسواتر من الاسمنت ويقف امامها المئات من عناصر الجيش مع ناشطين من تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري من المشاركين في تنظيم التجمع.
كما وضعت الواح خشبية على الساتر الحديدي بشكل لم يعد بامكان من يقف على احد طرفي الساحة من مشاهدة الذين ينتشرون على الطرف الثاني منها. وسيكون الوصول الى ساحة الشهداء من جهة البحر فقط ولا تستطيع السيارات او الحافلات التقدم الى اكثر من كيلومتر عن الساحة.
وكان المشاركون بداوا التوافد الى الساحة منذ الصباح وبلغ عددهم بضعة الاف يحملون الاعلام اللبنانية ولافتات كتب عليها "المحكمة لعيونك" و"لبنان بلد لكل اللبنانيين" وهي عبارة لرفيق الحريري.
واقيمت منصة للخطباء امام الجامع الذي يوجد فيه ضريح الحريري وجهزت بزجاج واق للرصاص.
وكانت قوى الرابع عشر من اذار عقدت اجتماعا مساء الثلاثاء واصدرت بيانا "حملت فيه النظام السوري المسؤولية الكاملة" عن عملية التفجير المزدوجة التي وقعت في قرية عين علق شمال شرق بيروت الثلاثاء واستهدفت حافلتين للنقل العام ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 18 اخرين بجروح.
كما اتهم البيان النظام السوري "ليس بالتهويل على لبنان واللبنانيين لافشال احياء ذكرى 14 شباط فحسب بل ايضا بمحاولة عرقنة لبنان وتدمير امنه واستقراره تنفيذا لتهديدات هذا النظام باحراقه وبهدف اسقاط المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الحريري".
واصدر حزب الله بيانا في ساعة متاخرة من مساء الثلاثاء "دان فيه الجريمة الارهابية البشعة التي شهدتها منطقة المتن الشمالي (عين علق) واودت بحياة عدد من المواطنين الابرياء" ورأى فيها "محاولة خبيثة للنيل من الاستقرار والامن الداخلي وبث الرعب في نفوس اللبنانيين".
مجلس الامن
وقد انضم مجلس الامن الدولي الثلاثاء، الى المنددين بالتفجيرين اللذين استهدفا حافلتين للركاب شمال العاصمة عشية هذه الذكرى.
وجاءت الادانة في بيان صحفي وليس سياسيا يصدر عن اجتماع رسمي فيما قال بيتر بوريان سفير سلوفاكيا والرئيس الدوري للشهر الحالي ان هذا من شانه ان يتضمن مشاورات مع العواصم وسيستغرق وقتا طويلا.
وقال البيان "مجلس الامن يقرر أن هذا الهجوم الارهابي... يمثل محاولة خبيثة جديدة لتقويض الامن وجميع الجهود الرامية الي صون الاستقرار في البلاد." واكد تصميمه على مساعدة لبنان في "البحث عن الحقيقة ومحاسبة اولئك الذين تورطوا في هذا الهجوم الارهابي وكذلك الهجمات الارهابية والاغتيالات الاخرى." واضاف انه "يتعين ألا تكون هناك أي حصانة من العقاب لمثل هذه الاعمال البشعة."
تنديد دولي
وكانت فرنسا دانت بشدة الثلاثاء التفجيرين اذ اعتبر الرئيس جاك شيراك في رسالة الى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة انه "يبعث على الهول والصدمة".
من جانبه وصف وزير الخارجية الفرنسي دوست بلازي الاعتداء المزدوج بانه عمل "شنيع وجبان" مؤكدا على ضرورة "محاسبة (منفذي الاعتداء) على غرار منفذي الاعتداءات السابقة منذ اكثر من سنتين".
واكد دوست بلازي "تضامن" فرنسا مع القادة اللبنانيين "في الحفاظ على استقرار لبنان ووحدته وسيادته".
ودانت وزارة الخارجية الروسية الاعتداء على الباصين شمال بيروت ودعت "جميع القوى السياسية اللبنانية" الى "التحلي بضبط النفس والحفاظ على رباطة الجأش".
كما ادان امين عام الجامعة العربية عمرو موسى ايضا "بشدة" التفجيرين وقدم تعازيه لعائلات الضحايا.
وفي بيان صحافي ادان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط "التفجيرين الارهابيين اللذين وقعا صباح اليوم في لبنان وراح ضحيتهما قتلى وجرحى من المواطنين الابرياء باقوى عبارات الادانة".
وجاء في بيان للسفارة الاميركية في بيروت انها "تدين بشدة الهجوم الوحشي على مدنيين لبنانيين ابرياء كانوا يتنقلون هذا الصباح في حافلتين قرب بلدة بكفيا وقد اصبح في عداد الأموات والجرحى طلاب كانوا في طريقهم الى الجامعة وموظفون ذاهبون الى اعمالهم ولبنانيون عاديون يحاولون عيش حياتهم اليومية".
واضاف البيان "عشية الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ننظر الى هذا الهجوم فقط كمحاولة للتهويل واسكات اللبنانيين العازمين على الوصول الى رؤيتهم للبنان سيد ومستقل وديموقراطي".
وختم البيان "تقف الولايات المتحدة بثبات مع الشعب اللبناني في التبرؤ من اعمال ارهابية وعنيفة كهذه وتشجب هذه المحاولة لتحريض الشعب اللبناني كما تشدد الولايات المتحدة على دعمها للحكومة اللبنانية في عملها لتأكيد سيادة لبنان والانخراط في اصلاحات حيوية وتعزيز مؤسسات لبنان الدستورية".
ودان وزير خارجية الفاتيكان الكادرينال تارتشيتسيو بيرتوني بشدة "الاعتداء الخطير المعادي للمسيحيين" في لبنان.
—(البوابة)—(مصادر متعددة)