ألمانيا ترفض طلب واشنطن إرسال قوات برية إلى سوريا

تاريخ النشر: 08 يوليو 2019 - 03:55 GMT
دونالد ترامب خلال لقاء سابق مع انغيلا ميركل
دونالد ترامب خلال لقاء سابق مع انغيلا ميركل

رفضت ألمانيا الاثنين طلبا من واشنطن لإرسال قوات برية إلى سوريا في موقف من المرجح أن يغضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

رفضت ألمانيا الاثنين طلبا من واشنطن لإرسال قوات برية إلى سوريا في موقف من المرجح أن يغضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يريد من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الالتزام بدور عسكري أكبر في الشرق الأوسط.

وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية خلال مؤتمر صحفي اعتيادي ”عندما أقول إن رؤية الحكومة هي الالتزام بالإجراءات الحالية في التحالف (العسكري) ضد الدولة الإسلامية فهذا لا يشمل قوات برية كما هو معروف“.

وكان مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا جيمس جيفري قال إن بلاده تنتظر من ألمانيا إرسال قوات إلى الشمال السوري للمساعدة في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأوضح جيفري في مقابلة مع صحيفة "فيلت إم سونتاج" الألمانية، أن واشنطن تطلب من ألمانيا إرسال قوات برية، إلى الشمال السوري لتحل محل الجنود الأمريكيين جزئيا.

كما أشار أنه "ليس بالضرورة أن يكونوا مقاتلين"، لافتا أن تتولى تلك القوات الحفاظ على استقرار المنطقة.

وأثار الطلب الاميركي جدلا داخل الائتلاف الحاكم في المانيا. وفي حين أدى حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل انفتاحه على بحث الأمر، رفض حليفه الاشتراكي الديمقراطي قطعيا الخوض في المسألة. ورفض تورستن شيفرـ غومبل، عضو الهيئة الرئاسية الثلاثية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك الثاني في الائتلاف الحاكم في برلين ما طلبه الممثل الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري من ألمانيا بشأن إرسال قوات برية إلى شمال البلاد.

وقال شيفرـ غومبل في تغريدة له على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي:” تفويض من هذا النوع سيرفضه الحزب الاشتراكي الديمقراطي. لن نوافق على إرسال قوات برية ألمانية إلى سوريا. ولا أرى أن الشريك في الائتلاف الحكومي يريد ذلك”، وذلك في إشارة الاتحاد المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة ميركل.

بدوره دعا المستشار الألماني السابق، الاشتراكي الديمقراطي، غيرهارد شرودر إلى عدم السماح للرئيس الأميركي دونالد ترامب بمعاملة ألمانيا كدولة “تابعة”، حسب تعبيره. وأضاف في تصريحات لصحيفة هاندلسبلات قائلا: “لسنا جمهورية موز هنا!”.

وفي المقابل قالت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي أنغريت كرامب ـ كارنباور، حزب المستشارة ميركل، إنها منفتحة مبدئيا على إجراء نقاش حول الموضوع. وأضافت في مقابلة مع القناة الألمانية الثانية “ZDF” أنه إذا استدعت الضرورة سيكون علينا إجراء نقاش حول إضافة بعض الأمور للأداء الألماني في إطار التفويض القائم في التحالف الدولي ضد الإرهاب.

 وفيما يخص نشر قوات برية ألمانية في سوريا، قالت كرامب كارينباور: “إنها قفزة كبيرة بالنسبة إلينا”. لكن يجب على الناس أن يدركوا في ألمانيا أن “الأمر هنا يتعلق بجزء كبير من الأمن الذاتي في ألمانيا وليس فقط ما ترغب فيه الولايات المتحدة”.

من جانبها أفادت وزارة الخارجية الألمانية أن برلين في “حوار بناء” مع شركائها حول العمل المستقبلي للتحالف المناهض لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). وإلى حد الآن تدعم ألمانيا التحالف في سوريا والعراق لاسيما بطائرات الاستطلاع “تورنادو” انطلاقا من الأردن. وهذا التفويض الممنوح من البرلمان الألماني يبقى ساري المفعول حتى الـ 31 من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

جدير بالذكر أن تقرير برلماني ألماني مكوّن من عشر صفحات، نشر نهاية العام الماضي على خلفية الجدل الدائر  وقتها حول مشاركة الطيران الألماني في ضربة جوية تستهدف النظام السوري أنّ أيّ “مشاركة محتملة للجيش الألماني في عملية انتقامية للحلفاء في سوريا في شكل “ضربات انتقامية” لمرافق أسلحة غازات سامة ستكون مخالفة للقانون الدولي والدستور”.

وكانت ألمانيا دعمت سياسيا دون أي مشاركة عسكرية العملية العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في سوريا على خلفية الاشتباه في استخدام أسلحة كيميائية هناك الربيع الماضي. وكانت لجنة الخدمات العلمية في البرلمان الألماني صنفت في ذلك الحين هذه العملية على أنها مخالفة للقانون الدولي.

يجدر بالذكر أن الولايات المتحدة تدعم في شمال شرق سورية، ما يسمى بقوات سورية الديمقراطية التي يشكل تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" غالبيتها.

وتعارض تركيا الدعم الأميركي لهذا التنظيم بشدة، وتتوعد بشن هجوم على المنطقة، كون وجود التنظيم فيها يهدد أمنها القومي.
 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن