أفادت دراسة أمريكية جديدة الظروف التي يمر فيها الإنسان في طفولته تلعب دورا أساسيا في اضطرابات المزاج التي من الممكن أن يعاني منها مستقبلا.
أشارت الدراسة انه إذا كان الأطفال يعانون من مستويات عالية من التوتر في الطفولة فمن المرجح انهم سيعانون من الاكتئاب والقلق في مراحل عمريه متقدمة بعد سن البلوغ.
بنيت نتائج هذه الدراسة على استطلاع شمل 1800 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 23 في الولايات المتحدة الأمريكية. أشارت النتائج أن مستوى التوتر الذي يشعر به الطفل على المدى الطويل يكون مؤشرا واضحا لارتفاع احتمالات الشخص بالاكتئاب في مراحل عمريه متقدمة.
ومن الجدير بالذكر حول أدوية الاكتئاب بشكل عام وكما هو معروف إن جميع الأدوية لديها اختلاطات جانبية بدرجات متفاوتة.. وهذا ما ينطبق على أكثر الأدوية سلامة مثل الباراسيتامول الذي يأخذه الناس بمناسبة وبغير مناسبة. فهذا الدواء يمكن أن يكون سببا لإخضاع الإنسان لزراعة كبد.
بالنسبة للأدوية المضادة للاكتئاب فهي من أكثر الأدوية التي يمكن أن تؤدي إلى اختلاطات جانبية. وقد أشارت الدراسات الحديثة التي أجريت في معهد أوتاوا للأبحاث في كندا ونشرت في المجلة الطبية البريطانية إلى أن زمرة الأدوية التي تدعى SSRIS" ومنها بروزاك يمكن أن تزيد النزف المعدي بمعدل ثلاثة أضعاف لدى الناس العاديين. أما اختلاطات بروزاك بشكل عام فهي كالتالي:
1 ـ الاختلاطات الهضمية: الغثيان والتقيؤ وألم في البطن وإسهال أو إمساك.
2 ـ أحيانا تحدث زيادة في الوزن أو فقدان الشهية للطعام ونقص الوزن.
3 ـ جفاف في الفم.
4 ـ صداع ورجفان وتعب وأحيانا اضطرابات عقلية أيضا.
5 ـ نقص الصوديوم في الدم.
6 ـ محاولات انتحارية.
7 ـ اضطرابات سكر الدم.
8 ـ التهابات البنكرياس.
9 ـ حدوث فقر دم خبيث.
10 ـ نزف هضمي في الأمعاء أو المعدة.
11 ـ لدى النساء نزف في المهبل.
12 ـ وجود تحسس حاد ونقص الصفيحات الدموية.
هذه الاختلاطات قليلة ويجب مراجعة الطبيب لدى الشعور بأحدها.
هذا وقال عالم بريطاني إن استخدام عقار البروزاك وغيره من الأدوية التي تستخدم لعلاج الاكتئاب قد يؤدي إلى الإصابة بأورام في المخ لأنها تؤثر في قابلية الجسم على التخلص من الخلايا السرطانية.
وجاء في بحث نشره البروفيسور جون جوردون الأستاذ في جامعة برمنحهام أن البروزاك - الذي يستخدم بكثرة في علاج الاكتئاب - وغيره من العقاقير التي تعمل عن طريق منع الخلايا من إعادة تمثيل مادة السيروتونين (وهي المركبات التي يطلق عليها SSRI) تشجع على نمو نوع من أورام الجهاز اللمفاوي يسمى ليمفوما بيركت (Burkitt's lymphoma) في التجارب المختبرية.
وبالرغم من عدم إثبات هذه العلاقة عن طريق الاختبارات السريرية على البشر، فإن النتائج التي خرج بها البروفيسور جوردون ستعيد فتح باب الجدل حول استخدام هذه العقاقير شائعة الاستخدام.
فالبروزاك وأشباهه تستخدم من قبل ملايين المرضى الذين يعانون من أمراض الاكتئاب والقلق، وقد أصبحت بفضل ذلك من أكثر العقاقير الطبية مبيعا على الإطلاق.
وجاء في النتائج التي نشرها البروفيسور جوردون في نشرة (Blood) الطبية أن مادة السيروتونين عامل مهم في تحفيز العملية التي "تنتحر" بواسطتها الخلايا وتمنع بذلك نمو السرطانات. ولكن يبدو أن العقاقير مثل البروزاك وغيره تعرقل هذه العملية، مما يؤدي إلى نمو الأورام بشكل خارج عن سيطرة الجسم.
من جانبها، دافعت الشركات المصنعة لهذا النوع من العقاقير عن منتجاتها، قائلة بأن جوردون أجرى تجاربه في المختبر فقط مستخدما جرعات كبيرة من العقاقير، مما يجعل هذه التجارب غير ممثلة لما يحصل بالنسبة للمرضى الذين يتعاطون الأدوية بجرعات علاجية.
وبالإضافة لهذا قال علماء بريطانيون في دراسة نشرت مؤخرا إن تعاطي العقاقير المضادة للاكتئاب قد يؤثر سلبيا على المقاومة الطبيعية في جسم الإنسان لبعض أنواع السرطان.
ونقلت صحيفة (إندبندنت) عن العلماء قولهم في ورقة بحث نشرتها مجلة (بلود) الأميركية المتخصصة أن المواد الكيميائية التي ينتجها الجسم طبيعيا قد تكون العامل الرئيسي في معالجة الأورام السرطانية اللمفاوية.
وقالت إن الهدف من الدراسة التي اشترك في تمويلها جامعة برمنغهام بوسط إنجلترا والمجلس الطبي البريطاني للأبحاث وقاد فريق البحث فيها الأستاذ جون غوردان هو معرفة كيفية اتصال الدماغ والجهاز المناعي في جسم الإنسان مع بعضهما.
وأوضحت الدراسة أن فريق البحث اكتشف أن مادة (سيروتونين) الكيميائية وهي ناقل عصبي في الجهاز العصبي المركزي يمكن أن تؤدي على الأقل في أنبوب الاختبار إلى تنشيط برنامج الانتحار في الخلايا الليمفاوية السرطانية المصاحبة لفيروس (أتش اي في) المسبب لمرض الإيدز. ونقلت الصحيفة عن رئيس فريق البحث غوران وهو من جامعة برمنغهام قوله "إن مادة السيروتونين هي مادة كيميائية طبيعية تنظم أمزجة الناس وتجعلهم متزنين".
وأضاف "إن إفراز هذه المادة بكثافة يؤثر في شهية الإنسان ونظام النوم وبدرجة اقل على المزاج وقد يؤدي إلى الاكتئاب". وأوضح أن إحدى الخصائص المهيجة لهذه المادة أنها تستطيع أن تؤثر في بعض الخلايا وتجعلها تدمر نفسها مشيرا إلى أن الدراسة التي أجراها أظهرت أن هذه المادة يمكن أن تتغلغل في الخلايا اللمفاوية السرطانية وتجعلها تنتحر ذاتيا.
وقال إن فريق البحث اكتشف أيضا أن العقاقير المضادة للاكتئاب "فلوكسوتين" والمعروفة تجاريا باسم "بروزاك" تمنع دخول السيروتونين وتوقف الخلايا السرطانية من الانتحار.
وأكد غوران أن التأثيرات التي تقوم بها مادة السيروتونين على خلايا السرطان هي تأثيرات غير مباشرة ولا يجب أن تسبب أي قلق للملايين من الناس الذي يستخدمون هذا النوع من العقاقير_(البوابة)