يبدو أن علاقة النظام السوري بالغرب لا تقتصر على كون السيدة السورية الأولى أسماء الأسد حاملة للجواز البريطاني تبعًا لنشأتها ودراستها في المملكة المتحدة. فقد أظهرت وثائق بدأ موقع التسريبات الشهير ويكيليكس في نشرها قبل أيام بأن هذه العلاقة أوثق بكثير مما كان النظام السوري يحرص على إظهاره أمام شعبه والعالم.
الوثائق التي يبلغ عددها 2,434,899 رسالة إلكترونية وهي خاصة بشخصيات وجهات سورية من القطاعين العام والخاص يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة بين آب/ أغسطس 2006 وآذار/ مارس 2012 وأطلق عليها الموقع اسم "ملفات سوريا".
وتتضمن الوثائق التي تعهد الموقع بنشرها على مدى الشهرين االقادمين أنباء أكثر من مليونين و434 ألفا و899 رسالة إلكترونية أرسلت واستقبلت من 678 ألفا و752 عنوان بريد إلكتروني، والرسائل مكتوبة بعدة لغات بينها أربعمائة ألف رسالة باللغة العربية و68 ألفا بالروسية.
وكشفت الوثائق عن صلات وطيدة بين النظام وبين الشركات الغربية، فقد تبين أن بشار الأسد كان قد خصص آلاف الدولارات شهريًا ذهبت إلى شركة أمريكية تعمل في مجال العلاقات العامة لتحسين صورته والترويج لإصلاحات وعد بها المحتجين ولم يفِ بوعده. كما وأن نفس هذه الشركة كانت قد لعبت دور الوسيط بين النظام السوري ومجلة "فوغ" الشهيرة التي قامت بنشر تحقيق عن عائلة الأسد وصفت فيه السيدة الأولى بأنها "وردة في الصحراء" وهو الأمر الذي لاقت بسببه المجلة عددا كبيرا من الانتقادات خصوصا بعد القمع الذي مارسته قوات الأسد ضد المحتجين على النظام.
عن ماذا كشفت الوثائق أيضا؟، هذه محاولة للإشارة إلى بعض التسريبات الجديدة المتعلقة بالأسد وخصوصا بعد أن أظهرت الإيميلات التي نشرتها الغارديان للأسد وزوجته وأفراد عائلته نمط الحياة الباذخ الذي تحياه العائلة فيما يعاني السوريون الحصار والخوف.