بدأت شرارة الازمة السورية في مدينة درعا حيث قام الأمن باعتقال خمسة عشر طفلا على إثر كتابتهم شعارات الحرية على جدار مدرستهم بتاريخ 26 شباط/فبراير 2011 م وفي خضم ذلك كانت هناك دعوة للتظاهر على الفيسبوك في صفحة لم يكن أحد يعرف من يقف وراءها استجاب لها مجموعة من الناشطين يوم الثلاثاء 15 آذار/مارس عام 2011 وهذه المظاهرة ضمت شخصيات من مناطق مختلفة مثل حمص ودرعا ودمشق وكانت هذه الاحتجاجات ضد الاستبداد والقمع والفساد وكبت الحريات وعلى إثر اعتقال أطفال درعا والإهانة التي تعرض لها أهاليهم بحسب المعارضة السورية، بينما يرى مؤيدو النظام أنها مؤامرة لتدمير الممانعة العربية " على حد قولهم" ونشر الفوضى في سوريا لمصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى.
وقد استمر امتداد الازمة السورية حتى وصلت الحدود والدول المجاورة لسوريا وسط تخوف وترقب من ان تكون هذه الازمة هي بداية لحرب اقليمية في المنطقة.
انعكست أحداث الازمة السورية سلبيا على الاقتصاد الأردني، فقد أشار خبراء الي أن استمرار هذه الأوضاع انعكس سلبا على القطاع الخاص الذي يرتبط بمصالح تجارية مع نظيره عن طريق صفقات واتفاقيات تجارية طويلة المدى خاصة أن الأردن يعاني في الأصل من أزمة اقتصادية عميقة عدا عن كون استمرار تدفق اللاجئين السوريين للاردن اربك الاقتصاد الاردني واثر سلباً على المواطن .
ولم يتوقف تاثير الازمة السورية على الاردن عند هذا الحد فقد انتشرت العديد من الاخبار عن استقبال الاردن 200 جندي امريكي استعداداً لمرحلة جديدة في هذه الازمة "الحكومة الاردنية تنفي هذه الاخبار" ، وتتعرض الاردن لسقوط صواريخ من الجانب السوري من فترة لاخرى.
يُعَدّ لبنان الأكثر عرضةً إلى التأثّر بتداعيات الأزمة السورية من بين الدول المجاورة كافة. فالتوترات الطائفية على أشدّها والتحالفات السياسية الرئيسة اختارت اصفافاتها، فإما أيّدت نظام بشار الأسد وإما عارضته صراحةً. هذا وكان لبنان تأثّر بالمناوشات الطائفية، والاشتباكات الحدودية، والاغتيالات، وعمليات الخطف، وتدفّق اللاجئين إليه بأعداد كبيرة. ومع أن البلاد تفادت الانهيار حتى الآن، الا انها قد تواجه مخاطر على الأمد البعيد.
حزب الله - التنظيم الشيعي المتشدد- أرسل حزب الله مجموعة كبيرة من عناصره لدعم نظام بشار الاسد "العلوي" مما قد يجر لبنان الى حرب طائفية ما بين السنة المؤيدين للثورة السورية والشيعة الداعمين والمؤيدين لنظام بشار الاسد.
نظرا لطبيعة العراق الذي يعاني ايضاً من فتنة وصراع طائفي مستمر "سني - شيعي" ووجود جبهة النصرة التابعة للقاعدة فليس من المستغرب ان تؤثر الأزمة السورية عليه بشكل او باخر.
وسط هذه الانقسامات والصراع الطائفي هل تعتقد ان المنطقة على اعتاب حرب اقليمية؟!