لم تتميز حياة معارضي نظام الحكم أثناء فترة الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالسهولة أو الراحة فقد كان الجهر بالآراء السياسية أكثر من كافٍ للزج بصاحبها في السجن لأتفه الأسباب.
وبالنظر إلى حالة الرئيس المصري محمد مرسي صاحب الخلفية الإخوانية التي اشتهر أفرادها بمناوئة النظام الحاكم في مصر منذ زمن عبد الناصر؛ يبدو أن الانتماء للمعارضة أمر غير كافٍ لتحقيق أهلية الحكم سياسيا إلى جانب تبعات الإتيكيت الدبلوماسي والتي من المفترض اتباعها أثناء المراسم الرسمية وهو ما بدا واضحًا في أكثر من سقطة لمرسي في تصريحاته وتصرفاته سواء أكان ذلك داخل مصر أو خارجها.
فقد أضحت "صوابع مرسي" و"سلطانية مرسي" عبارات شهيرة ومتداولة بين المصريين الذين اتخذوا منها مادة دسمة للتندر على خطابات الرئيس الخالية أحيانا من الذوق والكياسة مما حدا بمؤسسة الرئاسة المصرية للإعلان عن نيتها استقدام خبراء أجانب لتلقين أصول "الإتيكيت" للرئيس مرسي.
وعلى الرغم من عدم استقرار الوضع العام الذي تشهده مصر مؤخرا؛ لم يتخل الشعب المصري عن عادته الأثيرة في السخرية من الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد تحت حكم "الجماعة" إلا أن المؤسسة الحاكمة لم تعد تتعامل مع انتقادها اللاذع برحابة صدر مثل ذي قبل، فقد شهدت الأيام الأخيرة استدعاء باسم يوسف مقدم برنامج "البرنامج" الساخر للنيابة بتهمة الإساءة للإسلام وللرئيس المصري محمد مرسي أيضا!. الأمر الذي يطرح تساؤلا بخصوص مدى التسامح الذي يبديه النظام تجاه معارضيه "الساخرين".
شاركنا في التعليقات: ما رأيك بتصريحات الرئيس مرسي المثيرة للجدل؟.