تتعايش ديانات وطوائف وأقليات متعددة على أرض سوريا رجدت نفسها طرفًا -بقصد أو بغير قصد- في الصراع الدائر الآن بين النظام السوري الذي ينتمي رئيسه إلى الطائفة العلوية وبين الثوار السوريين الذين يتبعون طوائف مختلفة وإن كانت الأغلبية السنية التي تشكل معظم سكان سوريا تطغى على معظمهم.
يشكك البعض في حدوث حرب أهلية في سوريا التي تحكمها الأقلية العلوية ذلك أن تقسيم الطوائف يتباين إلى حد كبير لصالح السنة مما يضعف في رأيهم احتمالية نشوب مثل هذه الحرب في حال سقط النظام السوري. تمتع المسيحيون بحريات لا بأس بها في عهد نظام الأسد ويعتبرهم الكثيرون داعمين لبقاء النظام خوفا من وصول سنة متشددين إلى السلطة؛ إلا أن هناك من بين المسيحيين معارضين بارزين للنظام كما وقتل محتجون مسيحيون في الصراع الدائر حاليا في البلاد؛ ويلعب النظام السوري على وتر الخوف لدى العديد من الطوائف والأقليات في البلاد خصوصا بعد أن انتشرت هتافات ضد المسيحيين والعلويين في أول أيام الثورة السورية مثل "المسيحي عا بيروت والعلوي بالتابوت".
يقدر عدد السنة في سوريا بحوالي ٧٥٪، أما العلويون فتبلغ نسبتهم ١٢٪ و١٠٪ هي نسبة المسيحيين أما الدروز فهم ٣٪ فقط. توجد ديانات أخرى في سوريا مثل الزيدية ويبلغ عدد المسلمين عموما ٩٠٪ منهم العرب والشركس وأقليات كردية. ويقدر عدد المسيحيين بحوالي ١٠٪ ويشملون السريان والعرب المسيحيين والأرمن في حين أن الأقليات الأثنية تشمل الأكراد (٩٪) والسريان والأرمن والشركس. يشكل الشيعة حوالي ١٣٪ من السكان.
وفي النهاية، ماذا قد يكون مصير الطائفة العلوية الحاكمة؟ ذلك أن عهدا طويلا مضى عليها وهي أقلية مضطهدة تحت حكم السنة قبل وصولها إلى سدة الحكم؛ فهل سيعود ذلك الزمن مجددا إن نجحت الثورة السورية في مسعاها وأطاحت بالنظام؟.