وايل كورنيل في قطر تستكشف آفاق ‘الصفوف المقلوبة‘ لتحقيق نقلة نوعية في تعليم الطب

نظم قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب – قطر ندوة "استراتيجيات التعليم الرقمي لتطبيق مفهوم الصفوف المقلوبة" بمشاركة أكثر من 60 تربوياً ومحاضراً يعملون في مجال المهن الصحية في قطر.
وقد انعقدت الندوة في إطار سلسلة "تربويون على امتداد طيف الرعاية الصحية" التي تنظّمها الكلية من أجل تعزيز التميّز والابتكار في مضمار تعليم المهن الصحية. واعتُمدت من قبل إدارة الاعتماد في المجلس القطري للتخصصات الصحية في قطر ومجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر (ACCME) في الولايات المتحدة.
أدار الندوة كلّ من الدكتورة تريسي وولبرينك والدكتور دينيس دانييل من مستشفى بوسطن للأطفال وكلية طب هارفرد، والدكتور روبرت كرون نائب العميد للشؤون الإكلينيكية وشؤون الهيئة التدريسية في وايل كورنيل للطب – قطر. وقد ناقشوا الدور المؤثر لنموذج تدريس يُعرف باسم "الصفوف المقلوبة" أو "الصفوف المنعكسة" بُغية تحقيق أفضل نتائج تعلُّم ممكنة بين طلاب الطب.
ويقلب نموذج "الصفوف المقلوبة" نُهج التدريس التقليدية مستعيناً بأدوات تعلُّم تفاعلية، لا سيما الموارد الرقمية مثل الأفلام على الإنترنت لتمكين الطلاب من اكتساب المعرفة التأسيسية الضرورية خلال أوقاتهم الخاصة، لا أثناء الحصة الدراسية. وبذلك ينصبّ اهتمام المعلمين خلال الحصة الدراسية على الاستفادة من تلك المعرفة كمنطلقٍ لأنشطة تعلّم ثرية مثل المناقشات والتمارين العملية. وفي ما يخص طلاب الطب، تكمن الأهمية البالغة لذلك في عقد جلسات تعلّم محاكِية لعلاقة الطبيب الفعلية بمريضه وتفاعله معه.
شارك الحاضرون في 12 جلسة تعلّم تفاعلية على مدى يومين تناولت محاور مثل تطوّر تعليم الطب في سياق الحقبة الرقمية، وسمات المتعلّمين من أبناء الألفية، ونظرية تعلُّم البالغين، وتعريفات الصف المقلوب، ونُظم استجابة الجمهور، إلى جانب إسداء نصيحة عملية بشأن كيفية إعداد مواد مرئية وصوتية فعّالة ومقنعة للمتعلمين.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة وولبرنك، طبيبة مشاركة في طب العناية الحرجة بمستشفى بوسطن للأطفال والأستاذ المساعد للتخدير في كلية طب هارفرد: "نعلم أن طلاب الطب يتقنون إدماج المعرفة المتأتية من الكتب بالمعرفة المتأتية من الأفلام، وإذا كان بإمكانهم القيام بذلك خارج قاعات المحاضرات فإن بإمكاننا تسخير وقت المحاضرة الثمين والمكلِف لمزيد من استراتيجيات التعلّم التفاعلية والفعالة في آنٍ معاً. وإذا ما اخترنا المضمون الأنسب لطلابنا بحيث تبدأ عملية التعلُّم مسبقاً، فإنهم سيطرحون علينا أسئلة أفضل وفي الوقت نفسه سينخرطون في أنشطة مشوّقة وفعالة بشكل أكبر بكثير من مجرد الإصغاء إلى محاضرة تعليمية أو معرفة تلقينية".
وقال الدكتور دانييل، الطبيب المساعد في طب الرعاية الحرجة في مستشفى بوسطن للأطفال وكلية طب هارفرد: "نشأ المتعلمون من جيل الألفية على تقنيات الاتصال الرقمية واعتادوا البحث في الإنترنت عن أجوبة لأسئلتهم واستفساراتهم، مثلما اعتادوا اكتساب المعلومة والمعرفة من الأفلام القصيرة، وكذلك التواصل مع أقرانهم والتعاون معهم في مختلف الموضوعات والمجالات. ويسخّر مفهوم الصفوف المقلوبة كلّ ما سبق لإرساء معرفة تأسيسية وإثراء مخرجات عملية التعلّم. وفي الوقت نفسه، ما زال جيل الألفية من المتعلمين يقدّر، ربما أكثر من أيّ وقت مضى، الصلات المتبادلة في ما بينهم ومع معلّميهم أو القائمين على تيسير المعرفة".
أما الدكتور كرون فقال: "إن تسخير الأفلام القصيرة وسائر المواد الرقمية وجعلها بمثابة مساعِدات تدريسية، ينسجم تماماً مع تعليم الطب اليوم وأوجه تميّز طلاب الطب وعادات التعلُّم السائدة بينهم. ولا يستفيد مفهوم الصفوف المقلوبة بالشكل الأمثل من الوقت المحدود فحسب، بل يجعل عملية التعلُّم ذاتها نشطة ومشوّقة ومجزية للطلاب أنفسهم ويوجّهها كل طالب بنفسه".
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.