وايل كورنيل تستضيف دورة تدريبية إقليمية للمعلمين في مجال الأخلاقيات بالتعاون مع اليونسكو

استضافت وايل كورنيل للطب - قطر دورة تدريبية إقليمية للمعلمين في مجال الأخلاقيات بالتعاون مع كل من مكتب اليونسكو لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن، ومكتب اليونسكو في بيروت، واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم. وتحدث خلال الجلسة الافتتاحية الدكتور إبراهيم بن ناصر النعيمي وكيل وزارة التعليم والتعليم العالي، الدكتور خالد مشاقة العميد المشارك لبحوث الطب الحيوي في وايل كورنيل للطب – قطر والدكتورة آنا بوليني مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة.

وقد التأم خمسة وعشرون مشاركاً من دولة قطر وعموم المنطقة في مقرّ وايل كورنيل للطب - قطر للمشاركة في الدورة الرامية إلى إثراء القدرات التربوية فيما يتعلق بتدريس الأخلاقيات، والإسهام في الارتقاء بمعايير تعليم الأخلاقيات حول العالم. وتمثّل الدورة التدريبية التي تستمر لمدة أربعة أيام أحد أركان استراتيجية متعدّدة الأبعاد لبناء القدرات صيغت لتمكين الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) من تناول مسائل الأخلاقيات الناشئة عن التطورات والإنجازات السريعة والمتلاحقة في مجال العلوم الطبية والحياتية.

واستضاف الدورة التدريبية كلّ من قسم التعليم الطبي المستمر وقسم البحوث في وايل كورنيل للطب - قطر، وشملت تدريس المشاركين الأساليب والمنهجيات الأساسية المتبعة في تدريس الأخلاقيات، تحديد موارد التعلُّم الرئيسة، وتقديم تقييم وتعقيبات عن المهارات التدريسية لكل مشارك بإشراف مدرّبين متمرسين. وتضمنت الدورة التدريبية ذات الطبيعة التفاعلية المكثفة محاضرات وفرق عمل وعروضاً فردية ومناقشات جماعية، وقادها مدربون من فريق الأخلاقيات الحيوية في اليونسكو. ومن بين القضايا العديدة التي تناولتها الدورة التدريبية، حقوق المريض وخصوصيته وسريته وموافقته المستنيرة والإعلان العالمي لأخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان، ومسائل الكرامة والأخلاقيات للتربويين المهنيين، وتدريس الأخلاقيات الحيوية في البلدان العربية.

ومن بين المتحدثين خلال أعمال الدورة التدريبية الدكتور محمد غالي أستاذ الدراسات الإسلامية وأخلاقيات الطب الحيوي في مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق بجامعة حمد بن خليفة، والدكتورة سيكو سوغيتا أخصائية برامج اليونسكو للعلوم الاجتماعية والإنسانية. وقدّم محتوى الدورة التدريبية ثلاثة مدربين متخصصين من اليونسكو هُم: الدكتور محمد صلاح بن عمار، والدكتورة ماري جانيفيف بنزارت، والسيد آلان ليرو. ومن بين المشاركين محاضرون جامعيون وباحثون ومشرفون في وزارة التعليم والتعليم العالي في قطر وآخرون من المنخرطين في تدريس الأخلاقيات.

وقالت الدكتورة ثريا عريسي، العميد المشارك الأول للتعليم الطبي والتعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب - قطر: " تُظهر السلوكيات الأخلاقية التزامنا كأطباء وباحثين ومختصين في مجال الرعاية الصحية بأن نقوم على الدوام بما يصبّ في منفعة ومصلحة مرضانا والأشخاص المشاركين في البحوث والتجارب الطبية. وعليه، لا بدّ من فهم سليم وتقدير وقور للأخلاقيات إذا ما أردنا تحقيق الممارسة السليمة في مجال الطب وبحوث الطب الحيوي. ونحن سعداء باستضافة دورة اليونسكو التدريبية ذات الأهمية البالغة، آملين أن تسهم في إثراء تدريس الأخلاقيات في قطر وعموم بلدان المنطقة".

وقال الدكتور مشاقة في الكلمة الترحيبية: "في الأعوام القليلة الماضية، شهدت قطر نمواً مذهلاً في قطاعي الرعاية الصحية وبحوث الطب الحيوي، وباتت اليوم في طليعة المراكز البحثية المرموقة في المنطقة. وفي أوج النمو الواسع والمتسارع، أظهرت قطر التزاماً راسخاً في ما يتعلق بضمان حقوق وكرامة المتلقين لخدمات الرعاية الصحية وأولئك الذين بادروا بكل رحابة صدر إلى المشاركة في بحوث وتجارب طبية من أجل الخير العميم. وستسهم هذه الدورة التدريبية المهمة إسهاماً واسعاً في تعزيز وتيسير مسائل الأخلاقيات المطروحة".

أما الدكتورة بوليني، فقالت: "تمثل الاستفادة المنصِفة من العلوم و"الثروة الصحية" في مواجهة عدم المساواة داخل الدول وفي ما بينها تحدياً رئيساً أمام تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وفي العالم العربي بات يُنظر إلى الأخلاقيات الحيوية كوسيلة فعالة في مواجهة الصراعات الأخلاقية في مجال الممارسة والبحوث الطبية، لكن تفسير وتطبيق المبادئ العالمية يتباين بشكل لافت فيتأثران بالجوانب الثقافية. ويتطلّب ذلك المزيد من التفكير في الأعراف الاجتماعية والسياقات الاقتصادية في كل بلد. وتمثّل تنمية قدرات الأطراف المعنية الوطنية والآليات الأكاديمية وتلك المتصلة بصياغة السياسات جوهر دعم اليونسكو للدول الأعضاء فيها".

وقالت الدكتورة سيكو سوغيتا، أخصائي برامج اليونسكو للعلوم الاجتماعية والإنسانية في مكتب اليونسكو ببيروت: "صممت الدورة التدريبية الإقليمية للمعلمين في مجال الأخلاقيات لتعزيز القدرات التربوية في مجال تدريس الأخلاقيات وتحسين جودة تعليم الأخلاقيات حول العالم. وانطلاقاً من الإعلان العالمي لأخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان لعام 2005 فإن هذه الدورة تعزّز نهجاً متعددة التخصصات ومتعدّد الثقافات يهدف إلى التغلّب على تحديات الأخلاقيات الحيوية وإتاحة التواصل بين معلّمي الأخلاقيات في المنطقة العربية".