ندوة في الاميركية تحذّر: السمنة تضاعفت وأمراضها ستزداد

نظّمت دائرة التغذية وعلوم الطعام في كلية الزراعة في الجامعة الأميركية في بيروت ندوة لإعلان نتائج أول دراسة بحثية أقامتها "وحدة البحوث المشاركة حول سوء التغذية والسمنة في لبنان"، والتي نفّذتها الدائرة بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية، ودائرة التغذية في كلية الصيدلة في جامعة القديس يوسف، ودائرة التغذية البشرية والحمية في جامعة الروح القدس في الكسليك. وقد هدفت الدراسة إلى تحديد مدى انتشار ضعف التغذية عند الأطفال والبالغين والمعمّرين، وتحديد مدى انتشار النقص في المغذيات الصغرى للأطفال والبالغين في لبنان، وتحديد مدى انتشار العوامل المحددة للسمنة في لبنان، وتحديد مدى الارتباط بين السمنة عند الأطفال والأمراض الناتجة عن سوء التغذية.
وقد افتتحت الندوة الدكتورة نهلا حولاّ، عميدة كلية الزراعة في الأميركية، وعرضت لمحة عن نتائج الدراسة.
وقد خلصت الدراسة إلى أن السمنة بين الأطفال واليافعين قد تضاعفت في الأعوام الخمسة عشرة الماضية، مما سيتسبب في زيادة عدد المصابين بالأمراض المزمنة في الجيل الطالع.
عُقدت الندوة في مركز هوستلر في الأميركية وتكلم في حفل الافتتاح وزير الصحة اللبنانية علي حسن الخليل، الذي رعى الندوة ، والذي امتدح الجامعة الأميركية في بيروت لريادتها البحثية وتعهد أن تبني الوزارة استراتيجيتها الصحية على الأبحاث. وقال:
"يجب أن نعمل على زيادة الوعي العام بأهمية التغذية كدارىء للأمراض، خاصة أن الطعام والأكل جزء كبير من حضارتنا. وعلينا أن نطوّر استراتيجية وطنية واضحة للتغذية تحدد أدواراً لوزارات التربية والصحة والإعلام".
كما تكلم في الافتتاح رئيس الجامعة الدكتور بيتر دورمان الذي نوّه بالمجهود البحثي الكبير الذي قام به فريق الوحدة البحثية المشتركة، مشدداً على دور الأكاديميين في التأثير على محيطهم. وقال إن الجامعات تُتهم بأنها أبراج عاجية لكن الأميركية مصمّمة على تبديد هذا الانطباع. وقال إن الجامعة ما انفكّت تتشارك بمعلوملتها وأبحاثها مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية للمساعدة في استنباط سياسات أفضل وتحسين نوعية الحياة للجميع". أما الدكتور معين حمزه، الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية، فشدّد على أهمية البحث العلمي لإرشاد صنّاع السياسات، وقال إن المجلس يضم خمس وحدات بحثية، أربع منها بقيادة الجامعة الأميركية في بيروت.
بعد ذلك عقدت ثلاثة جلسات علمية ترأسها الدكتور عبد الحميد حلاب والدكتورة تميمة الجسر، من المجلس الوطني للبحوث العلمية، ووكيل الشؤون الأكاديمية في الأميركية الدكتور أحمد دلال.
وفي تفاصيل النتائج التي شرحها البحاثة حولاّ، ولارا نصر الدين، وزياد حرب، وخليل الحلو، ووليد عمار، وفادي يرق، وسمين صدّيق، وسوسن وزّان، أن واحداً من كل ستة أطفال ما دون العاشرة حالياً هو سمين، بحسب ما جُمع من معلومات في العام 2009، وبالمقارنة كانت النسبة في العام 1997 واحداً من بين عشرة أطفال. كذلك تصيب السمنة واحداً من كل أربعة بالغين، فوق
العشرين وواحداً من كل ثمانية يافعين في فئة عمرية من عشرة إلى عشرين عاماً، حالياً. وبالمقارنة، في العام 1997 أصابت السمنة واحداِ من كل 18 يافعاً.
وتُعتبر السمنة عامل خطورة للإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكّري واضطرابات الشرايين وأمراض غيرها. وقد أظهرت الدراسة ان 30 بالمئة من الأطفال السمينين و20 بالمئة من اليافعين السمينين لديهم استعداد للأمراض المزمنة.
لهذه الأسباب طوّرت "وحدة الأبحاث المشتركة حول سوء التغذية والسمنة في لبنان" والتي أنشأت في العام 2009، دليلاً للإرشادات الغذائية القائمة على الأطعمة للبالغين، وتخطّط لإعداد دليل آخر لليافعين، لحمايتهم من المشاكل الصحية في مستقبل حياتهم.
وقالت العميدة الدكتورة نهلا حولاّ، التي أشرفت على الفريق البحثي
للوحدة: "تظهر الأبحاث أن طعام المرء في السنتين الأوليين من العمر هو ما يحدد الأمراض والمشاكل الصحية في مستقبله". وأردفت: "لم يجد الفريق آثار ضعف بالتغذية لدى الأطفال اللبنانيين ولكن المؤشرات تدل أن غذاءهم ليس صحياً".
والخطوة التالية هي تثمير نتائج هذه الدراسة عبر تدخّل مدرسي وإجراء دراسات تظهر جغرافيا انتشار السمنة وسوء التغذية.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.