منصور العور يحاضر حول الإدارة الرشيدة بين النزاهة والشفافية في تنمية

تماشياً مع تنامي أهمية مفهوم الإدارة الرشيدة في ترسيخ أسس التنمية الشاملة، ألقى الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية HBMeU، المؤسسة التعليمية الرائدة في مجال التعليم الإلكتروني وإدارة الجودة في العالم العربي، محاضرة متخصصة تناولت ماهية وأركان وشروط الإدارة الرشيدة استناداً إلى كتابه الثاني الصادر ضمن سلسلة تيسير المعرفة تحت عنوان الإدارة الرشيدة بين النزاهة والشفافية. واستضافت هيئة تنمية الموارد البشرية الوطنية - تنمية المحاضرة التي شهدت حضوراً واسعاً من كبار المسؤولين والمديرين والموظفين في الهيئة، وعلى رأسهم سعادة ناصر الشامسي، المدير العام.
وتركزت محاضرة الدكتور العور حول أربعة محاور رئيسية بعنوان ماهية الإدارة الرشيدة وأركان الإدارة الرشيدة وشروط الإدارة الرشيدة ومقياس رشاد الإدارة. وقدم العور شرحاً وافياً حول ماهية الإدارة الرشيدة التي شدد على أنها تتمثل في تسيير شؤون المؤسسة على أساس راسخ من النزاهة من خلال الالتزام بالشرعية وتحقيق العدالة وتمكين الآخرين والمساءلة والفعالية لتجسيد الرسالة والأهداف المؤسسية في إطار من الشفافية الكاملة والمكاشفة، مؤكداً أهمية هذا المفهوم باعتبار أن الإدارة هي العقل المدبر والفكر الموجه لكافة النشاطات المؤسسية.
وسلّط العور الضوء على النزاهة والشفافية باعتبارهما الركنين الأساسيين للإدارة الرشيدة، موضحاً بأنّ النزاهة شرط رئيسي لإنجاح الإدارة وتلخص مجموعة من القيم الجوهرية بما فيها الأمانة والاستقامة والصدق واحترام الذات مستشهداً بقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كتاب رؤيتي، بأن الأمانة طريق النجاح، والإدارة قدوة. فإن صلحت الإدارة، اقتدى بها الموظفون ونبذوا زميلهم الطالح وأقصوه حتى قبل أن تقصيه الإدارة. وإذا طلحت، فهي فاسدة مفسدة. وأما فيما يتعلق بالشفافية، فألمح العور إلى دورها الهام في ضمان حرية تدفق المعلومات وحماية المصلحة العامة وعمليات صنع القرار وخلق بيئة عمل متكاملة ودعم الأسواق المالية وتشجيع الاستثمارات والحد من تحديات الروتين والبيروقراطية.
وخلال المحاضرة، تناول الدكتور منصور العور شروط الإدارة الرشيدة المتمثلة في الشرعية والعدالة وتمكين الآخرين والمساءلة والفعالية، حيث شدد على أهمية الشرعية التي تنطوي على الالتزام بأحكام القوانين واللوائح والقرارات المؤسسية في تنفيذ النشاطات الاجتماعية والإدارية والمالية موضحاً النتائج السلبية المترتبة عن غياب هذا الشرط وبالأخص فيما يتعلق بالفساد. ولفت العور إلى وجوب مراعاة تطبيق العدالة لتحقيق الإدارة الرشيدة، لا سيّما في مجال التعيين والتوظيف والمناصب القيادية والترقيات والمكافآت والجزاءات، مشدداً على أنّ غياب العدالة يؤدي إلى تراجع الأداء المؤسسي.
وشرح العور شرط تمكين الآخرين على أنه وسيلة حيوية لتحقيق سرعة وفعالية الأداء وتبسيط الإجراءات وتحسين عمليات صنع القرار. ودعا العور إلى الالتزام بتمكين الآخرين وتطبيق مبدأ اللامركزية الإدارية الذي أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، بقوله: "الإداري الذي يحاول أن يقوم بكل شيء سينتهي إلى القيام بلا شيء لأنه سيغرق نفسه بالتفاصيل." وتحدث العور عن ارتباط المساءلة بالشفافية ارتباطاً جذرياً باعتبار أن المساءلة خطوة حتمية تأتي كنتيجة طبيعية للشفافية، مؤكداً ضرورة اعتماد المساءلة والمحاسبة السليمة على مختلف المستويات من الموارد البشرية والسلوك العام وتضارب المصالح وغيرها. وحازت الفعالية على حيز واسع من المحاضرة، إذ تطرق الدكتور العور إلى الفعالية ونجاح المؤسسة في تحقيق الأهداف والغايات التي أنشأت من أجلها، مؤكداً على أنها مؤشر واضح على مدى الاستفادة المثلى من الموارد البشرية والمالية والإدارية ومستشهداً بما ورد في رؤيتي في أنه "لكي تكون الإدارة منتجة، لا بد لها من تطبيق مبادئ الإدارة الحديثة وتحديد معايير التطوير الإداري في الاقتصاد الجديد."
واختتم العور محاضرته بالحديث عن مقياس الإدارة الرشيدة الذي ينطوي على اختيار عينة وفق طرائق البحث العلمي المتطورة وإجراء استبيان مكون من 20 سؤال للتعرف على مدى رشاد الإدارة المسؤولة عن إحدى المؤسسات ومدى دقة وصفها بالإدارة الرشيدة.
وأعرب العور عن سعادته بالتواصل مع المديرين والموظفين في هيئة تنمية الموارد البشرية الوطنية - تنمية التي تقوم بدور رائد في مجال استقطاب وتوظيف الكفاءات البشرية المواطنة وتأهيلها لقيادة مسيرة التميز والنمو في دولة الإمارات. مضيفاً: "يكتسب مفهوم الإدارة الرشيدة اهتماماً متزايداً باعتباره ركيزة أساسية لتطوير كافة المجالات الحيوية بما فيها الاقتصاد والتعليم والصحة والإعلام والخدمات الحكومية. ومن هنا، حرصت على تأليف كتاب يتناول مختلف الجوانب المتعلقة بهذا المفهوم الشامل ليكون بمثابة مرجع للمديرين وصناع القرار وقادة المستقبل، تماشياً مع توجيهات قيادتنا الرشيدة برئاسة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله."
من جانبه، أكد ناصر الشامسي، أهمية محاضرة الإدارة الرشيدة بين النزاهة والشفافية، مثمناً جهود الدكتور منصور العور في مشاركته هذه الرؤى القيّمة والمفاهيم الحديثة مع مديري وموظفي تنمية. وقال الشامسي: "تسعدنا استضافة الدكتور منصور العور لإطلاعنا على مفاهيم الإدارة الرشيدة التي تمثل استكمالاً لاستراتيجيتنا المتمحورة حول دعم الجهود الحكومية الرامية إلى التخطيط الفاعل لسياسات الموارد البشرية وضمان تحقيق أهداف تنمية القوى العاملة الوطنية بما ينسجم مع التوجيهات الحكيمة لقيادتنا الرشيدة بتأهيل كفاءات بشرية على مستوى عالٍ من الكفاءة والتنافسية لمواصلة نهج التنمية والتطور في المستقبل."
وتعد جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية أول جامعة إلكترونية في العالم العربي تأسست وفق رؤية مستقبلية تستهدف تحقيق إنطلاقة جديدة للتعليم من خلال التركيز على تطبيق ممارسات تعليمية تتميز بالمرونة والجودة والتنوع لتعميق مستوى القيادة الذاتية لدى الطلاب وتأهيلهم إجتماعياً وأكاديمياً للإندماج في أسواق العمل. وترتكز فلسفة الجامعة على أسس هامة تم تطويرها إستناداً إلى أبحاث معمقة ومشاريع تطوير واسعة بإشراف عدد من أبرز المختصين من مختلف أنحاء العالم بما فيها تدريس أحدث المناهج العالمية وترسيخ مفهوم التعلم مدى الحياة وحرية الإطلاع وتعزيز ثقافة الإبتكار وتوفير التعليم للجميع وفق أعلى معايير الكفاءة والمصداقية. وتسعى الجامعة إلى إمتلاك قدرات متكاملة وموحّدة لتحديد إحتياجات المعرفة ودعم برامج التطوير والبحث العلمي وخلق بيئة متميزة للتعليم الإلكتروني.
خلفية عامة
جامعة حمدان بن محمد الذكية
باعتبارنا مؤسسة أكاديمية فإننا نعمل على بناء المعرفة وتطبيقها من خلال المبتكرات، والانطلاقات المتجددة، والتحولات المستحدثة. فنحن نقوم بتوفير فرص متفردة للتعلم مدى الحياة، وخبرات تعليمية فريدة من خلال التحفيز الفكري، ونؤسس لمجتمع متنوع يكون قوامه هيئة التدريس، والموظفين، والدارسين، والخريجين.