محمد جودت يستكشف العلاقة بين الكتابة والذكاء الاصطناعي والتواصل الإنساني خلال سلسلة محاضرات المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر
صرّح الرائد التقني محمد جودت أن تحوّله من منصب الرئيس التنفيذي للأعمال في جوجل إكس إلى مؤلف كتب تصدّرت قوائم أفضل المبيعات شكّل "أفضل خطوة" في حياته، وذلك خلال نقاش استضافته مؤسسة قطر ضمن سلسلة محاضرات المدينة التعليمية.
وأوضح جودت خلال النقاش الذي عُقد في مكتبة قطر الوطنية بالمدينة التعليمية، تحت عنوان "عندما ينبض الذكاء الاصطناعي بالحياة: حوار مع محمد جودت"، الأهميّة التي تمثلها الكتابة بالنسبة له، وشارك رؤيته حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وكيف سيؤثر في حياتنا.
وقال جودت، متحدّثًا عن فقدان نجله علي: " قد تدفعك الحياة عندما يحين الوقت على أن تكون في مكان آخر وأنت تستمر في مقاومة ذلك" مضيفًا: "لقد كان رحيل علي هو ما دفعني لإنجاز كتاب كنت آمل أن أكتبه منذ أربع سنوات".
في أبريل 2023، صرّح جودت لجمهورٍ يفوق 10 ملايين مستمع أنه سيتوقف عن التأليف والكتابة، لأنه كان يرى آنذاك أن الذكاء الاصطناعي قد يتفوّق عليه في هذا المجال، لكنه سرعان ما غيّر وجهة نظره.
وأوضح: "أدركتُ أن المغزى يكمن في الإنسانية، وأن ما أكتبه سيُقرأ من قبل البشر، ورغم أن الذكاء الاصطناعي قد يتفوق في الكتابة، إلا أنه لن يشعر أبدًا بما شعرت به عندما احتضنت ابني، وأن هذا التواصل الإنساني لن يزول أبدًا، مازال الناس يتوقون لقصص عن ابني وابنتي وهي قصص إنسانية لم يختبرها الذكاء الاصطناعي".
وأوضح جوّدت أنه قرر بدلاً من مقاومة الذكاء الاصطناعي أو الكتابة ضدّه الذكاء الاصطناعي، تسخيره "كمؤلف مشارك" وقال: "لديّ ذكاء اصطناعي لديه شخصية وصوت وحقوق تحريرية في الكتاب".
وتطرّق جوّدت للحديث عن شركته الناشئة "إيما"، قائلاً: "كهاوٍ للتكنولوجيا، أقول دائمًا أنني لو أطلقت "إيما" في عام 2023 أو 2024 قبل الذكاء الاصطناعي، لكان الأمر استغرق مني ثلاث سنوات ونصف إلى أربع سنوات لبنائها".
أضاف: "أطلقت "إيما" مع شريكي المؤسس، وهو شاب يبلغ من العمر 27 عامًا وهو أكثر هوسًا بالتقنية مني، في غضون ستة أسابيع، وتمكنا من بناء الشيفرة البرمجية بالكامل، من الرؤية إلى النموذج العملي، بل أننا تمكنا من إعادة البرمجة من الصفر سبع مرات. وفي نهاية العام، سنطلق منتجَا جديدًا سيذهل البشرية. كل ما تطلّبه الأمر هو اثنان من عشاق التقنية، وثمانية أنظمة ذكاء اصطناعي، وعدة أشهر من العمل".
قدّم جودت نصيحة للجمهور حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، قائلاً: "لكل شخص الحق في أن تكون لديه مخاوف حيال الذكاء الاصطناعي، فهو تغيير هائل جدًا. لكنّ السؤال: ماذا ستجلب لنا هذه المخاوف؟".
أضاف: "الذكاء الاصطناعي لم يعد أمرًا وشيكًا، بل هو حقيقة وهو بيننا الآن، وفي المخبرات التي عشت فيها، كان يحدث بالفعل منذ فترةٍ من الزمن. ولكن إذا كنا فهمنا ما الذي ينطوي عليه الذكاء الاصطناعي سنتمكّن من فكّ شيفرته ببساطة. السؤال الذي ينبغي أن نطرحه: هل نبقى في خوفٍ على أمل أن يختفي يومًا؟ أم أن نواكب موجة التغيير قبل أن تجتاحنا؟ الفرق يمكن في طريقة تفكيرنا".
تجمع سلسلة محاضرات المدينة التعليمية الخبراء من مختلف أرجاء العالم للانخراط مع مجتمعنا في نقاشات ذات مغزى تفتح الآفاق وتتحدى الافتراضات. للمزيد من المعلومات، تفضلوا بزيارة: https://www.qf.org.qa/ar/education-city-speaker-series
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.