مجموعة عمل الإمارات للبيئة تبحث آفاق تعزيز استدامة سلاسل التوريد خلال جلسة نقاشية

سلّطت مجموعة عمل الإمارات للبيئة، المؤسّسة الرائدة في مجال حماية البيئة في دولة الإمارات، الضوء على الأهمية الإستراتيجية للارتقاء بمعايير الاستدامة في مجال إدارة سلاسل التوريد، وذلك خلال جلسة نقاشية نظّمتها المجموعة مؤخّراً بالشراكة مع الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسّسات وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) في قصر الإمارات في العاصمة أبوظبي. وتمحورت الجلسة، التي حملت عنوان استدامة سلاسل التوريد وأقيمت بدعم من مجلس الإمارات للأبنية الخضراء ومجموعة أديب، حول استعراض أبرز الأفكار والخبرات والتوصيات الرامية إلى ترسيخ ثقافة الاستدامة في شتى المجالات ذات الصلة بسلاسل التوريد.
وافتتحت الجلسة حبيبة المرعشي، رئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة، بحضور نخبة من الخبراء وصنّاع القرار والمسؤولين من كبرى الجهات الرائدة في المجال أمثال مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة ومجموعة أديب ويونيليفر وإنترسيرف ونيوترال جروب، بالإضافة إلى ممثّلين من مختلف القطاعات والمجالات الحيوية، بما في ذلك النفط والغاز، والطيران، وإدارة المرافق، وخدمة المطاعم، والخدمات الاستشارية، والتعليم، والأغذية، والتعبئة والتغليف، والتجارة.
وأوضحت المرعشي، في كلمتها الافتتاحية، أن الهدف من استدامة سلاسل التوريد يتمثّل في تطوير وحماية وتعزيز القيمة البيئية والاجتماعية والاقتصادية طويلة الأمد لجميع المساهمين وأصحاب المصالح المعنيين بتقديم المنتجات والخدمات في السوق، مشددةً على أهمية تنظيم مثل هذه الندوات النقاشية وجلسات العصف الذهني التي تهدف إلى تضافر الجهود المشتركة على امتداد القطاعات كافةً لرفع مستوى الوعي بالممارسات المستدامة ومشاركة الإستراتيجيات ذات الصلة بما يضمن تطوير سلاسل توريد مواتية لدعم مسيرة النمو المستدام والشامل للشركات.
وتخلّل الجلسة مشاركة مستفيضة من كارلوس أمايا، خبير أوّل في مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، الذي استعرض محفظة خدمات المجلس في مجال إصدار شهادات المطابقة الخاصة للمنتجات والمزايا العديدة لها في دعم المصنّعين والمورّدين والمتعاملين على حد سواء، مسلّطاً الضوء بشكل خاص على عامل الاستدامة الذي يشكّل جزءًا لا يتجزأ من علامة الثقة لمطابقة الأداء البيئي الخاصة بالمجلس. ومن جانبه، تطرّق المهندس أنصاري، الرئيس التنفيذي لـ مجموعة أديب، إلى عدد من المحاور والنقاط الرئيسة حول ممارسات المجموعة في مجالات المسؤولية الاجتماعية واستدامة سلاسل التوريد، وكيفية التزامها بمعايير الاستدامة والأطر التنظيمية وآليات تقييم سلاسل التوريد، بالإضافة إلى دورها الفعّال في إشراك المورّدين وتعزيز استدامة سلاسل التوريد لدى الشركات الصغيرة والمتوسّطة.
وبدوره، سلّط أليستير ماك غريغور من إنترسيرف، الشركة الرائدة في مجال الهندسة والإنشاءات في منطقة الشرق الأوسط، الضوء على الأنشطة المتعدّدة التي تقوم بها مجموعة عمل المشتريات المستدامة في الشركة وأهمية ترسيخ مفهوم المشتريات المستدامة في القطاع، مؤكّداً التزام الشركة بالامتثال للمعيار البريطاني 8903:2010 بشأن المشتريات المستدامة. كما تحدّث ماك غريغور عن أطر العمل والسياسات ذات الصلة التي تنتهجها الشركة والتي من شأنها مساعدة المؤسّسات على اتّخاذ تدابير عملية أكثر فعالية لتحقيق أعلى معايير الاستمرارية والكفاءة في إدارة المشتريات المستدامة.
وفي المقابل، استعرضت ماي خيرالله، مدير قسم خدمة العملاء في شركة يونيليفر، ملامح خطة المعيشة المستدامة المصمّمة خصيصاً بما يتماشى مع المبادرات والتوجيهات الناشئة في منطقة الخليج العربي حيث تغطي كافة المجالات المتعلّقة بسلاسل التوريد وبناء السمعة وترسيخ العلاقات مع العملاء في مختلف جوانب الاستدامة. وأخيراً، ناقش المتحدّث من شركة نيوترال جروب الخطوات الأساسية لإعداد إستراتيجية متكاملة لإدارة سلاسل التوريد المستدامة، مسلّطاً الضوء على بعض الأخطاء الأكثر شيوعاً في المجال وعدد من دراسات الحالة حول أهمية الممارسات الخضراء في توفير المال.
وفي ختام الحدث، أثنت حبيبة المرعشي على المشاركات المستفيضة للمتحدّثين والاستجابة الواسعة التي حظي بها الحدث، موضحةً أن استدامة سلاسل التوريد تستند إلى ركائز أساسية عمادها المعرفة والوعي الكامل والإلتزام المسؤول من قبل أصحاب المصالح والمجتمع المحلي ككل. وأضافت: "تكمن أهمية سلسلة التوريد المستدامة والآمنة للبيئة في كونها تضمن الإدارة الفعّالة للآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية وفي الوقت نفسه تشجّع على تبنّي أفضل الممارسات في الحوكمة الجيّدة لدورات حياة المنتجات والخدمات. كما تسهم في تقليل البصمة الكربونية للمؤسّسات من خلال الحد من انبعاثات غازات الدفيئة وترشيد استهلاك المياه في سبيل الحد من المخاطر البيئية المترتبة على سلاسل التوريد وتوسيع نطاق مسؤوليتها الاجتماعية والبيئية على السواء".
وجاء تنظيم الجلسة النقاشية في وقت إستراتيجي تعدّ فيه استدامة سلاسل التوريد من بين الموضوعات الأكثر تداولاً وأهميةً في عالم الأعمال وواحدة من أبرز التحدّيات في مجال الاستدامة المؤسّسية. وتتركّز النقاشات بين أوساط الخبراء وقادة الفكر والمتخصّصين من مختلف أنحاء العالم في الوقت الراهن حول ضرورة وسبل وفوائد إدراج الجوانب البيئية والاجتماعية وممارسات الحوكمة في اتّخاذ القرارات المعنية بإدارة سلاسل التوريد. ويرتبط هذا المفهوم بشكل وثيق مع آليات إدارة المخاطر والفرص، بما يؤكّد على أهميته في دعم أصحاب المصالح والمساهمين المعنيين بسلاسل التوريد.
ويُذكر أخيراً أن مجموعة عمل الإمارات للبيئة تدير محفظة واسعة من الأنشطة المجتمعية وبرامج العمل الرامية إلى رفع مستوى الوعي العام وترسيخ ثقافة الممارسات المستدامة في المجتمع. ويأتي تنظيم مثل هذه الجلسات النقاشية في سبيل توفير منصات تفاعلية تجمع كبار الخبراء وروّاد الأعمال والمسؤولين الحكوميين والأكاديميين والباحثين تحت سقف واحد لمشاركة الخبرات والمعلومات القيّمة مع أفراد المجتمع والوقوف على أحدث التكنولوجيات والحلول المبتكرة والخطط المستقبلية بما يدعم التوجيهات الوطنية الرامية إلى خلق مجتمع متكامل ومثقّف ومستدام في دولة الإمارات.
خلفية عامة
مجموعة الإمارات للبيئة
مجموعة الإمارات للبيئة هي مجموعة مهنية مكرسة لحماية البيئة من خلال وسائل التعليم، وبرامج العمل، وإشراك المجتمع المحلي. أنشئت المجموعة في عام 1991، وتدعمها الوكالات المحلية والحكومية المعنية، وهذه هي المنظمة الوحيدة من نوعها في دولة الإمارات التي تتمتع بمركز معتمد لدى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ومجلس إدارة برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب).