متاحف الشارقة تلعب دوراً حيوياً في المحافظة على التقاليد والثقافة الإسلامية

تلقت منال عطايا المدير العام لإدارة متاحف الشارقة دعوة خاصة لإلقاء محاضرة في أحد الجلسات والتي حملت عنوان إبداعات مقدسة وذلك في إطار سلسلة من النقاشات التي تقام بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على مدار ثلاثة أشهر ضمن معرض كنوز من ثقافات العالم الذي يقام في منارة السعديات في أبو ظبي.
وقد بدأت الجلسة التي امتدت على مدار ساعة ونصف بمحاضرة ألقاها السيد جوناثان ويليامز من المتحف البريطاني الذي قدم ورقة بحثية عن الإيمان والدين في التاريخ البشري، حيث كشف جوناثان عن المعرف والتقاليد المختلفة في مجالات الفنون المقدسة، وناقش العديد من الأمثلة من مختلف أنحاء العالم. وقد ركز السيد وليامز على بعض القطع الفنية الرائعة المعروضة في معرض كنوز من ثقافات العالم، حيث استشهد في حديثه بالطرق المختلفة التي من خلالها تم إبداع قطعاً ومعروضات فنية تعرف بالقيم الدينية والممارسات المتبعة عبر العصور.
ومن جانبها استكملت عطايا الحديث بتقديم ورقة بحثية عن دور المتاحف في الحفاظ على الهوية والتراث الإمارتي والتعريف بها، حيث قدمت أمثلة عن المقنيات الشاملة في مجالات الفن الإسلامي والخط والآثار لتأكيد الدور الحيوي الذي تلعبه المتاحف التابعة للإدارة في حماية وتعزيز وإثراء المعرفة في الثقافة العربية والإسلامية، فضلا عن تاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك في نطاق المنطقة الأوسع.
وعلقت عطايا قائلة: "عندما ننظر كمسلمين إلى العالم من خلال تجليات الحاضر والماضي وآفاق المستقبل، فأننا نشاهد ونتأمل ونتفاعل معها من خلال الإطار العام للإسلام كعقيدة وتوجيه ومرجعية في كل ما نقوم به من الأعمال، حيث نعتبرالمعرفة والتعليم هي المبادئ الرئيسية لهذا الإطار الجامع إلى الحد الذي نرى في بعض الأحيان أن الإستمرار بالتمسك بالتقاليد الإسلامية أكثر أهمية من ممارسة الطقوس نفسها.
وقالت عطايا لقد إستمرت هذه التقاليد في منطقة الخليج كما هو الأمر في أماكن أخرى في العصر الحديث، في حين أن المتاحف التي تحتضن التحف والمعارض الفنية موجودة هنا منذ ما يقرب من 60 عاما. وأكدت عطايا على أن الهدف الرئيسي لجميع المشاريع والمبادرات التي تنفذها متاحف الشارقة يتركز على حماية وإبراز الإرث الديني والحضاري والثقافي لإمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة لما فيه فائدة كبيرة ومصلحة للأجيال القادمة.
وفي ختام حديثها قالت عطايا: "تسعى إدارة المتاحف من خلال ما تقدمه المتاحف ليس فقط لإعطاء الفرصة لمعرفة المزيد عن الإرث الديني والتاريخي والإبداع الحضاري الفريد لهذه المنطقة، بل لتوضيح كيفية إرتباطها مع الحضارة العالمية عبر الزمان والمكان. وقد تمكنت الشارقة بفضل توجيهات قيادتها المستنيرة بأن تتبوأ مكانة متميزة وأن تكون لها الريادة في مجال تطوير المتاحف والعمل المتحفي الأمر الذي أهلها لأن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014، ونحن بدورنا نتطلع لتعزيز وترسيخ وتطوير ما تم تحقيقه والبناء على ما تم إنجازه لتحقيق مانصبو إليه وما يصب في مصلحتنا ومصلحة زوارنا".
يذكر أن معرض كنوز ثقافات العالم الذي ينظم بالتعاون مع المتحف البريطاني يعد المعرض الثاني ضمن سلسلة من المعارض والفعاليات التي تقام في إطار التحضيرات الجارية لإطلاق متحف زايد الوطني في منارة السعديات. ويهدف المعرض الذي يشتمل على 12 قطعة منتقاة من مقتنيات متحف الشارقة للآثار إلى تسلّط الضوء على جانب مهم من تاريخ منطقة الخليج العربي عموماً وتاريخ الشارقة والإمارات خصوصاً.
خلفية عامة
إدارة متاحف الشارقة
تم تأسيس هيئة الشارقة للمتاحف (إدارة متاحف الشارقة - سابقاً) عام 2006 برعاية سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى - حاكم الشارقة، كدائرة حكومية مستقلة.
تتضمن هيئة الشارقة للمتاحف 15 موقع في الإمارة تغطي مختلف أنواع الفنون والثقافة الإسلامية وعلم الآثار والتراث والعلوم والأحياء المائية وتاريخ إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.