مفكّر إسلامي معاصر يدعو إلى تغيير مفاهيم التربية والتعليم

رأى الدكتور طارق رمضان، المدير التنفيذي لمركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق، عضو كلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن أسس التربية والتعليم في العالمين العربي والغربي بحاجة إلى تغيير عميق.
وقد جاءت ملاحظته هذه في سياق محاضرة ألقاها بعنوان "التربية والتعليم: الأخلاق والمقاصد"، وذلك في افتتاح سلسلة فعاليات المركز الثقافية المفتوحة للموسم الأكاديمي الجديد، يومالإثنين 23 سبتمبر2013، داخل مبنى كلية الدراسات الإسلامية في مؤسسة قطر.
وبدأ الدكتور رمضان محاضرته بالتمييز بين مصطلحي التربية والتعليم وبيان ترابطهما. كما انتقد المناهج التعليمية المعاصرة، الغربية والعربية، مبرزاً أوجه قصورها، ومتسائلاً عن غاياتها ومخرجاتها.
وانتقل الدكتور رمضان بعدها إلى شرح مفهوم العلم النافع وضرورة اقترانه بالحرية لتحقيق الكرامة الإنسانية. "فالعلم النافع"، كما يوضح الدكتور طارق رمضان، "يرتبط بمفهوم التكليف ويقتضي استقلال الفكر وطرح الأسئلة، والقدرة على الاعتراض وتحمل المسؤولية الشخصية، والخروج من نفسية الضحية، والشجاعة في الاختيار".
وأردف الدكتور رمضان قائلاً: "العلم النافع كذلك من مقتضياته الجمع بين قراءة الوحي وقراءة الوجود، أي بين تدبر النص وفهم الواقع. كما يقتضي نبذ العزلة المعرفية، وربط المدرسة التعليمية بمحيطها الخارجي والتعوّد على التكافل الاجتماعي ومبادرات التضامن. إضافة إلى ذلك، فإن العلم النافع لا يتحقق دون التربية الفنية والجمالية، وتنمية روح الإبداع لدى الطالب".
وفي ختام المحاضرة، تحدث الدكتور طارق رمضان عن ضرورة التحلي بالتواضع العلمي. وقد شارك الجمهور الغفير الذي ملأ قاعة المحاضرة بفعالية في إغناء النقاش، حيث توجه بأسئلته للمحاضر، وقدّم مداخلات نوعية حول إشكالات التعليم ومناهجه وضرورة تخليق المؤسسات التربوية.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.