مؤسسة قطر تختتم سلسلة محاضراتها التثقيفية بالمملكة المتحدة

اختتمت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حديثاً، سلسلة المحاضرات التي نظمتها في 3 جامعات بالمملكة المتحدة، بمشاركة مدراء وأساتذة الجامعات المنضوية تحت رايتها. ويندرج تنظيم هذه الندوات في إطار مشاركة المؤسسة بإحتفالية قطر- المملكة المتحدة 2013، الهادفة إلى مد جسور التعاون مع المؤسسات التعليمية البريطانية، لترك إرث ثقافي ومعرفي ملموس.
وكانت المحاضرة الأولى قد عُقدت في 4 نوفمبر 2013، في جامعة درم الإنجليزية، حيث قدّم الدكتور تيلو ريهرين، مدير كلية لندن الجامعية في قطر، محاضرة حول تاريخ الزجاج في مصر القديمة.
بعدها، قدّمت الدكتورة أميرة سنبل، أستاذة التاريخ في جامعة جورجتاون- كلية الشؤون الدولية في قطر، محاضرة في كلية الدراسات الشرقية والافريقية، بتاريخ 22 نوفمبر 2013، حملت عنوان "المرأة العربية العصرية".
أما ختام السلسلة فكان بمحاضرة للدكتور باتريك ماير، مدير مبادرة الابتكار الاجتماعي في معهد قطر لبحوث الحوسبة، التي أقيمت في أمبريال كوليدج لندن الثلاثاء 10 ديسمبر الجاري، حول "الجيل القادم من تقنيات المساعدة الإنسانية الخيرية".
وشهدت سلسلة المحاضرات حضوراً لافتاً من أساتذة الجامعات والمتخصصين، إلى جانب عدد من الطلاب المتهمين بهذه المجالات.
وحول الهدف من تنظيم هذه الفعالية يقول باسم الشعراني نائب مدير إدارة الاتصال في مؤسسة قطر: "دأبت مؤسسة قطر على المشاركة الفاعلة في النشاطات المرتبطة باحتفالية قطر- المملكة المتحدة 2013. ويمكن إدراج هذه الفعالية ضمن هذا الإطار. فهذا النوع من النشاط يسهم في التعريف بالإرث الحضاري المشترك بين الشعوب والتقريب بين الحضارات. وقد ساهمت هذا المحاضرات في نقل صورة عن الأنشطة البحثية والاهتمامات التخصصية والإنسانية التي تضطلع بها مؤسسة قطر، ومختلف الجامعات الشريكة".
ويضيف الشعراني: "يسهم هذا النوع من التمازج الثقافي في نقل المعرفة والعلوم بين الشعوب. وفي هذه المحاضرات، تحديداً، سعينا إلى مشاركة الخبرة التي يحظى بها أساتذة ومدراء جامعات مؤسسة قطر مع نظرائهم في المملكة المتحدة، إلى جانب نشر المعرفة بين عامة الجمهور والمهتمين".
من جهته، يرى الدكتور باتريك ماير أن الإقبال الكبير الذي شهدته المحاضرة "يعبّر عن النزعة الفطرية لدى البشر لفعل الخير والعطاء. ويقول: "توفر هذه السلسلة من المحاضرات بين قطر والمملكة المتحدة وسيلة رائعة لتعريف جمهور المملكة المتحدة بجهود الحوسبة البحثية المتقدمة الموجودة في قطر. ونحن نتطلع إلى تطوير التعاون المثمر بعد هذه المحاضرة".
ويشرح ماير الجهود الكبيرة التي بذلها، بالتعاون مع الزملاء في معهد قطر للحوسبة، للارتقاء بفعالية الحوسبة المتقدمة. ويقول: "استفدنا من خبرتنا في تحليل البيانات الكبيرة، والتعليم الآلي، والحوسبة الإجتماعية، وتحليل اللغة البسيطة، لتحقيق هدفنا بتشجيع الإبتكار وتحسين وسائل الاستجابة للأزمات الإنسانية عند وقوعها". وقد أسفرت هذه الجهود عن منصات وتطبيقات تم استخدامها من قبل منظمات إنسانية عالمية، لتأمين الإستجابة السريعة بعد وقوع زلزال باكستان، وإعصار هايان في الفيلبين، والإعصار الذي ضرب ولاية أوكلاهوما الأمريكية.
ويعرّف ماير مفهوم "تقنيات المساعدة الإنسانية الخيرية" من خلال ربطها بالدور الرئيسي الذي تلعبه "البيانات الكبيرة" في توفير مصادر المعلومات الرئيسية في الفترات التي تلي الكوارث الطبيعية. ويقول: "من خلال توفير أفضل وأحدث المعلومات لعاملي الإغاثة، يمكن رفع مستويات الإستجابة بشكل كبير. واليوم نجد أن المجتمعات المتضررة من الكوارث أضحت مرتبطة بالتطور الرقمي بشكل كبير، وهو ما يحول التكنولوجيا إلى عنصر أساسي في نظام معرفي أشمل وأعم".
ويضيف: "يؤدي المتطوعون دوراً حاسماً في نجاح هذه الجهود، من خلال متابعة وتصنيف المعلومات الواردة من وسائل التواصل الإجتماعي، على سبيل المثال. ونحن نتطلع دائماً للتعاون مع الشرائح المجتمعية المتنوعة. ونأمل أن تمثل جهودنا مصدر إلهام لطلاب وموظفي وهيئة تدريس أمبريال كوليدج لندن للإنضمام إلى هذه الجهود".
من جهته، يعتبر الدكتور تيلو ريهرين، مدير كلية لندن الجامعية في قطر، أن هذه المحاضرات "تمثل التطور الطبيعي للتعاون بين مؤسسة قطر والمملكة المتحدة. فبعد أن كانت المعرفة تنتقل باتجاه واحد، من المملكة المتحدة إلى دولة قطر، تأتي هذا الفعالية لتثبت إمكانية نشر المعرفة بالاتجاه المعاكس، أي من قطر إلى المملكة المتحدة، والعالم تالياً". ويقول: "صحيح أن قطر هي أصغر من المملكة المتحدة من حيث المساحة وعدد السكان، إلا أنها تتمتع بطموح غير محدود، إذ تتموضع بين الدول المتقدمة لناحية الإستثمار في مجالات البحث العلمي والتعليم والثقافة. وهذه الجهود ستؤتي ثمارها خلال العقود القادمة، علماً أن بعضها بدأ يثمر بالفعل".
ويعلّق ريهرين على النجاح الكبير الذي حققته هذه المحاضرات بالقول: "كانت الفكرة الأساسية من مشاركتنا هي إظهار نشاطنا البحثي في المملكة المتحدة، وأن الجسم الأكاديمي في مؤسسة قطر فاعل وقادر على تقديم أبحاث مميزة"، مضيفاً: "أردنا أن نُظهر للمجتمع الأكاديمي في المملكة المتحدة أن نظرائهم في قطر يسيرون على الخط الصحيح، ويقدمون أبحاثاً أصيلة مهمة، مرتبطة بقطر ومحيطها، ولكنها متصلة أيضاً بالعالم الأوسع".
وتركزت محاضرة ريهرين على أهمية الزجاج في مصر القديمة بين أعوام 1000 و1500 قبل الميلاد، بالاستناد إلى الأدلة الأثرية والزيتية والحرفية. كما سلط الضوء على الدور الحاسم الذي لعبه الزجاج كبديل عن الأحجار الكريمة والمجوهرات، والزخارف المعمارية، إلى جانب تأثيره على العلاقة الديبلوماسية خلال تلك الحقبة من تاريخ مصر.
أما المحاضرة الثالثة التي قدّمتها الدكتورة أميرة سنبل، أستاذة التاريخ في جامعة جورجتاون- كلية الشؤون الدولية في قطر، في كلية الدراسات الشرقية والافريقية فبحثت في "دور المرأة العربية العصرية". وعبّر مسؤولو الكلية التي استضافت المحاضرة عن سعادتهم للمشاركة في هذه الفعالية، كجزء من احتفالية قطر- المملكة المتحدة 2013. وأشار مسؤولو التواصل في الكلية إلى أن محاضرة الدكتورة سنبل "أثارت الكثير من الجدل والنقاش البنّاء بين الحضور، كما جذبت جمهوراً كبيراً من طلاب وخريجي كلية الدراسات الشرقية والافريقية، وجامعة لندن، وكذلك طلاب جامعات أخرى. ويؤشر هذا الإقبال الكثيف على الاهتمام الكبير الذي يحظى به موضوع المحاضرة، وهو ما يدفعنا لدراسة إمكانية استضافة المزيد من المحاضرات حول هذا الموضوع".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.