مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر في السعودية توفد 40 طفلاً يتيماً وأماً حاضنة لأداء مناسك العمرة

نظمت مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر في دبي رحلة عمرة لأكثر من 40 شخصاً من القصّر والأمهات الحاضنات وعدد من مسؤولي المؤسسة، وذلك انسجاماً مع المبادرات العديدة التي تنظمها المؤسسة لرعاية الأطفال الأيتام وتماشياً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتكريس عام 2018 لمبادرات تعكس قيم ومبادئ مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تأمين بيئة تربوية للأيتام وتطوير نظام الرعاية الأسرية البديلة.
وتأتي المبادرة أيضاً ضمن الخطة السنوية لمؤسسة الأوقاف شؤون القصّر، التي تنظم للعام التاسع على التوالي رحلات لأداء مناسك العمرة، وقد اختارت إدارة شؤون القصر في المؤسسة شعار "براً بوالدتي" لرحلات هذا العام من أجل تعزيز مشاعر الوفاء لدى الأطفال تجاه أمهاتهم وتكريس مفهوم رد الجميل لهن على تضحياتهن.
واستعداداً للرحلة نظمت المؤسسة محاضرة حول أهمية برّ الوالدين وطاعتهما واحترام تضحياتهما لما لهما من فضل كبير في التربية والحفاظ على الصحة البدنية والنفسية للأطفال. واستمرت الرحلة لمدة 7 أيام وشملت مكة والمدينة المنورة، ليتشرف المعتمرون بزيارة قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصلاة في المسجد النبوي الشريف ومن ثم زيارة المسجد الحرام، كما شارك أبناء المؤسسة في حلقات تحفيظ القرآن في المسجد النبوي، وشملت الرحلة كذلك التعرف على كثير من المعالم والمواقع التاريخية.
وفي معرض تقييمه لمدى أهمية المبادرة، قال سعادة طيب عبدالرحمن الريس، الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر بدبي: "تسعى المؤسسة من خلال مبادراتها والبرامج التنفيذية الخاصة بها إلى غرس القيم السليمة في نفوس القصّر وتنشئتهم على الإيمان الصحيح والحكمة والصبر والمحبة، بالإضافة إلى تطوير علاقاتهم بالأمهات الحاضنات، مما يقوي شعورهم بالانتماء الذي يغذي التزامهم وحسهم بالمسؤولية تجاه أسرهم ومجتمعهم ووطنهم."
وأكد الريس أن هذه الرحلات، لا تنحصر أهدافها في أداء المناسك، فالعبادة مقاصد وليست مجرد تكليف، ولهذا تسعى المبادرة من خلال هذه الرحلات لتقوية روح الانتماء للمجتمع لدى الأطفال وحثهم على تبني القيم الإسلامية النبيلة، خاصةً بر الوالدين وتقدير دور الأمهات الحاضنات في حياتهم.
واستفاد الأطفال من هذه الرحلات بفضل جهود مشرفي الحملة الذين قدموا لهم شرحاً مفصلاً عن كيفية أداء الشعائر الدينية والتي بدأت مع وصولهم إلى مكة المكرمة، حيث تعرفوا على وادي مِنى، وغار حراء، وغار ثور، ومزدلفة، وجبل النور، وجبل عرفة.
وبعد انتهاء الشعائر الدينية في مكة المكرمة، توجه الوفد إلى المدينة المنورة، حيث تعرفوا على حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصورة عملية، وتوقفوا في عدد من المناطق التي تشرفت بوجوده فيها، مثل: منطقة المزارات، وجبل الرماة، وجبل أحد، ومقبرة البقيع، ومسجد قباء، ومسجد القبلتين، ومسجده -عليه الصلاة والسلام.
ولإثراء الثقافة الدينية الخاصة بالأطفال القصّر، تضمنت الرحلة، كعادتها كل عام، العديد من المسابقات الثقافية والترفيهية، والقصص التربوية، إضافة إلى عرض قصة حياة وهجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم.
خلفية عامة
مؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر
تأسست مؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر بإصدار القانون رقم 6 لسنة 2004 م في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، ومع توسع المؤسسة في أعمالها ومهامها، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" القانون رقم 9 لسنة 2007م بشأن تنظيم أعمال المؤسسة، بما يكفل توفير المناخ الصالح لتحقيق المزيد من الإنجازات في تنمية الوقف وأموال القصر.
ترعى مؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر بقرابة 2400 قاصر من خلال تطوير العمل الوقفي لتغطية احتياجات القصّر ورعاية شؤونهم بموجب مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية المنظمة لتلك العملية وفق خطة هادفة مدروسة، ورؤية واعية ثاقبة.