مؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة يختتم أعماله في اليوم الثاني والأخير
اختتم اليوم المؤتمر الدولي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة الذي يُعقد تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، فعالياته التي استمرت على مدى يومين تحت عنوان "التربية الوالدية ورفاه الطفل والتنمية"، في فندق سانت ريجيس بالدوحة.
وسلط المؤتمر الدولي الضوء على أهمية الاستثمار في الوالدين، وعرّف بالمناهج المتبعة لممارسة الدعم الإيجابي فيما يتعلق في التربية الوالدية، وذلك من أجل الوصول إلى رفاه الطفل، ما من شأنه أن يلعب دورًا هامًا في التنمية الوطنية والدولية.
انطلق اليوم الثاني بجلسة رفيعة المستوى حول "الاستثمار في برامج التربية الوالدية"، ناقشت ضرورة الاستثمار في هذه البرامج، وأهمية جمع المعلومات لمراقبة أدائها حول العالم ومتابعة تطورها. وعكف المشاركون أيضًا على مناقشة التحدّي الرئيسي الذي نواجهه في إمكانية التوسع في الاستثمار في برامج التربية الوالدية، وذلك في الوقت الذي توفرت فيه أدلة جوهرية تثبت أهميته.
أدار هذه الجلسة السيد وديع معلوف، مدير البرامج بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وكان من بين المتحدثين فرانسيس جاردنر، أستاذ علم نفس الطفل والأسرة في جامعة أكسفورد؛ واجناسيو سوسياس، مدير الاتصالات في الاتحاد الدولي لتنمية الأسرة؛ وجيمي لاكمان، مؤسس مشارك، الوالدية لصحة مدى الحياة؛ والدكتور ذو لفقلي اسماعيل، استشاري طبيب أطفال ورئيس مجلس إدارة برنامج الوالدية الإيجابية.
وشدد السيد معلوف على أهمية الاستثمار في برامج التربية الوالدية، قائلاً: "يتأثر الأطفال أثناء نموهم بالعائلة والمدرسة والمجتمع، لكن الأولى تبقى النواة الأهم في تطورهم، ومن هنا أهمية البرامج التي تستثمر في التربية الوالدية".
ومن جهتها، حاضرت السيدة جاردنر حول أهمية التدخلات العائلية، قائلة: "تشير الأدلة إلى أن التربية الوالدية القاسية قد تتسبب في الانحراف والأداء المدرسي السيء والجريمة وإدمان المخدرات. ومن هنا تنبع أهمية التدخلات مع الوالدين، التي تمكنهم من تعلّم مهارات الوالدية الإيجابية، والنظام التأديبي الذي لا يعتمد على العنف، ويخفف عنهم الإجهاد". وشددت جاردنر على أهمية تلك البرامج بالرغم من كلفتها التي تبقى أقل من الآثار السلبية الناجمة عن سوء التربية الوالدية، كما أنها أثبتت صلاحيتها وإمكانية تطبيقها في بلاد مختلفة.
أما إجناسيو سوسياس، فشدد على المرونة وتعاون الوالدين في تربية الأطفال، قائلاً: "تُعد المرونة مفتاح تحقيق التوازن ما بين العمل والعائلة. ومن هنا أهمية الانتقال من نموذج اقتصادي يعتمد على دخل عائلي واحد إلى آخر يتشارك فيه الوالدان مسؤولية التربية الوالدية بحيث لا تتحملها المرأة لوحدها".
كما عُقدت بعد ذلك جلستان متوازيتان بعنوان "التربية الوالدية للأطفال ذوي الإعاقة" و"التربية الوالدية للأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية"، حيث ناقشت الجلسة الأولى التحديات التي يواجهها الأهل الذين يوفرون الدعم لأطفال ذوي احتياجات خاصة، والضرورة الملحة لتدريب الوالدين وتعزيز مهاراتهم ليتمكنوا من توفير رعاية أفضل لأطفالهم. ترأست هذه الجلسة الدكتورة جمانة عودة، مؤسس ومدير عام مركز الطفل الفلسطيني السعيد للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؛ ومن ضمن المتحدثين كانت وفاء اليزيدي، استاذ مساعد في طب إعادة التأهيل السريري؛ ونورا ويلز، مدير تنفيذي، أصوات الأسرة – أمريكا؛ وإغناسيو كامبوي سيرفيرا، محاضر أول، جامعة كارلوس الثالث – مدريد؛ ودولورانس وير، المدير التنفيذي لجمعية أوغندا للأطفال ذوي الإعاقة.
وتناولت الجلسة الثانية المشاكل التي يعاني منها المراهقون وسلوكيات الغضب والإحباط وتأخر القدرات التنظيمية والتحكم الذاتي لدى الأطفال، والأساليب الوالدية التي يجب أن تتبع لدعم ومراقبة والإشراف على أطفالهم، وترأسها ديفيد فينكلور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة نيو هامشير؛ وكان من ضمن المتحدثين أيضًا في تلك الجلسة ألينا موراوسكا، نائب مدير قسم الأبحاث، مركز دعم التربية الوالدية والأسرة، جامعة كوينزلاند؛ وسينثيا لونغمان، أستاذة في دراسات الأسرة والطفل والشباب والشيخوخة، جامعة هونغ كونغ التقنية؛ وإيرين فالنتين، أخصائي علم النفس السريري، مركز السدرة للطب والبحوث؛ وسعدية هافيجي، ملاذ الأطفال.
هذا وتضمنت الجلسات الموازية مواضيع هامة مثل "التربية الوالدية في المنطقة العربية"، وسلطت الضوء على التحديات الأساسية التي تواجه الوالدين في المنطقة العربية، وقدمت اقتراحات لحلول من خلال عرض وتقديم أمثلة لبرامج مبتكرة في جميع أنحاء العالم. وأدارت الجلسة سهى الحسن، أستاذ الطفولة المبكرة والتعليم الخاص في الجامعة الهاشمية بالأردن، وشارك فيها أنيس بن بريك – مدير قسم السياسات الأسرية، معهد الدوحة الدولي للأسرة. كما عقدت جلسة أخرى موازية في نفس التوقيت بعنوان "أفضل الممارسات – شرق آسيا والمحيط الهادئ".
واختتم المؤتمر أعماله بجلسة نقاش تفاعلية، أتاحت للباحثين والأكاديميين فرصة تبادل الخبرات واستعراض العقبات التي تعترضهم عند إجراء الأبحاث والدراسات حول التربية الوالدية، وأفضل الممارسات التي تمكنهم من إنجاز أبحاثهم واستكمالها. كما تم مشاركة "إعلان المجتمع المدني حول الوالدية” مع الحضور والذي قد أطلقه معهد الدوحة الدولي للأسرة قبل بدأ المؤتمر.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.