مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث يضع خارطة طريق لتطوير استراتيجية قطر الوطنية للبحوث
اُختتمت فعاليات مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2018، اليوم، باجتماع الأطراف المعنية من المؤسسات الأكاديمية وقطاع الصناعة والأعمال والحكومة للمشاركة في وضع خارطة طريق تحدد مسار نظام البحوث والتطوير في المستقبل.
وانعقدت فعاليات النسخة السابعة من المؤتمر، الذي ينظمه قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر، على مدار يومين في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، تحت عنوان "البحوث والتطوير: التركيز على الأولويات، وإحداث الأثر". وشهد المؤتمر حضور آلاف المشاركين من قطر والعالم، ضمن جلسات أدارها الخبراء، وسلطت الضوء على البحوث والابتكار والتكنولوجيا، ودورها في بناء اقتصاد مستدام ومتنوع، قادر على المنافسة العالمية.
وخلال فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر، أطلقت الجهات المعنية بقطاع البحوث والتطوير في قطر، وأعضاء مجتمع البحوث والتطوير العالمي، عملية تحديث لاستراتيجية قطر الوطنية للبحوث، وكذلك وضعت إطار العمل الرئيسي للأهداف البحثية في قطر. وتُعد تلك الجلسات نقطة انطلاق حوار متواصل لتوفيق جهود البحوث والتطوير في قطر مع رؤيتها التنموية، ومواصلة تلبية احتياجات المواطنين والصناعات التي يرجح أن يكون لها أثر اقتصادي واجتماعي، من خلال التسويق التجاري للحلول التي يتم التوصل إليها.
وشهدت الجلسة العامة لليوم الثاني، التي جاءت تحت عنوان "إحداث الأثر من خلال العلوم والتقنيات واستراتيجيات الابتكار"، استعراض مجموعة من المتحدثين لأفضل الوسائل الممكنة من أجل تعزيز الاستفادة من قطاع البحوث والتطوير والابتكار، بما ينعكس ايجاباً على المجتمع. وكان من ضمن المتحدثين الدكتورة مريم العلي المعاضيد، نائب الرئيس للبحث والدراسات العليا في جامعة قطر؛ والبروفيسور تيك سنغ لو،الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحوث الوطنية في سنغافورة؛ والدكتور أوركن هاسيكيوغلو، نائب رئيس مجلس البحوث العلمية والتكنولوجية في تركيا؛ والدكتور محمد يوسف سليمان، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الصناعة الماليزية للتكنولوجيا المتقدمة. فيما أدار الجلسة الدكتور فرانس فان دين بوم، المدير التنفيذي للسياسات والتخطيط والتقييم في قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر.
من جانبه، صرّح الدكتور سليمان، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الصناعة الماليزية للتكنولوجيا المتقدمة، قائلاً: "لا يمكننا التعامل مع هذا الكم الهائل من المعارف والتكنولوجيا المتاحة بشكل فردي. يجب علينا أن نعمل مع مختلف الجهات والشركاء المعنيين، ووضع اتفاقيات بين القطاعين العام والخاص، لتحديد كيفية المضي قدماً". وتابع بالقول: "لقد ركز مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2018 على أحد الجوانب الهامة التي تتيح لنا تطوير مثل هذا التعاون، وهو الحاجة إلى وسطاء، يعملون على التواصل بين القطاعين العام والخاص، والمنظمات غير الحكومية والجامعات، لتحقيق هدف مشترك".
من جهته، أشار الدكتور أوركن هاسيكيوغلو، نائب رئيس مجلس البحوث العلمية والتكنولوجية في تركيا إلى وجود "عدد من الركائز التي تسمح بتطور بيئة البحوث والابتكار، ومن بينها ركيزتي القيادة والتخطيط الاستراتيجي؛ واستقطاب المواهب الدولية؛ وأيضاً إنشاء البيئة المناسبة لرعاية الأفكار والابتكار".
واستعرضت الجهات المعنية مبادراتها بغرض المساهمة في تسريع أثر البحوث والابتكار، خاصة تلك التي ترتبط بالاقتصاد والمجتمع القطري. وتمكّن المشاركون في هذه الجلسات من طرح آرائهم، والاستفادة من تبادل الخبرات، والعمل على إنشاء قاعدة لتبادل المعرفة، كتلك التي يوفرها مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2018، لإضفاء طابع تعاوني في تحديث استراتيجية قطر الوطنية للبحوث.
أما الجلسة الختامية لمؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2018، فشهدت تلخيصاً للموضوعات التي تم استعراضها في ورش العمل، وترجمتها إلى توصيات مبدئية للمراحل القادمة في تحديث استراتيجية قطر الوطنية للبحوث.
في الوقت نفسه، قدّم اليوم الثاني من المؤتمر نافذة على التقنيات غير النمطية، التي من شأنها المساعدة في إعادة تشكيل الصناعات وأساليب العمل والحياة، حيث عرضت 16 شركة عالمية ناشئة أفكارها وابتكاراتها ضمن مسار الابتكار لمؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2018. وسلّطت "العروض التوضيحية للشركات العالمية الناشئة" الضوء على التقنيات المتسارعة في عدة مجالات، منها الرعاية الصحية، والتمويل، والروبوتات، والأمن الغذائي والمائي، وإدارة المخلفات، والطاقة المتجددة.
وجاءت تلك العروض التوضيحية عقب فعالية "المستقبل يحدث الآن"، وهي فعالية فريدة في منطقة الشرق الأوسط، قدمتها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع جامعة سنغيولاريتي في اليوم الأول من المؤتمر، والتي تفاعل معها الحضور، حيث قدم عدد من المتحدثين من جامعة سنغيولاريتي وجهات نظر الخبراء بشأن التقنيات المستقبلية.
ويقول الدكتور ستيفان باري، رئيس تطوير الأعمال في شركة Viome الناشئة التي شاركت في العروض التوضيحية: "تقوم شركتنا على تقديم توصيات غذائية متخصصة بالاستناد إلى دراسة الميكروبات الخاصة بالفرد، وهو ما يمكن أن يساعد في تحسين الصحة. ومن خلال ذلك، فإننا نساعد في تشكيل عالم تصبح فيه الإصابة بالأمراض مسألة اختيارية".
ومن جهته، شرح أرفيندر سينغ كانغ، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا والشريك المؤسس لشركة Urban Logiq، وهي شركة ناشئة تقدم معلومات في مجال التخطيط الحضري، الهدف من الشركة بالقول: "غالباً ما تمتلك المؤسسات الحكومية كماً هائلاً من البيانات المخزنة بمعزل عن بعضها البعض. ونحن نقوم بتجميعها، ومن ثم بناء أنظمة تساعد في تسهيل التخطيط الحضري، وتأمين المعلومات وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة".
وشهد مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2018 تقديم 270 عرضاً توضيحياً أبرزت للمشاركين عُمق النشاط البحثي في مختلف أنحاء قطر، وذلك ضمن مسار الباحثين، الذي شهد أيضًا 55 عرضاً توضيحياً شفهياً للمشاريع البحثية خلال اليوم الأول من المؤتمر. واختيرت جميع المشاريع من إجمالي 1000 ملخص بحثي تقريبًا تم تقديمه إلى مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2018.
وشهد اليوم الأول من المؤتمر العديد من الفعاليات الهامة، من بينها الكلمة الرئيسية التي ألقاها السيد فيفيك كوندرا، رئيس المعلومات السابق في الولايات المتحدة الأمريكية، بعنوان "قيادة التغيير وتحديات التحول"، بالإضافة إلى جلسات نقاش دولية عالية المستوى ركزت على الطريقة التي تمكّن قطاع البحوث والتطوير من تلبية الأولويات الوطنية، وإحداث أكبر أثر ممكن في نفس الوقت، وكذلك الدور الحيوي للبحوث والابتكار في تعزيز الإمكانيات التنافسية لدولة قطر على الصعيد العالمي.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.