مؤتمر لوايل كورنيل يناقش الإنسانيات الطبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

ناقش مؤتمر نظمته وايل كورنيل للطب - قطر على مدار يومين  بعنوان "الإنسانيات الطبية في برنامج الشرق الأوسط"، دور العلوم الإنسانية الطبية في تعميق فهمنا للعافية والمرض على حدّ سواء.

شارك في المؤتمر نخبة من كبار الأكاديميين في مجال الطب والعلوم الإنسانية في وايل كورنيل للطب – قطر، مؤسسة حمد الطبية، قطر غاز، كلية طب جامعة بوسطن، كينجز كوليدج لندن، الجامعة الأميركية في بيروت، كلية لندن الجامعية، وغيرها. وناقش المشاركون تأثير مجموعة واسعة من العلوم الإنسانية، منها على سبيل المثال لا الحصر الأدب والتاريخ والسياسة والدين والفن والعلاج بالفن والأخلاقيات الطبية، في تصوّرنا للعافية والمرض.

وفي مستهل أعمال المؤتمر الذي انعقد في شيراتون الدوحة، ألقى الدكتور محمد غالي من كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة في قطر، الكلمة الرئيسية وتطرّق فيها إلى منظور الإسلام للقضايا الأخلاقية المتعلقة بعلوم الجينوم. وتلت كلمته سلسلة من المحاضرات ضمن خمس جلسات تناول خلالها خبراء دوليون وإقليميون ومحليون الفنون والاستشفاء، الإنسانيات والأدب، النّهج الاجتماعية والتاريخية لفهم الرعاية الصحية، الأخلاقيات الطبية، والثقافة وتأثيرها في العيادة الطبية.

وقال الدكتور آلان ويبر، أستاذ اللغة الإنجليزية في وايل كورنيل للطب - قطر وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر: "برزت الإنسانيات الطبية كأدوات مهمة ونافعة لتمكين الممارسين الطبيين والأكاديميين وطلاب الطب من التوفيق بين المسائل الاجتماعية والاقتصادية والفلسفية والأخلاقية التي تواجههم أثناء ممارسة الطب. وقد اجتذب المؤتمر خبراء من شتى أنحاء العالم لمناقشة هذه المسائل بُغية استكشاف الطرق التي يمكن من خلالها للنّهج الإنسانية تجاه الطب وتدريس الطب أن تحسّن المحصلة العلاجية".

شمل المؤتمر عروض خلاصات بحثية عن 24 مشروعاً بحثياً تناولت موضوعات من قبيل استخدام مفهوم العلاج بالفن في البيئة الطبية من أجل التعامل مع الحزن والهمّ، ودور سرد الحكاية في علاج الصدمات، وتأثير الإنارة بمصابيح فلورية في اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، وتحديات إدماج العلوم الإنسانية في منهج الطب.

كما ألقى الدكتور محمد فيرجي، الأستاذ المشارك لطب الأسرة في الطب الإكلينيكي والعميد المساعد لشؤون طلاب الطب في وايل كورنيل للطب - قطر، محاضرة وقدّم خلاصة تناولت أهمية وطبيعة مهارات الإصغاء التي يستعين بها الأطباء أثناء إجراء مشاورات مع مرضاهم.

وقال: "يتتبّع المريض في البيئة الإكلينيكية سلوك طبيبه وموقفه تجاهه ويقدّر له ذلك، وشيئاً فشيئاً تنشأ لديه ثقة مطلقة به. وبطبيعة الحال، فإن قدرة الطبيب على الإصغاء إلى تاريخ المرض ليست بلا حدود، وهنا تكمن الأهمية البالغة للإصغاء بانتباه. استبيان طبيعة الزيارة ليس أمراً مهماً فحسب، بل معرفة ما يهم المريض وما يشعر به".

الدكتور فيرجي أيضاً عضو اللجنة المنظّمة للمؤتمر إلى جانب السيدة جايمي غراي، مديرة المكتبة الإلكترونية في وايل كورنيل للطب - قطر.

وقالت السيدة غراي: "إن تحسين فهم السياقات البشرية التي تحدّد تقديم الرعاية الصحية وتلقيها يمكن أن يقود في نهاية المطاف إلى تحسين محصلة الرعاية الصحية نفسها. لذا نحن ممتنون للمشاركين في هذا المؤتمر كافة لما قدّموه من رؤى معمقة قيمة عن طرق إدماج العلوم الإنسانية بنجاح في برامج تعليم الطب". 

شمل المؤتمر ملصقات بحثية، إذ قدّمت الدكتورة ليندا ميلر من إمبريال كوليدج لندن ملصقاً بحثياً عن "الاستعانة بالقصص المصورة في الطب كوسيلة انعكاسية لتحقيق الكفاءة الذاتية والتحفيز"، فيما قدّمت الدكتورة تساي بي-هوا من كلية طب مكاي، تايبيه ملصقاً بحثياً عن "إعداد طلاب الطب لكتابة تاريخ المرض الراهن: المضيّ قُدماً من قراءة القصة القصيرة وممارسة الفنون البصرية".