مؤتمر قطر للقيادة التابع لمؤسسة قطر يمكّن الشباب من مدّ الجسور نحو مستقبل أكثر استدامة وإنسانية
اجتمع مئات الطلاب في مؤتمر قطر للقيادة، الذي نظمه التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، وهي مبادرة إقليمية تهدف إلى تطوير مهارات القيادة والدبلوماسية والابتكار والتفكير الناقد لدى الشباب، بما يعزز التزام مؤسسة قطر برعاية جيل من الشباب القادرين على إحداث أثر إيجابي ملموس في مجتمعاتهم.
أقيم المؤتمر على مدى يومين تحت عنوان "مدّ الجسور بين العوالم: التكنولوجيا، والاستدامة، والتغيير الاجتماعي"، وتضمّن 20 جلسة يقودها الطلاب، وورش عمل قدّمها 15 خبيرًا دوليًا و20 مقدمًا محليًا، بمشاركة 328 طالبًا يمثلون 47 جنسية مختلفة، من بينهم 167 طالبًا قطريًا من 18 مدرسة داخل قطر ومدرستين دوليتين من خارجها.
قالت أمينة حسن، رئيس مبادرة ثَيْمن قطر، إحدى المبادرات التابعة للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر: "أدركنا الحاجة إلى تدريب الطلاب بطريقة أعمق وأكثر شمولية. ما بدأ كبرنامج تدريب على نموذج الأمم المتحدة تطوّر ليصبح منصة وطنية للقيادة".
وتابعت حسن: "في كل عام، عملنا على توسيع نطاق المؤتمر ليشمل مزيدًا من المدارس والموضوعات والفرص التي تتيح للطلاب مشاركة معارفهم وشغفهم وإبداعهم".
وأشارت حسن إلى أن نسخة هذا العام من المؤتمر ركزت على 11 محورًا رئيسيًا، من بينها الصحة النفسية، والتواصل، وتطوير المسار المهني، وريادة الأعمال، والابتكار في الأعمال. وقد تضمّن البرنامج مجموعة متنوعة من المتحدثين، شملت رواد أعمال محليين، وخريجين، وطلاب جامعات، إلى جانب خبراء دوليين من دول مثل الصين، والهند، ونيجيريا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.
في إطار فعاليات المؤتمر، قدّم الطلاب ثلاثة مشاريع مبتكرة تناولت تحديات محلية وعالمية، حيث أتيح لهم التواصل مع رواد أعمال وخبراء للحصول على الإرشاد والدعم لتحويل أفكارهم إلى واقع. وتركزت مشاريعهم على الابتكار والاستدامة، من خلال استكشاف موضوعات مثل الذكاء الاصطناعي وحماية البيئة، مما يعكس وعيهم العالمي المتزايد والتزامهم بالمشاركة المجتمعية الفاعلة.
وأضافت حسن: "تُعدّ مؤتمرات مثل مؤتمر قطر للقيادة ضرورية لأنها تجمع الطلاب من مختلف المدارس. فهي مساحة للتعاون وتبادل الأفكار والتواصل الإنساني".
وأكّدت حسن أن شعار المؤتمر "مدّ الجسور بين العوالم"، جسّد هذه الرؤية، موضحةً أنه يعكس قدرة الشباب على الربط بين التكنولوجيا والإنسانية والاستدامة لإحداث تغيير حقيقي.
وأوضحت حسن قائلًة: "في كل عام نحرص على أن يعكس المؤتمر ما يهم الطلاب حقًا. وقد عبّر العديد منهم هذا العام عن مخاوفهم من الارتفاع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المستقبل، وفي الوقت نفسه أظهروا التزامًا قويًا بالاستدامة وبالعلاقات الإنسانية".
وأردفت حسن بالقول: "يمتد أثر المؤتمر إلى ما هو أبعد من الجانب الأكاديمي، حيث قدّم للطلاب مهارات حياتية أساسية مثل الخطابة والعمل الجماعي والتغلب على التحديات، وهي أدوات دعمت نموهم الشخصي والأكاديمي على حد سواء".
وتابعت: "لقد دخل العديد من المشاركين البرنامج بتردد أو خجل، لكنهم غادروه مُلهمين وواثقين ومستعدين لتولي أدوار قيادية في مدارسهم ومجتمعاتهم".
وختمت حسن بالقول: "من خلال جمع الشباب من خلفيات متنوعة وتشجيعهم على الحوار حول التحديات العالمية، جدّد مؤتمر قطر للقيادة التزامنا المستمر بتمكين الشباب ليتولّوا القيادة بروح من الإبداع والتعاطف والهدف، وبناء جيل قادر على تشكيل مستقبل أكثر شمولًا واستدامة".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.