مجلس قطر للمباني الخضراء يناقش حلول ندرة المياه في قطر

استضاف مجلس قطر للمباني الخضراء، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، يوم الثلاثاء في مركز الطلاب بجامعة حمد بن خليفة، ندوة بعنوان ’المياه: الحقائق المزعجة‘، شارك فيها عدد من المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، وأكثر من 50 خبيراً في تقنيات الاستدامة وترشيد استخدام المياه، لمناقشة قضية حيوية هي تحديات ندرة المياه في قطر، واستعراض الحلول الناجعة لمواجهتها.
التقى في هذه الندوة، التي أقيمت برعاية ’مجموعة العناية بالمياه في مجلس قطر للمباني الخضراء‘، ممثلون من الجمعية المعتمدة لمهندسي خدمات المباني، وشركة أروب الاستشارية، وبارسونز برينكرهوف، وجامعة تكساس إي أند أم في قطر، والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء ’كهرماء‘، وشركة كيو دي في سي، من أجل مناقشة احتياجات قطر من المياه، وتبادل رؤى المؤسسات التي يمثلونها حول هذه القضية، وطرح طرق تغيير المفاهيم وعادات السكان الحالية في استهلاك الماء في قطر والمنطقة.
ورحّب المهندس مشعل الشمري، المدير العام لمجلس قطر للمباني الخضراء، بالحاضرين واستعرض أهداف الندوة ومقاصدها. وحول الندوة صرح قائلاً: "لقد أخذ مجلس قطر للمباني الخضراء على عاتقه مهمة إنشاء قنوات تواصل وحوار بين الخبراء والمتخصصين في الشركات الخاصة والمسؤولين في المؤسسات الحكومية. وتتضمن جهوده في هذا المجال عقد ورش العمل والندوات، وإتاحة الفرصة للجمهور للاستماع إلى الحلول وتقييمها وتبادل المعلومات مع الخبراء."
وأضاف المهندس الشمري قائلاً: "كشفت المناقشات عن الاهتمام بهذا التحدي الإقليمي الكبير وعمق الآراء ووجهات النظر في قطر حول هذه القضية. وسيعرض مجلس قطر للمباني الخضراء نتيجة هذه المناقشات في أوراق بحثية ترفع لصناع القرار في قطر لمساعدتهم في إيجاد حلول طويلة المدى."
وشاركت السيدة جميلة المير، استشارية أولى في إدارة البيئة والاستدامة في شركة أروب الاستشارية، في الندوة بعرض تقديمي، وقالت حول هذه المشاركة: "تواجه دولة قطر تحديين بارزين فيما يتعلق بالمياه: الأول هو ظروف المناخ المحلي والشح الشديد في المياه الذي لا يمكننا معالجته بسهولة، وقدرة الحكومة على تحمل تكاليف توفير المياه الكافية، الأمر الذي يجعل قطر من أكثر دول العالم استهلاكاً للمياه بالنسبة للفرد."
وأضافت السيدة جميلة المير: "أما التحديات الأخرى، مثل خسائر الشبكة والتصميم والإدارة غير الفعالة للمباني، والإفراط في الري في المنشآت العامة، فهي ليست نادرة حول العالم، ويمكن التعامل معها، ويجري التعامل معها في قطر خطوة بخطوة."
وطالبت جميلة المير بتوعية الجمهور، وشددت على أهمية تطوير واستخدام الحلول النابعة من الظروف المحلية عند التعامل مع ندرة المياه في قطر، قائلة: "يأتي تعزيز وعي الأفراد بأهمية ترشيد المياه كخطوة أولى وأساسية في هذه الجهود، وبينما يستغرق ذلك بعض الوقت، على المؤسسات المحلية أن تعزز من تأثير المبادرات من خلال الاستفادة من الخبرة المحلية في القطاع الخاص. ويقودنا ذلك إلى سؤال حيوي للغاية وهو، كيف يتسنى للقطاع الخاص دعم الحكومة والمساهمة في ترشيد استخدام المياه في قطر؟"
تم إنشاء مجموعة العناية بالمياه في مجلس قطر للمباني الخضراء في مايو 2011 على يد المهندسين المتطوعين الموردين وكبار المسؤولين التنفيذيين المتحمسين لقضايا المياه وترشيدها. وقد شارك السيد نيكولاس كارافوتاس، رئيس المجموعة ومدير التنمية المستدامة في شركة الديار القطرية فينشي للإنشاء، في الندوة وصرح قائلاً: "تؤمن مجموعة العناية بالمياه في مجلس قطر للمباني الخضراء أنه لا يمكن حل تحديات المياه في قطر بسهولة من خلال الجهود الحكومية فقط أو الشركات الخاصة وحدها، بل يتطلب الأمر تعاون جميع الأطراف وسياسة واضحة وخبرة عملية."
وصرح السيد آدام سميث، مدير تطوير الأعمال في بولي بايب جالف قطر والرئيس المشارك لمجموعة العناية بالمياه، قائلاً: "يمثل تعزيز الوعي الخطوة الأساسية في هذه الجهود، وذلك هو سر أهمية هذه الندوات، لأنها تجمع خبراء وممثلي القطاعات المختلفة معاً لمناقشة القضايا والتحديات ومحاولة الوصول إلى حلول عملية ومجربة."
تعكس الندوة، التي تستلهم ركيزة الاستدامة في رؤية قطر الوطنية 2030، التزام مجلس قطر للمباني الخضراء باستضافة الورش التعليمية والندوات والمؤتمرات التي تسلط الضوء على قضايا الاستدامة وتحدياتها، وتحاول أن توفر ملتقى عملياً لمناقشة وتبادل السياسات والممارسات التي تحافظ على البيئة.
وخلال الندوة، عقد مجلس قطر للمباني الخضراء خمسة اجتماعات على المائدة المستديرة، تناولت كل منها بعداً مختلفاً من أبعاد ندرة المياه في قطر، مثل ظروف السوق والتثقيف والتوعية الجماهيرية وممارسات البناء والإنشاء وإتاحة المعلومات. كما سيقوم المجلس بإعداد أوراق بحثية حول حلول تحديات ندرة المياه في قطر من واقع المعلومات والحقائق التي طرحت في اجتماعات المائدة المستديرة وترفع في الوقت المناسب إلى المؤسسات الخاصة والحكومية والجمهور.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.