في الذكرى العاشرة لإطلاق محاضرة نادية يونس التذكارية السنوية: مناظرة عن دور الأمم المتحدة في المشهد العالمي الجديد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة

بيان صحفي
تاريخ النشر: 22 أبريل 2015 - 04:52 GMT

الذكرى العاشرة لإطلاق محاضرة نادية يونس التذكارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
الذكرى العاشرة لإطلاق محاضرة نادية يونس التذكارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة

أقامت الجامعة الأمريكية بالقاهرة أمس بحرم الجامعة بالقاهرة الجديدة محاضرة نادية يونس التذكارية السنوية والتي تواكب الذكرى السبعين لإنشاء الأمم المتحدة كما تواكب الذكرى العاشرة لإطلاق محاضرة نادية يونس التذكارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. تحدث في المحاضرة مايكل مولر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة عن دور الأمم المتحدة في المشهد العالمي الجديد وأعقب المحاضرة جلسة نقاشية بعنوان، "هل لا تزال الأمم المتحدة صالحة في عالم اليوم؟" شارك فيها ِأحمد فوزي، المدير المؤقت لدائرة الأمم المتحدة للإعلام بجينيف والدكتور إبراهيم عوض، أستاذ السياسات العامة ومدير مركز دراسات الهجرة واللاجئين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والدكتور هشام وهبي أستاذ مساعد العلوم السياسية بالجامعة البريطانية بالقاهرة وخريج الجامعة الأمريكية بالقاهرة دفعة 89، بحضور ليسا أندرسون، رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة وأفراد أسرة يونس والأساتذة والطلاب. جدير بالذكر أن محاضرة نادية يونس التذكارية هي جزء من صندوق نادية يونس الذي أنشئ تكريما لذكرى نادية يونس، التي توفيت في تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد في 19 أغسطس 2003، بينما كانت تشغل رئيس فريق ممثل الأمم المتحدة في بغداد الدبلوماسي سيرجيو فييرا دي ميلو. بجانب إقامة المحاضرة السنوية، ساعد الصندوق في إنشاء حجرة نادية يونس للمؤتمرات والتي تخدم أعضاء نموذج  القاهرة الدولي للأمم المتحدة  وجائزة نادية يونس للخدمة العامة والانسانية.  

قال مولر في بداية حديثه، "إنني سعيد للغاية لإتاحة هذه الفرصة لي لأشيد بنادية يونس صديقتي وزميلتي الوقورة، والتي لا يمكن تعويضها والتي أثرت في وألهمت الكثير منا والتي لا نزال نفتقدها جميعا حتى اليوم. يشرفني كثيرا طلب عائلتها مني أن أتحدث في محاضرة هذا العام والتي تواكب الذكرى العاشرة لمحاضرتها، ومما لا شك فيه أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة هي المكان الأنسب لنتذكر نادية وما قدمته بسبب تركيزها ليس على التعلم فحسب ولكن على المشاركة المدنية أيضاً."

أعقبت كلمة مولر حلقة نقاشية حول أهمية الأمم المتحدة في عالم اليوم حيث كان مولر وفوزي من مؤيدي دور الأمم المتحدة، بينما عارضه وهبي وعوض. في دفاعه عن أهمية الأمم المتحدة، قال مولر، "إن عمل الأمم المتحدة يمس كل شخص على هذا الكوكب - كل يوم ولكن معظمنا لا يعرف ذلك. يظهر ذلك العمل في علامات الطريق التي شاهدناها جميعا في طريقنا إلى قاعة المحاضرة مساء اليوم، وفي المبادئ التوجيهية الطبية التي يتم اجرائها للمريض قبل الدخول إلى حجرة العمليات وفي رموز الاتصال الدولية للهواتف التي نستخدمها جميعا، ومعايير الطعام الذي نأكله، وبناء قدرات البلدان النامية لتكون قادرة على التجارة بشكل أكثر فعالية، وفي إزالة الملايين من الألغام الأرضية للمساعدة في تطوير المجتمعات المحلية وفي توفير التطعيمات للملايين من الأطفال في مختلف أنحاء العالم والقائمة تطول."

كما أبرز فوزي، المناصر لأهمية الأمم المتحدة، كيف أن الأمم المتحدة هي عائلة من الوكالات والبرامج المكلفة بتخفيف معاناة الناس في كل مكان، قائلا، "إن الأمم المتحدة ليست فقط الجمعية العامة أو مجلس الأمن. فالأمم المتحدة قامت بتطوير قواعد ومعايير الحكم في جميع أنحاء العالم المتقدم."

وعلى الجانب الأخر أشار وهبي إلى إخفاقات الأمم المتحدة في عدد من المناسبات طوال تاريخها.

وقال، "منذ البداية، عانت الأمم المتحدة من البيروقراطية المتضخمة، وعدم الكفاءة في استخدام الموارد، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات كما أن المنظمة متهمة باللامبالاة تجاه الإبادة الجماعية. كانت الأمم المتحدة مجرد مشاهد في الأزمة في الصومال عام 1993 ومذابح رواندا عام 1994."

كما أشار عوض انه برغم الأهمية الكبرى للأمم المتحدة فهناك تساؤل ما إذا كان يمكن للأمم المتحدة أن تضمن لنا أن نعيش في عالم جيد، فبحكم التعريف يفترض في الأمم المتحدة أن توحد الأمم "ولكن هل نحن متحدون، كيف يمكن للدول التخلي عن الفيتو وصلاحيات كل دولة؟ نحن بحاجة إلى الدعوة لتطبيق حقيقي للأمم المتحدة، ينبغي أن يكون هناك إصلاح للمنظمة من الداخل، ولكن نأمل فقط أنه لن يكون متأخرا جدا. "

وأكد مولر إلى أن "بالرغم من إخفاقاتها - وسأكون أول من يقول أننا يجب  ألا نخفيها - لا تزال الأمم المتحدة ذات أهمية حتى اليوم. ففي عالم يزداد تعقيدا وترابطا، فإن منظمة الأمم المتحدة في الواقع سوف تصبح أكثر أهمية في المستقبل. ولكن فقط إذا تم منحها الدعم المناسب. وإذا تم السماح لها بالإصلاح وإعادة الهيكلة بحيث يمكن أن تصبح أفضل في التصدي للتحديات التي تهم كل فرد منا."

كما نوه مولر أننا بحاجة إلى العمل بشكل وثيق مع المجتمع المدني لدمج وجهات نظر الأفراد الذين نخدمهم. "نحن بحاجة إلى مواجهة التحديات بشكل أكثر شمولية من ذلك بكثير لنعالج المخاوف الأمنية، والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. سنتمكن من القيام بذلك من خلال جدول أعمال التنمية الجديد بعد عام 2015 وأهداف التنمية المستدامة التي سيتم اعتمادها في شهر سبتمبر. والأهم، فنحن بحاجة إلى الإصلاح المؤسسي أو إعادة هيكلة مجلس الأمن والمنظمة ككل لكي تكون عملية صنع القرار أكثر تمثيلا ، وأكثر شرعية وأكثر مصداقية.

وقال مولر، "تراكمت لدى الأمم المتحدة على مدار السنوات الخبرة والتجربة والتي ستمكنها من لعب دور عالمي أساسي إذا تمت الإصلاحات المناسبة. إن رأس المال البشري الذي يتواجد داخل المنظمة يعد فريدا من نوعه حقا. وكانت نادية التي نحن بصدد تكريمها اليوم مثالا ساطعا على ذلك. لدى الأمم المتحدة القدرة على أن تكون بمثابة جسر تشتد الحاجة إليها بين نماذج الحكم القديمة والجديدة، بالاعتماد على المعرفة والمهارات الفنية الموجودة داخل المنظمة وهو أمر حاسم لأننا ماضون في التحول على جميع المستويات. إذا أغلقنا الأمم المتحدة اليوم، سيتعين علينا إعادة اختراعها غدا. لا أستطيع تصور العالم الذي لا يحتاج الى طاولة موحدة نتمكن جميعا من الجلوس حولها للاتفاق على المستقبل الذي نريد تشكيله. ومن ثم علينا تنفيذ تلك الرؤية معا."

جدير بالذكر أن محاضرة نادية يونس التذكارية السنوية تستضيف الشخصيات الدولية البارزة في مجالات السياسة والعلاقات الدولية والشؤون الإنسانية للتحدث في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وقد ضمت قائمة المتحدثين في الأعوام الماضية كوفي عنان (2005)، الأمين العام السابق للأمم المتحدة؛ الدكتور برنار كوشنير (2006)، وزير خارجية فرنسا الأسبق وأحد مؤسسي منظمة أطباء بلا حدود؛ ماري روبنسون (2007)، الرئيس السابق لإيرلندا وأول امرأة تتولي هذا المنصب؛ الدكتور غرو هارلم برونتلاند (2012)، رئيس الوزراء السابق للنرويج، والمدير العام السابق لمنظمة الصحة العالمية ومؤسس حركة الاستدامة؛ نبيل العربي (2013)، الأمين العام لجامعة الدول العربية؛ ونبيل فهمي (2014)، وزير الخارجية المصري السابق وعميد كلية الشؤون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. 

خلفية عامة

الجامعة الأميركية بالقاهرة

تأسست الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1919، وهي مؤسسة تعليمية أمريكية رائدة توفر تعليماً متميزاً باللغة الإنجليزية، وهي مركز الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية في العالم العربي. تعتبر الجامعة ملتقى لثقافات العالم ومنتدى للنقاش ومد أواصر التفاهم بين مختلف الثقافات وذلك لتنوع ثقافات الطلاب، والآباء، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين، وأعضاء مجلس الأوصياء، والخريجين، وداعميها الكرام والذين ينتمون لأكثر من 60 دولة حول العالم.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن