رئيس مجموعة موانئ دبي العالمية يشارك في المؤتمر الآسيوي للخدمات اللوجستية والنقل البحري في هونغ كونغ

أكد سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "موانئ دبي العالمية"، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، على التزام المجموعة بدعم مبادرة "حزام واحد طريق واحد" التي تعتبر من أبرز مشاريع تطوير التجارة في القرن الـ21، والتي ستشكل المنصة العالمية الأكبر للتعاون التجاري الإقليمي وستحدث تحوّلا جذريا في اقتصادات الدول الواقعة على امتداد طريق الحرير القديم خلال العقود القليلة القادمة.
جاء ذلك خلال مشاركته كمتحدث رئيسي في جلسة حوارية بعنوان: "المبادرات الضخمة للصين: أين توجد الفرص؟" في المؤتمر الآسيوي للخدمات اللوجستية والنقل البحري في هونغ كونغ مؤخرا، حيث سلط الضوء على الإمكانيات الهائلة التي تنطوي عليها المبادرة الصينية الطموحة والعناصر الرئيسية الثلاثة لإنجاحها، مشيرا إلى أن دولة الإمارات كانت من أوائل الدول المؤيدة لها من خلال انضمامها كعضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية والذي سيلعب دورا رئيسيا في المشاريع المستقبلية القائمة على هذه المبادرة.
وأوضح أن أهمية دور دولة الإمارات بشكل عام و دبي بشكل خاص في تنفيذ المبادرة، تنبع من موقعها الاستراتيجي، ومن كونها مركزاً مالياً وتجارياً عالميا، إضافة إلى تمتعها ببنى تحتية فائقة التطور في مجال النقل والخدمات اللوجستية وتبنيها الابتكار في تطوير الحلول التجارية الذكية، ما أكسبها خبرات متراكمة تحرص موانئ دبي العالمية كونها محفزا رائدا للتجارة العالمية وسفيرا تجاريا لدولة الإمارات، على تصديرها وتوظيفها في تمكين النمو الاقتصادي للدول الصديقة على امتداد شبكة أعمالها العالمية التي تضم 77 محطة برية وبحرية في 40 بلدا، وذلك انطلاقا من توجيهات القيادة الرشيدة بتوثيق العلاقات الاقتصادية مع مختلف دول العالم والاهتمام بريط طرق وممرات التجارة العالمية من خلال التعاون والتنسيق مع الشركاء التجاريين للدولة.
وقال بن سليم:"إننا نؤمن بمبادرة ’حزام واحد طريق واحد‘ التي أطلقتها الصين، الشريك التجاري الأول لدبي منذ عام 2014 وثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات منذ عام 2011، ونرى بأنها تنطوي على إمكانيات كبيرة. ولضمان نجاح المبادرة، من المهم التركيز على جوانب التمويل والتعاون السياسي والابتكار. علاوة على ذلك، فإن المصادر المالية المطلوبة لتطوير الطرق التجارية لمبادرة ’حزام واحد طريق واحد‘ ضخمة للغاية إذ تتراوح بين إثنين إلى ثلاثة تريليونات دولار سنوياً بحسب التقديرات. وفي حين تم إنشاء المؤسسات المالية المدعومة من قبل الحكومة، إلا أن هناك حاجة ماسة إلى ردم الفجوة بين التمويل العام والخاص. وفي نفس الوقت، فإن التعاون السياسي يعتبر عنصراً رئيسياً لتحقيق المواءمة بين الإجراءات الجمركية، وتطوير قنوات ربط متعددة الوسائط، والتخلص من التعقيدات الموجودة في سلسلة التوريد العالمية من خلال تبني سياسات وإجراءات تعزز التجارة والاستثمارات العابرة للحدود وتضمن الانتقال السلس للبضائع".
ويشار إلى أن موانئ دبي العالمية تتمتع بخبرات واسعة في الأسواق الواقعة على امتداد منطقة مبادرة "حزام واحد طريق واحد" من خلال تواجدها وانتشار أعمالها في جنوب آسيا، والصين، وباكستان، والهند، وكازاخستان، وصولاً إلى أوروبا، ما يجعل منها جهة "مصدّرة للمعرفة" نتيجة للرؤى الفريدة التي تتمتع بها في مجال التحفيز الناجح للتجارة والقائم على الابتكار.
وأضاف رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "موانئ دبي العالمية: "يعد مشروع ’حزام واحد طريق واحد‘ مبادرة عالمية سنستفيد منها جميعاً بالنظر إلى الفرص الهائلة غير المحدودة التي تقدمها في حال تم تنفيذها بالطريقة الصحيحة. إن إعادة افتتاح طريق الحرير التجاري التاريخي القديم يتطلب الكثير من الأفكار الخلاقة وجهود ريادة الأعمال وذهناً متفتحاً على جميع التحولات في أنماط وأساليب العمل التقليدية. من شأن الحلول الذكية المبتكرة لتحفيز التجارة أن تسهم في توسيع آفاق ما هو ممكن التحقيق.
" إننا في موانئ دبي العالمية نسعى إلى قيادة مستقبل التجارة العالمية من خلال جعلها أكثر ذكاءً، ولهذا نعمل على استكشاف ورصد التكنولوجيا والابتكارات المدمرة. نبحث اليوم إمكانية استخدام تقنيات ’هايبرلوب‘ لتوصيل البضائع بسرعات خيالية، وقد عقدنا مؤخرا اتفاقاً مع شركة "هايبرلوب" لدراسة جدوى استخدام التقنية لنقل الحاويات مباشرة من الباخره الراسية في ميناء جبل علي إلى ميناء جاف في المنطقة اللوجستية على بعد 29 كيلومترا من الميناء، وكنا من أوائل الشركات التي فكرت في الاستثمار في استكمال أبحاث تطوير هذه التقنية ونحن من أكبر المستثمرين حتى تاريخه في شركة "هايبرلوب وان" الأمريكية".
واختتم بن سليم قائلا:"إننا نتطلع قدماً إلى العمل مع الصين ومع الاقتصادات العالمية وتوظيف خبراتنا المتراكمة وحلولنا الذكية لتحقيق أهداف هذه المبادرة الطموحة. وفي هذا السياق لا بد لنا من الإشارة إلى أن الصين ودولة الإمارات العربية المتحدة شركاء في هذه الرحلة، فنحن موجودون على نفس ’الحزام والطريق"".
وقام رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "موانئ دبي العالمية خلال زيارته إلى هونغ كونغ بالالتقاء بعدد من المسؤولين الحكوميين الصينيين ومن ضمنهم كاري لام السكرتير العام للإدارة في حكومة هونغ كونغ، ومارغريت فونغ شون-مان المدير التنفيذي لمجلس تنمية تجارة هونغ كونغ.