رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية يسلّط الضوء في القمة العالمية للحكومات على تأثير الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق القيمة للتجارة حول العالم

شدد سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "موانىء دبي العالمية"، المحفز الرائد للتجارة العالمية، على أهمية الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص في دفع نمو الاقتصادات الإفريقية على المدى الطويل وتحويلها إلى قوى اقتصادية فاعلة.
جاء ذلك خلال مشاركة بن سليم في حلقة نقاش جمعت بينه وبين الرئيس السنغالي ماكي سال في اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي، تناولت كيفية مساهمة الشراكات على المدى الطويل بين الحكومات والقطاع الخاص في مساعدة السنغال ودول أفريقية أخرى على تطوير اقتصاداتها في ضوء نتائج دراسة حالة عن تأثير موانئ دبي العالمية على التجارة في السنغال من خلال دورها في إدارة وتطوير ميناء داكار.
واستعرض رئيس مجلس إدارة المجموعة خلال الجلسة الحوارية الأرقام الواردة في الدراسة التي أجرتها بالإشتراك مع مؤسسة "إرنست أند يونغ" (إي واي) وبينت أن نشاطات موانئ دبي العالمية ساهمت بدعم نحو 31 ألف مواطن سنغالي، فيما شهدت القيمة الإجمالية لواردات وصادرات داكار زيادة بنسبة 63 في المائة بين عامي 2010 و 2015 نتيجة للاستثمارات في مجال البنية التحتية. وأظهرت بيانات أخرى ما يلي:
- نمو بنسبة 10 في المائة في مساهمات الناتج المحلي الإجمالي السنوية منذ عام 2010.
- زيادة بنسبة 89 في المائة في الضرائب التي دفعتها "موانئ دبي العالمية" أي ما يعادل رواتب 11،500 مدرّس في البلاد
- المساهمة في خلق 4،900 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ومتفرّعة في داكار. وتساهم كل فرصة عمل مباشرة بدعم 7 فرص عمل غير مباشرة ومتفرعة في مكان آخر من المدينة
- كيفية مساهمة الميناء في مضاعفة متوسط عدد تحرك السفن في الساعة، وتخفيض متوسط وقت حركة الشاحنات من 2،5 ساعة إلى أقل من 30 دقيقة، ومضاعفة أحجام مناولة الحاويات من 270،000 حاوية نمطية في عام 2008 إلى 540،000 حاوية نمطية في عام 2016
- التحسين المستمر في الكفاءة التشغيلية للميناء ما أدى إلى زيادة حصته من التجارة العابرة - إلى مالي على سبيل المثال- من 20 في المائة إلى 90 المائة في عام 2015
ويستعرض تقرير "موانئ دبي العالمية" الفوائد التي حققتها محطة "موانىء دبي العالمية – داكار" للاقتصاد الوطني السنغالي، إلى جانب مساهمتها في دعم "خطة السنغال الناشئة" التي أطلقتها الحكومة.
وخلال النقاش مع الرئيس ماكي سال، سلّط بن سليم الضوء، من خلال تجربة موانئ دبي العالمية، على كيفية مساهمة حلول التجارة الذكية التي توفرها المجموعة عبر محفظة أعمالها العالمية التي تضم 77 محطة برية وبحرية في أكثر من 40 بلدا، في دعم التنوع الاقتصادي والنمو المستدام والازدهار.
وقال سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "موانئ دبي العالمية":
"إننا من أشد الداعمين للشراكات القوية ونؤمن بتأثيرها في تحقيق المصلحة للجميع. وقد حرصنا على الدخول في شراكات ناجحة مع الحكومات حول العالم لتعزيز سرعة وقيمة التجارة وجعلها أكثر أمنا وكفاءة. ويؤثر هذا الأمر بشكل مباشر على تنمية المجتمعات والاقتصادات المحلية، كما يساهم في ربطها بالأسواق العالمية.
"يمكن للشراكات طويلة الأمد بين القطاعين العام والخاص أن تساعد في تحويل السنغال والدول الأفريقية الأخرى الى قوى اقتصادية على المدى الطويل. ويشكّل الميناء التابع لمحفظتنا في داكار أكبر دليل على ذلك. فقد ساهمت "موانئ دبي العالمية – داكار" بشكل فعال في مضاعفة إنتاجية الأرصفة، وتخفيض وقت حركة الشاحنات وخلق الكثير من فرص العمل الجديدة، وبالتالي تمكين التجارة وتيسير نقل الموارد بكفاءة عالية ودعم تنويع الاقتصادات من خلال تقليل الإعتماد على الزراعة والنفط والغاز والتوجه بشكل أكبر نحو مزيد من التصنيع والصناعة والخدمات".
وأضاف بن سليم:"هذه بعض الدروس التي استخلصناها من خلال عملنا في دبي وعبر العالم. ويشكل ميناء جبل علي الرائد والمنطقة الحرة مثالاً كلاسيكياً على كيفية الجمع بين وسائل الربط المناسبة والنقل متعدد الوسائط والتكنولوجيا الرقمية الذكية لتحسين بيئة الأعمال. كما تشكّل محطاتنا في ميناء "لندن غيتواي" في المملكة المتحدة و محطة "موانئ دبي العالمية -كوسيدو" في جمهورية الدومينيكان أمثلة أخرى على نموذج العمل الناجح هذا.
"سنواصل العمل عن كثب مع حكومة السنغال لتعزيز سمعة البلاد كبوابة تجارية رئيسية الى أفريقيا ودعم خطط الرئيس لتطوير اقتصاد بلاده، ونتطلع قدما إلى تحقيق المزيد من النجاحات معا في السنوات المقبلة."
ونوه بن سليم بأهمية القمة العالمية للحكومات في تعزيز الشراكات الدولية بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، بتحويلها إلى مؤسسة عالمية تعمل على مدار العام لانتاج المعرفة التي تحتاجها حكومات المستقبل، واطلاق التقارير والابحاث والمؤشرات التنموية، والعمل يداً بيد مع شركاء حول العالم. وشدد على أن هذا يصب في صميم دور الدولة العالمي انسجاما مع رؤية الإمارات 2021 وخطة دبي 2021 ويبرز مكانة الامارات ومساهماتها الفعالة في بناء عالم أكثر ازدهارا وسلاما وسعادة قائم على المعرفة والمهارات والابتكار وتبادل الخبرات.
وقال أنه انطلاقا من هذه الرؤية تحرص موانئ دبي العالمية على أن تكون في طليعة مصدري الابتكار و المعرفة من خلال استشراف المستقبل وتبني الابتكار لتحقيق القيمة على امتداد طرق التجارة العالمية ودفع النمو الاقتصادي والرخاء، وبناء على ذلك اقترحت "موانئ دبي العالمية" خطة مدروسة لبناء ميناء متعدد الأغراض في داكار ومنطقة إقتصادية ولوجستية بالقرب من مطار "بليز دياغني "الدولي. وسيسمح هذا الميناء بمناولة البضائع وتعزيز الحركة الحرة للسلع بهدف دعم التنوع الاقتصادي في البلاد، وزيادة صادرات الموارد غير الطبيعية. ومن المتوقع أن تتحول هذه المنطقة إلى واحدة من المناطق الحرة الأكثر تقدما وتنظيما في أفريقيا والعالم، باستخدام أحدث المعدات والتكنولوجيا المتطورة.
كما تتعاون "موانئ دبي العالمية" من خلال برنامجه العالمي للتعليم مع المدارس المحلية لتثقيف الطلاب وتعريفهم بالقطاع البحري والتجارة والخدمات اللوجستية والخيارات المهنية المرتبطة به. ويغطي البرنامج ست قارات، ويهدف للوصول إلى 34،000 طالب بحلول عام 2020. كما ساهمت الشركة أيضا بدعم بناء حضانة في قرية "إمبام" خارج داكار لمصلحة المجتمع المحلي.