خلال منتدى صناعة الإعلام بجامعة نورثويسترن خبراء الإعلام يناقشون تغطية وسائل الإعلام الدولية لحصار قطر

 25 أكتوبر 2017:

أدى الحصار الذي فرضته دول الجوار على قطر إلى تداعيات كبيرة أثرت في ثقة الناس بوسائل الإعلام وأبرزت الدور الخطير للأخبار المفبركة في صياغة الخطاب السياسي وتشكيل الرأي العام.

كانت هذه بعض النتائج التي خلُصَ إليها منتدى صناعة الإعلام الذي عقدته جامعة نورثويسترن في قطر مؤخرًا.

أُقيمَ المؤتمر تحت عنوان "وسائل الإعلام الدولية والحصار" بمشاركة مجموعة من خبراء الإعلام لتقييم التغطية الدولية لأخبار الحصار ودور وسائل الإعلام في عصر الأخبار المفبركة الذي نعيشه الآن.

وفي كلمته الافتتاحية، قال إيفيرت دينيس، عميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي:

"في الخامس من يونيو، شهد الوضع الجيوساسي في منطقة الخليج حدثًا بالغ الأهمية، ونحن هنا في منتدى صناعة الإعلام لتقييم الوضع الحالي ومناقشة كيفية تعاطي وسائل الإعلام الدولية لقضية الحصار، وإلى أي اتجاه تمضي".

شملت قائمة المتحدثين في المنتدى كلًا من فيصل عبد الحميد المضاحكة، رئيس تحرير جريدة الجلف تايمز القطرية، وبورزو داراجاهي، مراسل بازفيد في الشرق الأوسط، وفيفيان والت، مراسلة أجنبية في مجلة التايمز، وأدارت النقاش البروفيسورة بانو أكدنيزلي من جامعة نورثويسترن في قطر.

وتطرق المتحدثون في البداية للتحديات التي تواجهها وسائل الإعلام عند تغطيتها أخبار الحصار، وأشاروا إلى أن معظم وسائل الأعلام الأمريكية لا تتناول أزمة الحصار إلا من خلال منظور البيت الأبيض وإدارة ترامب، حيث أوضحت فيفيان والت، مراسلة مجلة التايمز أن وسائل الإعلام الأمريكية تنقل أخبار أزمة الخليج عندما يأتي ذكرها على لسان ترامب، وبالتالي تأتي التغطية الصحفية لتعبر عن جانب واحد فقط وهو منظور السياسة الخارجية الأمريكية للأزمة. 

كما ناقش الضيوف ما إذا كان يقع على وسائل الإعلام، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، مسؤولية للمساعدة في تحسين مستوى التواصل بين الأطراف المتخاصمة في أزمة الحصار. وفي هذا الصدد، أوضح بورزو دراجاهي أنه من الأفضل أن تتحلي المنصات الرقمية بمزيد من المسؤولية، سواء كان ذلك على المستوى المدني أو الحكومي أو المؤسسي أو أي مستوى آخر، مشيرًا إلى أن هناك دائمًا قدر من المسؤولية ينبغي التحلي به.

وعلى صعيد متصل، أشارت مديرة النقاش البروفيسورة بانو أكدنيزلي إلى نتائج الدراسة البحثية الأخيرة التي أجرتها جامعة نورثويسترن في قطر في 7 دول عربية حول أنماط الاستهلاك الإعلامي في الشرق الأوسط، موضحة أن ثلثي المشاركين في الدراسة أعربوا عن ثقتهم في وسائل الإعلام في بلدانهم ولكنهم في الوقت نفسه أفادوا بوجود تحيّز في التغطية الإعلامية لقضية الحصار من دول أخرى في مجلس التعاون الخليجي.

وفي سياق الحديث عن نتائج الدراسة، وجِهَت أسئلة للمتحدثين عما إذا كان هذا التحيز من شأنه أن يقلل من ثقة المتابعين في وسائل الإعلام بالمنطقة، وهو ما أجاب عليه فيصل عبد الحميد المضاحكة بأن الثقة في وسائل الإعلام قد انخفضت، وألقى باللوم على الصحف الوطنية على وجه الخصوص لاقتصار تركيزها على الأخبار الإيجابية فقط، موضحًا أن قرّاءها سيستفيدون أكثر لو ألقت هذه الصحف الضوء على كيفية تكيّف الأفراد والمؤسسات في الدولة مع الحصار المفروض عليها.

 وحول مطالبة دول الحصار بإغلاق شبكة قنوات الجزيرة، علق المضاحكة: "الجزيرة لن تُغلَق أبدًا. هي قوة ناعمة، إغلاقها يعني إغلاق قطر".

يُشار إلى منتدى صناعة الأعلام أطلقته جامعة نورثويسترن في قطر عام 2012، وتنظمه الجامعة مرتين سنويًا بمشاركة خبراء وأكاديمين وصناع قرار لتبادل الأفكار والرؤى حول موضوعات بالغة الأهمية في قطاع الإعلام والاتصال في قطر. ومن الموضوعات التي ناقشها المنتدى في نسخ سابقة التنافس الإعلامي في العالم العربي وصناعة محتوى إعلامي يرتبط بالمنطقة.