خبير معلوماتي: على الشركات والمؤسسات في الأردن أن تستعد لازدهار الاتصالات الموحدة

أكد تقرير صادر عن شركة إنستات في بداية العام الجاري أن تطبيق تكنولوجيا الاتصالات الموحدة يمر بمرحلة هامة من الازدهار والانتعاش، وتوقع التقرير نمو إنفاق المكاتب الصغيرة على الاتصالات الهاتفية ببروتوكول الإنترنت بنسبة 83 في المائة في عام 2011. ويتمثل الاتجاه الحالي في الانتقال من الاتصالات الموحدة المعتمدة على المنشآت إلى التكنولوجيا المستضافة في الشبكات السحابية، حيث أدرك العملاء والمستخدمون المزايا، وأصبحت التكنولوجيا متاحة للجميع بتكلفة معقولة مع إمكانية التوسع حسب الاحتياجات المستقبلية. وتوقعت الأبحاث التي أجرتها شركة فروست آند ساليفان في العام الماضي أن يصل حجم سوق الاتصالات الموحدة في الشرق الأوسط إلى 235 مليون دولار أمريكي قبل عام 2014.
وقال مانو بوناسي، المدير الإقليمي للمبيعات عن منطقة وسط أوربا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة بروكيد للاتصالات أن الاتصالات الموحدة تتيح للشركات مزايا كانت تعد منذ سنوات قليلة خلت تعد من أحلام الخيال العلمي، مثل مؤتمرات الفيديو عالية التحديد بدون انقطاع والتعاون الجماعي اللحظي بين موظفين من أماكن نائية في مدن ودول وقارات متباعدة، وتضاهي هذه الثورة في أسلوب العمل التحولات التي أحدثها البريد الإلكتروني إن لم تكن تفوقه بالفعل. وقد حققت الاتصالات الموحدة قيمة هائلة للشركات سواء كانت شركات صغيرة أو مؤسسات عالمية عملاقة في ثلاثة مجالات هي زيادة إنتاجية القوة العاملة وتحسين التفاعل بين العملاء والموظفين وتخفيض التكاليف من خلال تقليل السفر.
لن تتحقق هذه المزايا مع ذلك إلا إذا كانت الاتصالات مقترنة بالكفاءة والحماية وجودة الخدمة الدائمة التي لا تنقطع والتوافق مع أجهزة بروتوكول الإنترنت والفيديو وتطبيقات الوسائط المتعددة المكتبية المندمجة. فلن يقبل المستخدمون فترات البطء الممتدة أو حزم البيانات المفقودة أو انقطاع الخدمة أو توقفها، كما كانوا يتساهلون فيها في ظل وسائل وطرق الاتصالات التقليدية. ولأن نقل الفيديو والصوت يستهلك كمية كبيرة من البيانات، تتزايد الضغط والأعباء بمعدلات فائقة على الشبكات لدعم هذه الخدمات.
هذه النتائج ليست مدهشة، حيث تواجه الشركات والمؤسسات في الأردن التي تسعى لتطبيق خدمات الاتصالات الموحدة تحديات عديدة مرتبطة بالبنية التحتية. حيث يجب على الشبكة أن تتعامل مع متطلبات السرعة الصارمة في المكالمات متعددة الأطراف بالصوت والفيديو، كما يجب أن تدعم البنية التحتية توصيل الطاقة لهواتف بروتوكول الإنترنت وغيرها من أجهزة الاتصالات الموحدة. ولم يعد انقطاع الخدمة أو توقفها ولو لفترة قصيرة أمرًا مقبولا أو مسموحا به بعد أن غدت الاتصالات حيوية لاستمرار عمل الشركات، ومن ثم يتعين أن تكون الشبكات قادرة على ضمان أقصى مستويات التشغيل الدائم المتاح باستمرار، وبالمثل يشكل الأمن والحماية هاجسًا كبيرا يشغل المستخدمين، لهذا ينبغي حماية اتصالات الصوت والفيديو عبر بروتوكول الإنترنت من التهديدات والأخطار المتربصة، مع ضرورة وجود القدرة على العمل عبر برامج الحواجز النارية. وإذا تركت هذه العوامل بدون فحص أو استعداد، فسيكون لها تأثير سلبي كبير على نجاح الاتصالات الموحدة وتجربة المستخدم النهائي.
يتطلب تقديم حلول الاتصالات الصوتية والموحدة أكثر من مجرد توفير التوصيلات الأساسية في الشبكة، حيث يستلزم الأمر مجموعة كاملة من أجهزة السويتشات والرواتر التي تساعد المؤسسات على تنفيذ هذه الخدمات مع الاستفادة من البنية التحتية الحالية للشبكة.
هذه المتطلبات الخاصة بالبنية التحتية كلها ضرورية لإنشاء شبكة اتصالات موحدة عالية كفاءة، وخلال الشهور القليلة المقبلة، سنشهد المزيد من مراكز البيانات التي تقوم بترقية شبكاتها ومرافقها بحيث يمكنها الاستفادة من الأسواق الناشئة للاتصالات الموحدة وخدمات الاتصالات الصوتية المعتمدة على بروتوكول الإنترنت. ورغم ذلك من الضروري التأكيد على أن هذه التقنيات ليست وثيقة الصلة فحسب بالاتصالات الموحدة وخدمات نقل الصوت عبر الإنترنت، لكنها تشكل وحدات البناء للجيل الجديد من مراكز البيانات.
تقنيات مثل الإيثرنت النسيجية Ethernet Fabric أساسية ليس فقط للاتصالات الموحدة ونقل الصوت عبر الإنترنت، بل أيضا لتلبية المتطلبات اليومية لمراكز البيانات الافتراضية بالكامل في المستقبل. وبصفة عامة، تمثل الإيثرنت النسيجية نقلة من التصميم الهرمي المفكك إلى التصميم المسطح الأكثر مرونة. على سبيل المثال:
تجعل المزايا الرئيسية مثل الهيكل المنطقي والذكاء الموزع وميكنة نقل بيانات المنافذ من الإيثرنت النسيجية أكثر ملاءمة للعمل في مراكز البيانات التي تعتمد على النظم الافتراضية بكثافة لدعم أساليب مثل تنقل الآلات الافتراضية داخل بنية الشبكة وعبر مراكز البيانات وتوفير المرونة وقوة التحمل اللازمة لتشغيل تطبيقات مثل الاتصالات الموحدة.
- تبسط الإيثرنت النسيجية تصميم وإدارة الشبكة مما يساعد على مواجهة التعقيد المتنامي في تكنولوجيا المعلومات ومراكز البيانات في الوقت الحالي
تقدم الإيثرنت النسيجية التقنية الفاعلة لدمج شبكات التخزين والبيانات إذا اختار العملاء الانتقال إلى هذه البنية المزدوجة.
بالنسبة للشركات، تتمثل مزايا هذه التكنولوجيا في ناحيتين: تقنية وتجارية. فمن خلال تفعيل مركز البيانات الافتراضي، تضمن الإيثرنت النسيجية إتاحة دائمة للاتصالات وتبسط من إدارة الشبكة، الأمر الذي يزيد من إنتاجية المستخدم النهائي ويقلل من تكاليف التشغيل، وهو يمثل حلا مثاليا للاتصالات الموحدة.
فيما يتعلق بمركز البيانات، مثلما أحدثت المحاكاة والنظم الافتراضية ثورة في الحوسبة، أحدثت الإيثرنت النسيجية كذلك ثورة في الشبكات. وبمرور الوقت، ومثل تطور أجهزة الووكمان إلى الآيبود وتطور أجهزة تشغيل الفيديو إلى أقراص البلوراي، تطورت شبكات الإيثرنت إلى الإيثرنت النسيجية (Ethernet fabrics) التي تمثل الخطوة التالية في تطور حلول الإيثرنت، المصممة خصيصا لدعم الخدمات عالية السعة مثل الاتصالات الموحدة والجيل الجديد من مراكز البيانات في المستقبل.
خلفية عامة
بروكيد
توفر "بروكيد" حلول شبكات مبتكرة تساعد المنظمات على العبور بسلاسة إلى عالم الواقع الافتراضي حيث يمكن للتطبيقات والمعلومات أن تتواجد في أي مكان، وتقوم هذه الحلول بتوفير قدرات فريدة من نوعها لبنية تكنولوجية تحتية أكثر مرونة مع بساطة لا مثيل لها، وتواصل مستمر، وتحسين للتطبيقات، وحماية للاستثمار.