خبيرة التواصل الإعلامي السياسي: خطاب أوباما حول حالة الإتحاد يظهر أن الولايات المتحدة مهتمة بالوضع الداخلي لا بالشؤون الخارجية

ترى خبيرة التواصل الإعلامي السياسي بيتي وينفيلد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أشار في خطابه حول حالة الاتحاد إلى "أنه سيركز اهتمامه على المشاكل الداخلية بدلا من الشؤون الخارجية خلال هذا الموسم الانتخابي." وقد عبرت وينفيلد عن هذه الرؤية خلال مشاركتها اليوم في مناقشة مع طلاب الصحافة والتواصل الإعلامي في جامعة نورثويسترن في قطر.
وتضيف وينفيلد – أستاذة فخرية من الدرجة الرفيعة في جامعة ميسوري بكولومبيا، ولها كتابات عديدة في قضايا منها تاريخ وسائل الإعلام، وإعلام البيت الأبيض، والعلاقات بين الرؤساء الأميركيين والسيدات الأول ووسائل الإعلام: "الشعب الأميركي أقل انشغالا بقضايا الشؤون الخارجية في هذا العام الانتخابي، وهو مهتم أكثر بشأن الاقتصاد الأميركي المنهك. وقد ركز الرئيس على هذه القضايا الليلة الماضية، وخصص وقتا ضئيلا جدا لمناقشة السياسة الخارجية. إذا لم يخرج الوضع في سوريا عن السيطرة، وإذا لم يطرأ أي صراع أو قلاقل خطيرة، فلا تنتظروا من الرئيس وخصومه الجمهوريين في هذا الموسم الانتخابي غير التركيز على الاقتصاد والقضايا المحلية الأخرى."
وقد التقت وينفيلد اليوم مع طلاب الإعلام في مادة السياسة الأميركية للبروفيسور شون بيرنز لمناقشة هذه القضية الراهنة، تحت عنوان: "مخاطبة الرأي العام: فهم الرسالة التي ضمنها الرئيس في خطاب حالة الاتحاد". واستعرضت وينفيلد في محاضرتها التكتيكات السياسية التي استخدمها الرئيس أوباما في كلمته إلى الشعب الأميركي يوم أمس. وأكدت ان الخطاب الذي شكل حدثا إعلاميا ضخما شاهده أكثر من 40 مليون أميركي على الهواء أمس،قد قدم فرصة للرئيس أوباما لتلافي التأويلات الإعلامية وعرض أطروحاته مباشرة على الشعب.
بدا خطاب أوباما وكأنه يشير إلى حضور أميركي أقل قوة ووضوحا في الخارج، وإعادة توجيه للموارد نحو الإنفاق المحلي. وأوضحت وينفيلد أنه مع انتهاء الحرب الأمريكية رسميا في العراق، ذهب أوباما إلى ما هو أبعد من ذلك حيث ناقش تقليص حجم الجيش الأمريكي، من أجل توفير أموال لمشاريع البنية التحتية والتنمية التي تحتاجها الولايات المتحدة بشدة.
أشارت وينفيلد أيضا إلى أن الخوف غالبا ما يلعب دورا هاما في السياسة الرئاسية الأميركية. ففي آخر دورة انتخابية، واجه أوباما – حينما كان أول إفريقي أميركي يرشحه حزب كبير للانتخابات الرئاسية – مخاوف من قبل بعض الأميركيين من أنه كان "غريبا" لا يمكن الوثوق به. أما الآن فيبدو الأميركيون أكثر خوفا على وظائفهم وعيشهم ورخائهم.
وقال عميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي إيفريت إي دينيس: "كصحفية وخبيرة مرموقة في تاريخ وسائل الإعلام، تمثل الأستاذة بيتي ينفيلد مصدرا ممتازا لطلابنا في فهم العلاقة المعقدة بين وسائل الإعلام والسياسة. هدفنا من جلب مثل هؤلاء المتحدثين البارزين من مختلف التخصصات الأكاديمية إلى جامعة نورثويسترن-قطر هو أن نعزز تعليم طلابنا بتمكينهم من الجلوس مع كبار المفكرين من مختلف أنحاء العالم".
خلفية عامة
جامعة نورثوسترن في قطر
تأسست جامعة نورثوسترن في قطر في عام 2008 عن طريق المؤسسة الأم جامعة نورثويسترن في مدينة إيفانستون بولاية إلينوي ،بالولايات المتحدة الأمريكية بالشراكة مع مؤسسة قطر. وتستند جامعة نورثويسترن في قطر إلى 150 عاماً من التفوق والإبداع في جامعة نورثويسترن لتعليم الطلاب وإعدادهم للإسهام في تشكيل صناعة الإعلام العالمية سريعة التطور سواء في قطر أو في الشرق الأوسط أو في أي موقع آخر في العالم.
وتقدم جامعة نورثويسترن في قطر مناهج دراسية تقتدي بالبرامج الجامعية المبتكرة الخاصة بكلية التواصل الإعلامي وكلية ميديل للصحافة والإعلام والتواصل الإعلامي المندمج.