حين تسقط الحواجز يصبح التعاون جسرًا للمعرفة
في مؤسسة قطر، لا يُنظر إلى التعاون كخيار عرَضي، بل كجوهر العملية التعليمية برمّتها. ففي بيئة واسعة وديناميكية تشمل ميادين التعليم والبحوث وتنمية المجتمع، يجد المعلّمون أنفسهم أمام فرص فريدة للعمل والتعاون في مساقات ومؤسسات ومجالات متنوعة، بما يفضي إلى إثراء تجارب الطلاب وتوسيع آفاقهم المعرفية والمهاراتية.
ويكتسب هذا المفهوم، المتمثل في إعادة تعريف المشهد التعليمي التقليدي، أهميةً خاصة في أسبوع يُحتفى خلاله بيوم المعلّم العالمي – الوقت الأمثل لتقدير إخلاص المعلّمين وابتكارهم وأثرهم الذي يبقى عالقًا في ذاكرة الأجيال.
وبهذه المناسبة، سلّط وضاح العالم، معلّم الفيزياء في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، الضوء على الدور المركزي الذي يضطلع به التعاون في نهجه التدريسي، من خلال قوله: "بصفتي مُدرّسًا لمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، يُعدّ التعاون أمرًا بالغ الأهمية، فهو الجسر الذي يربط المقررات الدراسية ببعضها البعض. وأنا أتعاون مع مركز الابتكار في المدرسة، ومع زملائي من مُعلّمي الرياضيات والعلوم، بالإضافة إلى أقسام الفنون واللغة العربية والإنجليزية.
إنّ ما يميّز مؤسسة قطر هو منظومتها التعليمية المترابطة وبيئة الحرم الجامعي المفتوح التي تحتضن مختلف مؤسسات المدينة التعليمية، وهو ما عبر عنه وضاح بقوله: "نحن هنا جزء من كيان واحد، حيث يستطيع الطلاب أن يتنقّلوا بين مرافق المدينة التعليمية – من مكتبة قطر الوطنية إلى جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، وجامعة كارنيجي ميلون، إحدى الجامعات الدولية الشريكة للمؤسسة – ليجدوا في كل زاوية فرصة جديدة للنمو".
من جهتها، ترى مريم السليطي، مدير إدارة استقطاب وتطوير المواهب في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، أن التعاون ليس مجرّد مبادرة عابرة، بل هو ثقافة متجذّرة في مؤسسة قطر.
وقد أوضحت ذلك من خلال قولها: "التعاون هو سبيلنا الأمثل لسد الفجوة بين مهارات الطلاب، وهو ما نمارسه يوميًّا في مؤسسة قطر، إذ لا تعمل مدارسنا بمعزل عن بعضها البعض، بل تتكامل من خلال برامج تدريبية مشتركة ومبادرات جماعية وفرص مهنية مستمرة. كما أن هذه الجهود مدعومة برامج متنوعة ورؤية توحّد كافة مدارسنا تحت رسالة مؤسسة قطر."
يُعدّ معهد التطوير التربوي بمؤسسة قطر ركيزة أساسية في منظومة التعاون الأكاديمي، إذ يؤدي دورًا محوريًا في دعم النمو المهني للمعلمين.
ويوفّر المعهد فرصًا تدريبية منتظمة، يقودها معلمون خبراء من داخل المؤسسة أو خارجها، ما يسهم في تبادل فعّال للأفكار وتحسين جودة التعليم، ويضمن تزويد المعلمين بأحدث الأدوات والتوجّهات التربوية.
تُخصّص مدارس مؤسسة قطر وقتًا منتظمًا للنمو المهني والتعاون بين المعلمين، ومن أبرز الأمثلة على ذلك "اليوم المهني" الذي يُعقد كل ثلاثاء في مدارس البكالوريا الدولية، حيث يغادر الطلاب الصفوف مبكرًا لتوفير مساحة للمعلمين للمشاركة في جلسات تدريبية أو مبادرات تعاونية، أو ورشات عمل تربوية.
وفي الوقت نفسه، يجمع "منتدى التعليم والتعلّم"، التابع للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، معلمي مدارس مؤسسة قطر سنويًا لمدة يوم بأكمله، وذلك بهدف الاستفادة من خبرات بعضهم البعض وتبادل المعارف وتطوير مسيرتهم المهنية. والجدير بالذكر أن منتدى التعليم ما قبل الجامعي، الذي انعقد في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، أتاح للمشاركين تبادل أساليب التعليم المبتكرة وتعزيز التعاون بين المدارس والاحتفال بالإنجازات التي تحقق أهداف المؤسسة.
واختتمت مريم الحديث بقولها: "يركّز نموذج التعليم لدينا على العمل الجماعي والمعرفة المتبادلة".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.