حمد الطبية : ارتفاع ملحوظ في معدل الإصابات البليغة بسبب الدراجات الرباعية الدفع في قطر

أشار تقرير جديد صادر عن برنامج حمد للوقاية من الإصابات التابع لمركز حمد لإصابات الحوادث إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الأطفال والإناث الذين يتعرضون للإصابات أثناء استخدامهم الدراجات الرباعية الدفع (ATV)، حيث ارتفع معدل الإصابات البليغة الناجمة عن حوادث الدراجات رباعية الدفع بنسبة 42%، في حين زاد عدد الإصابات الناجمة عن هذه الحوادث بنسبة 92% بين الأطفال و 154% لفئة الإناث. واستناداً إلى التقرير المذكور، فقد سُجِّلت حالات لأطفال لا يتجاوز سنهم الستة عشر شهراً خضعوا للعلاج في مؤسسة حمد الطبية نتيجة الإصابات التي لحقت بهم جراء حوادث اصطدام الدراجات الرباعية الدفع. وذكر التقرير أيضاً أن الشباب الذكور ما دون سن الـ 22 عاماً يواجهون خطراً متزايداً في التعرض لإصابات بليغة.
يتضمن التقرير عرضاً مفصلاً للنتائج التي كشفت عنها دراسة بحثية شارك فيها 616 مريضاً تم علاجهم في مستشفى حمد العام ما بين عامي 2008 و2016 بسبب إصابتهم بجروح خلال استخدامهم أو ركوبهم الدراجات الرباعية الدفع. وبحسب ما جاء في التقرير، وقع أكثر من 75% من هذه الإصابات ما بين شهري ديسمبر ومارس في حين توفي 14 من أصل 616 مريضاً متأثرين بجروحهم.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور رفائيل كونسونجي، مدير برنامج حمد للوقاية من الإصابات التابع لمركز حمد لإصابات الحوادث والمعني بتوفير التوعية المجتمعية قائلاً: "يشهد مركز حمد لإصابات الحوادث خلال شهر ديسمبر زيادة في عدد المرضى المصابين بجروح خلال ركوبهم الدراجات الرباعية الدفع، بحيث أن معظم الضحايا هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و 29 سنة. وصحيح أن الذكور شكلوا العدد الأكبر من المصابين بمن فيهم العديد من الفتيان ما دون الثانية عشرة من العمر، وذلك استناداً إلى نتائج الدراسة التي امتدت لفترة تسع سنوات، إلا أننا بدأنا نلمس ارتفاعاً في نسبة الضحايا بين الإناث. "
وأوضح الدكتور كونسونجي أن الدراجات الرباعية الدفع مصممة لراكب واحد كما وأن تشغيل هذه المركبات بشكل آمن يقتضي من السائق أن يتحكّم بوزن الراكب، وأن يتمتع بما يكفي من القوة والتدريب والخبرة لقيادة الدراجة الرباعية الدفع بشكل آمن.
وأضاف الدكتور كونسونجي قائلاً :" في مختلف أنحاء العالم تطبق قوانين السلامة المتعلقة باستخدام الدراجات الرباعية الدفع بحيث أنها لا تحدد سناً قانونية لتشغيل تلك المركبات فحسب، بل تفرض أيضاً استخدام الألبسة الوقائية كالخوذات مثلاً. ينبغي على الأهل وأولياء الأمور ألّا يسمحوا لأطفالهم بقيادة أو ركوب الدراجات الرباعية الدفع حفاظاً على سلامة أبنائهم ".
وأشار د. كونسونجي بأنه على مدار الفترة التي استمرت خلالها الدراسة، تبين بأن 2،6% فقط من المرضى الذين خضعوا للعلاج كانوا يضعون الخوذة أو حزام الأمان وأكثر من 80% من الضحايا الذين توفوا متأثرين بجروحهم تعرضوا لإصابات دماغية. واستناداً إلى التقرير، كانت الإصابات في الرأس الأكثر شيوعاً تليها الكسور في الذراع والساق.
هذا وشدّد الدكتور كونسونجي على أهمية استخدام الألبسة الوقائية أثناء قيادة الدراجات الرباعية الدفع بالرغم من عدم توافر أي أنظمة تقضي باستخدامها. فالخوذات المزودة بأحزمة لتثبيتها والنظارات الوقائية أو الحماية الواقية للوجه قد برهنت قدرتها على الحد من خطورة الإصابات عند وقوع حادث اصطدام. ويُنصح أيضاً بارتداء حذاء يغطي الكاحل، وقفازين، وقميص ذي أكمام طويلة وسروال طويل لحماية الركبتين والكوعين من الجروح والخدوش. إلى ذلك، يوصى باختيار الدراجات الرباعية الدفع المزودة بأنظمة كاملة لتثبيت السائق، بما في ذلك أحزمة الأمان الخماسية أو السباعية النقاط (كتلك التي يستخدمها سائقو سيارات الفورمولا واحد) التي تثبّت على مستوى الفخذين والكتفين، لاسيما وأنه تبين بأن هذه الأحزمة تمنع انقذاف السائق من الدراجة الرباعية الدفع. وينصح أيضاً باختيار الدراجات الرباعية الدفع المزودة بقضبان مانعة للدحرجة التي تحمي السائق من ثقل الدراجة ومن وقع سقوطه على الأرض في حال وقوع أي حادث انقلاب.
وفي هذا الإطار، نشر برنامج حمد للوقاية من الحوادث عدداً من التوصيات لضمان تشغيل الدراجات الرباعية الدفع بشكل آمن ومنها:
توصية الأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام بمنع الأطفال ما دون سن الثانية عشرة من قيادة الدراجات الرباعية الدفع لأن حجمها وقوتها ووزنها يتطلب اتخاذ قرارات معقدة، وقدرة على ضبط النفس وقوة جسدية، وهي عناصر لا تتوفر لدى الأطفال . كما أن الدراجات الرباعية الدفع مصممة لمستخدم واحد فقط. فالقيادة الآمنة لهذه الدراجات تتطلب من السائق قدرة على تكييف وضعيته وتعديل وزنه لمواجهة التغيير المفاجئ في الاتجاه أو السرعة أو طبيعة الأرض التي يقود عليها الدراجة. إن ركوب هذه الدراجة مع أو بصفة راكب يضاعف من فرص حدوث اختلال في الوزن وعدم استقرار الدراجة، وهما من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى حوادث الاصطدام والانقلاب. وتطالب هذه التوصيات بالامتناع عن قيادة الدراجات الرباعية الدفع في حالات الضعف الإدراكي. فاستهلاك أي نوع من المواد التي يمكن أن تؤثر سلباً على الوقت اللازم لاستجابة السائق ورجاحة تفكيره، أو مجرد الشعور بالنعاس أو الدوار، من شأنه أن يجعل قيادة الدراجة الرباعية الدفع من الأمور غير الآمنة. وكذلك الامتناع عن قيادة الدراجة الرباعية الدفع في الليل أو على الطرقات العامة. فمعظم الدراجات الرباعية الدفع غير مزودة بمصابيح أمامية، كما أن عدم قدرة السائق على رؤية التضاريس الأرضية بشكل واضح أو عدم قدرة الآخرين على رؤيته تجعل الرحلات على متن هذا النوع من الدراجات أكثر خطورة. إلى ذلك، تم تزويد معظم هذه الدراجات بمحور ثابت للعجلات الخلفية ما يمنع العجلة الداخلية الخلفية من الدوران بحرية ويمكن أن يتسبب ذلك في إطلاق العزم بشكل مفاجئ وزيادة احتمال ترنح الدراجة وفقدان توازنها على الأسطح الصلبة.
كما يجب الامتناع عن القيام بألعاب بهلوانية مثيرة أثناء القيادة لأن معظم الاصابات هي ناجمة عن حوادث الاصطدام والانقلاب. ويمكن للحادث أن يكون ناجماً عن اصطدام الدراجة بأشياء ثابتة (مثل الجدران أو الأعمدة التي قد تظهر فجأة)، أو بدراجة رباعية الدفع أو بمركبات أخرى. ويكون الأطفال أكثر عرضة للإصابات خلال حوادث الاصطدام أو حوادث الانقلاب الأفقية في حين يُصاب البالغون بجروح في حوادث الانقلاب العكسية التي غالباً ما تقع عند صعود التلال أو الكثبان الرملية أو القيام بحركات بهلوانية أو مثيرة.
كما يجب الخضوع للتدريب لاستخدام الدراجات الرباعية الدفع بشكل آمن والحصول على شهادة في ذلك. فهذه الدراجات هي عبارة عن مركبات معقدة تتطلب الحصول على تعليمات رسمية و/ أو تدريبات خاصة ليتمكن السائق من تشغيلها بشكل آمن. حيث تفرض بعض الدول على سائقي هذه الدراجات الحصول على إجازة خاصة بقيادة الدراجات الرباعية الدفع يتم إصدارها بعد التأكد من كفاءة السائق في التعامل مع هذه الدراجات ومن سعة اطلاعه على تعليمات السلامة والمخاطر المتصلة باستخدام هذه الدراجات .
خلفية عامة
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.