جمارك دبي تحتفل باليوم العالمي للملكية الفكرية

أقامت جمارك دبي احتفالها السنوي باليوم العالمي للملكية الفكرية بحضور سعادة أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي، وممثلين عن الجهات والدوائر الحكومية، والشركاء الاستراتيجيين من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى المدارس الفائزة بجوائز مسابقة جمارك دبي للملكية الفكرية.
وقال سعادة أحمد محبوب مصبح: "لقد أولت جمارك دبي لحماية حقوق الملكية الفكرية اهتماماً كبيراً، انطلاقاً من كونها خط الحماية الأول للمجتمع، وحرصها على القيام بدورها الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال المساهمة الفاعلة في تطوير بيئة التجارة والاستثمار المحلية عبر مكافحة القرصنة والتقليد والغش التجاري، لضمان حقوق المنتجين والمبدعين مع المحافظة كذلك على حقوق المستهلكين وحمايتهم من أضرار السلع المقلدة".
وأضاف سعادته قائلاً: "السلع المقلدة تعد خطراً عاماً يهدد الاقتصاد العالمي على عدة مستويات، فهذه السلع تهبط بمستوى الجودة وتحرم المستهلكين بالتالي من الوصول إلى المنتجات التي تلبي المواصفات والمقاييس العالمية، مما يتسبب بتكبدهم خسائر ملموسة لا تقف عند حدود الخسارة المادية من استهلاك سلع محدودة الجودة، بل تتعدى ذلك إلى مخاطر صحية وبيئية من واجبنا جميعاً حماية المجتمع منها، كما أن ضمان التطور المتتابع لحركة الاقتصاد العالمي يتطلب ضمان وصول الحقوق إلى أصحابها من المنتجين والمبدعين الذين يستثمرون مواردهم في التطوير والإنتاج".
وأوضح سعادته أن جمارك دبي حققت في مسار التصدي لمحاولات تهريب السلع المتعدية على حقوق الملكية الفكرية إنجازات متتابعة، توجتها بوصول عدد ضبطيات التعدي على العلامات التجارية إلى 951 ضبطية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة ( 2011 – 2013 ) ، شملت نحو 23.5 مليون قطعة من مختلف المنتجات بقيمة 65.3 مليون درهم، مؤكداً مواصلة جمارك دبي - بالتعاون والتنسيق مع كافة الشركاء الاستراتيجيين من القطاعين العام والخاص - مكافحة هذه الظاهرة بقنوات متعددة، تشمل حملات التثقيف والتوعية لمختلف شرائح المجتمع بمخاطر استهلاك المواد المقلدة على الصحة والسلامة والاقتصاد، وكذلك صقل مهارات وقدرات موظفي الدائرة في التصدي لمحاولات تهريب المواد المقلدة في المنافذ الجمركية المختلفة، وتعزيز التعاون مع المنظمات العالمية والإقليمية ذات الصلة.
من جانبه قال السيد يوسف عزير مبارك، مدير إدارة حماية حقوق الملكية الفكرية في جمارك دبي، خلال كلمة ألقاها بهذه المناسبة: "يأتي الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية الذي يقام هذا العام تحت شعار "الأفلام – شغف عالميّ" ليعبر عن الاهتمام العالمي بحماية صناعة الأفلام من مخاطر القرصنة، فقد أصبحت بيئة الإبداع الفني لإنتاج الأفلام مهددة بعمليات القرصنة التي تستهدف هذه الصناعة، وغدت حقوق المنتجين وجهود المبدعين عرضة للسرقة بواسطة عمليات النسخ غير القانونية للأفلام وتوزيعها دون مراعاة لهذه الجهود، مما يجعلنا في جمارك دبي نتصدى بحزم لكافة محاولات تهريب الأفلام المقرصنة، انطلاقاً من حرصنا على حماية حقوق المنتجين ودعم بيئة الإبداع الفني".
وأوضح أن حماية الابتكار والتجديد والمحافظة على حقوق الرواد والمطورين أمر حيوي للنهوض بكافة أوجه النشاط الإنساني في أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وأن جمارك دبي لا تدخر وسعاً في الحفاظ على هذه الحقوق.
وأضاف يوسف عزير قائلاً: "نجحنا خلال الربع الأول من عام 2014 في إنجاز 65 ضبطية جمركية لهذه السلع شملت نحو 4.4 مليون قطعة لمنتجات استهلاكية متنوعة تصل قيمتها لنحو 6.7 مليون درهم، مقابل 59 ضبطية في الربع الأول من عام 2013 بقيمة 2.4 ملايين درهم للمنتجات المضبوطة".
وقال مدير إدارة حماية حقوق الملكية الفكرية في جمارك دبي: "لقد أولينا لتوعية المجتمع بحقوق الملكية الفكرية اهتماماً كبيراً من خلال إقامة أنشطة متعددة تشمل مختلف فئات المجتمع. وخلال العام 2013، قمنا بنشاط واسع في مجال التوعية والتثقيف، حيث تم تنظيم 4 ورش عمل للملكية الفكرية شارك فيها 110 شخصاً مختصاً، وجرى تقديم محاضرات توعوية في 11 مدرسة شملت مشاركة11 ألف و500 طالب وطالبةً، و10 محاضرات توعوية حول أساسيات الجمارك استفاد منها 226 موظف وموظفة، إلى جانب استمرار الدائرة في تنظيم المسابقة السنوية لجائزة جمارك دبي للملكية الفكرية للمدارس بهدف تعميق الوعي لدى الأجيال الجديدة بخطر السلع المقلدة".
وقام سعادة مدير جمارك دبي بتوزيع الجوائز على المدارس الفائزة بمسابقة جمارك دبي لحقوق الملكية الفكرية في دورتها الثامنة، حيث فازت مدرسة سلمى بنت قيس من دبا الفجيرة بالجائزة الأولى عن مشروعها المقدم للمسابقة بعنوان "سنبهر العالم"، وفازت بالجائزة الثانية مدرسة الحكمة الخاصة من عجمان عن مشروعها بعنوان "لعيون الوطن نبدع"، كما فازت مدرسة الخالدية النموذجية للتعليم الأساسي بالجائزة الثالثة عن مشروعها بعنوان "الأصلي أماني والتقليد دماري"، وتم تقديم تكريم خاص لمدارس ماريا القبطية للتعليم الثانوي من دبي، ودبي للتعليم الثانوي من دبي، ومدرسة محمد بن راشد النموذجية من دبي، وسكينة بنت الحسين من دبي، والسلام للتعليم الأساسي، لمشاركتها في المسابقة والمشاريع المتميزة للطلبة والطالبات بهذه المدارس.
كما قام سعادة أحمد محبوب مصبح بتوزيع جوائز التكريم على الشركاء الاستراتيجيين من الدوائر الحكومية ومؤسسي الملكية الفكرية فيها، حيث تم تكريم مؤسس الملكية الفكرية في المجلس الوطني للإعلام السيد جمعة عبيد الليم، وأفضل مفتش للملكية الفكرية في المجلس الوطني للإعلام السيد محمد راشد الخيال، ومؤسس الملكية الفكرية في غرفة دبي السيد أحمد علي صالح، ومؤسس الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد السيدة فاطمة الحوسني، ومؤسس الملكية الفكرية في الهيئة الاتحادية السيد ماجد عبيد السويدي.
وسلم سعادته جوائز التكريم كذلك للشركاء من مكاتب المحاماة، حيث حصل مكتب بيت الحكمة للاستشارات على التكريم الخاص
بمكتب المحاماة الأكثر تقديماً للشكاوى الخاصة بالتعدي على قضايا الملكية الفكرية لعام 2013-2014، وحصل مكتب سابا وشركاهم للملكية الفكرية على التكريم الخاص بمكتب المحاماة الأكثر قيداً للعلامات التجارية لعام 2013 – 2014، وحصلت مجموعة إل في إم إتش للأزياء على التكريم الخاص بمكتب تسجيل العلامات الأكثر تعاوناً مع جمارك دبي.
خلفية عامة
جمارك دبي
تُعد جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية، عُرفت سابقاً باسم "الفرضة" وهي كلمة عربية أصيلة، والفرضة من البحر أي محط السفن. ونظراً لعراقة الجمارك، أطلق عليها البعض "أم الدوائر"، خاصة وأن العديد من الدوائر الحكومية الراهنة اتخذت في السابق مكاتب لها في مبنى الجمارك القديم، وكانت تُموَّل من الإيرادات التي تحصلها الجمارك إلى أن تطورت تلك الدوائر واتخذت لها مبانٍ مستقلة.
مرت الجمارك عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من مائة عام بعدة مراحل إلى أن دخلت بدايات التوجه المؤسسي في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي رحمه الله، الذي استخدم الدور الأول من مبنى الجمارك مكتباً رسمياً له لإدارة شؤون دبي؛ الأمر الذي يعكس أهمية الجمارك ومكانتها في إمارة دبي التي عرفت واشتهرت بتجارتها وتجارها.