جمارك دبي تطلق حملة توعوية للتعريف بمخاطر الاستخدام الخاطئ لعقار ترامادول

أطلقت جمارك دبي بالتعاون مع هيئة الصحة بدبي ومؤسسة دبي للإعلام، حملة توعوية للتعريف بمخاطر عقار ترامادول المخدر، وذلك تحت شعار الترامادول.. قاتل بدون وصفة تزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، الذي يحتفل به العالم في السادس والعشرين من شهر يونيو من كل عام.
وأكد سعادة أحمد بطي أحمد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، مدير عام جمارك دبي، أن هذه الحملة تأتي من منطلق حرص جمارك دبي على حماية أفراد المجتمع من المواد التي تشكل خطراً على صحتهم وسلامتهم، والتزامها بعدم السماح باستيراد المواد المقيّدة بطرق غير قانونية، ومن ضمنها ترامادول.
وأشار أحمد بطي أحمد إلى أن الترامادول ورغم أنه يعتبر من مسكنات الألم القوية، والتي لا يمكن الحصول عليها إلا بموجب وصفة طبية، إلا أن تأثيراته السلبية على صحة وسلامة الإنسان، دفعت دولاً كثيرة في العالم إلى تقييد استعماله، وإدراجه ضمن المواد المخدرة، ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أصدر مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة القرار رقم (15) لسنة 2011، بشأن الجداول المرفقة بالقانون الاتحادي رقم (14) لسنة 1995 (المادة الثانية) بشأن مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية وتعديلاته، وتضمن إضافة الترامادول وجميع أملاحه الأخرى ضمن المواد المؤثرة عقلياً، وبالتالي فهو يعتبر من المواد التي يخضع استيرادها إلى رقابة مشددة، حيث يجب الحصول على موافقة وزارة الصحة أولاً قبل استيراده.
وقال مدير عام جمارك دبي أن مخاطر الإقبال على هذا العقار المخدر، وإحباط جمارك دبي العديد من محاولات تهريبه، دفعت جمارك دبي، بالتعاون مع شريكيها هيئة الصحة بدبي ومؤسسة دبي للإعلام إلى إطلاق هذه الحملة التوعوية الهادفة إلى تحذير أفراد المجتمع من مخاطر تناول هذا العقار بدون وصفة طبية، والإدمان عليه.
وقال سعادة أحمد عبد الله الشيخ، العضو المنتدب والمدير العام لمؤسسة دبي للإعلام، أن دعم حملة التوعية حول الآثار المضرّة لعقار الترامادول يأتي ترجمة لالتزام المؤسسة الكامل بالاضطلاع بدورها الطبيعي في التصدي للظواهر التي تهدف النيل من سلامة أبناء الوطن وشبابه، وتحقيقاً لرسالتها الإعلامية تجاه توعية المجتمع حول المخاطر التي قد تحيق به، وتمثل تهديداً مباشراً أو غير مباشر لصحة وسلامة أفراده.
وأعرب سعادته عن اعتزاز دبي للإعلام بالتعاون مع جمارك دبي وهيئة الصحة بدبي في إطلاق وتفعيّل هذه الحملة، بما تكرّس له من أهداف نبيلة، حيث ستتولى المؤسسة بقنواتها التلفزيونية والإذاعية والصحافية بث العديد من الرسائل التوعوية والإرشادية التي توضح مخاطر انتشار هذا العقار بين الشباب وطلبة المدارس.
وأشار سعادة أحمد الشيخ إلى ضرورة تكاتف المجتمع في التصدي لكافة الممارسات غير القويمة والظواهر الغريبة على المجتمع الإماراتي، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الآفات الاجتماعية والأخلاقية التي من شأنها النيل من الشباب الذين هم في واقع الأمر غرس الغد والأساس الذي يرتكز عليه بناء المستقبل.
ونوّه العضو المنتدب لمؤسسة دبي للإعلام بأهمية دور الأسرة في تحذير الأبناء من مغبّة مثل تلك الممارسات عملاً بمبدأ "الوقاية خير من العلاج"، حيث يمثّل البيت السياج الحامي وخط الدفاع الأول ضد مختلف الانحرافات التي قد يقع الشباب فريسة سهلة لها، لاسيما مع إغفال البعض لجسامة المخاطر الكامنة وراء السلوكيات الغريبة التي قد ينجرفوا إليها في أغلب الأحيان بسبب التقليد الأعمى.
من جانبه، أشاد سعادة خالد أحمد الشيخ مبارك، نائب المدير العام لهيئة الصحة بدبي، بالمبادرة التي أطلقتها جمارك دبي للتوعية بمخاطر عقار "ترامادول"، وأكد على ضرورة تضافر الجهود مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وإقامة الشراكات بينها للحد من هذه الظاهرة. وأوضح سعادته أن هذه الحملة تهدف إلى توعية شرائح المجتمع مثل الطلاب والشباب والأسر بهذه الظاهرة الخطيرة التي انتشرت مؤخراً بين الشباب وطلاب المدارس والجامعات والتي تهدد كيان المجتمع وصحة أبنائه، مؤكداً أنه من واجب الجهات المختصة توعية الشباب بأضرار تعاطي ترامادول بأساليب مبتكرة تتفق مع ميولهم، وبالتالي حماية المجتمع من آفة إدمان هذا العقار.
وأشارت فريال توكل، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون المجتمعية والشراكة الحكومية في جمارك دبي إلى أن الحملة التي ستتواصل حتى نهاية العام الجاري والأعوام القادمة، ضمن المسؤولية المجتمعية لجمارك دبي، تهدف إلى رفع درجة وعي أفراد المجتمع بجميع فئاته وشرائحه وجنسياته عن أضرار سوء استخدام هذا العقار الذي يعتبر ظاهرة دخيلة على مجتمعنا، بهدف المحافظة على سلامة وصحة أفراده والوصول إلى مجتمع آمن خالٍ من الإدمان على هذا العقار .
وأضافت أن جمارك دبي قامت بوضع خطة عمل متكاملة مع شركائها من هيئة الصحة بدبي ومؤسسة دبي للإعلام والاستفادة من الشراكات الفعالة في دعم أهداف هذه الحملة وذلك بالتكامل بين أدوار هذه الجهات لضمان توعية أكبر شريحة ممكنة من أفراد المجتمع ضمن آليات وأساليب توعوية مختلفة ومبتكرة تستهدف شريحة الشباب والآباء بوجه خاص، حيث تتضمن الحملة توزيع كتيبات عن الترامادول وأخطاره بين أوساط الشباب، إضافة إلى جولات توعوية في المدارس والكليات والجامعات، ونشر إعلانات في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، ومحاضرات تثقيفية وتوعوية للطلاب والشباب وموظفي الدوائر الحكومية وتعريف الزوار والمقيمين بأخطار سوء استخدام هذا العقار، وكذلك نشر معلومات توعوية حوله في مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتوتير لجمارك دبي وشريكيها.
وستقوم مؤسسة دبي للإعلام، الشريك الإعلامي للحملة، ببث رسائل توعوية في كافة مطبوعاتها وقنواتها الإذاعية والتلفزيونية، لتعريف أفراد المجتمع بمخاطر هذا العقار، استناداً على المعلومات المقدمة من هيئة الصحة بدبي، والتقارير الطبية المنشورة حول الأضرار المؤكدة للترامادول، كما ستقوم المؤسسة بنشر أخبار الحملة ومستجداتها، بشكل متواصل، إضافة إلى إجراء مقابلات مع الجهات المشاركة فيها، لتعريف الجمهور بخطورة الإدمان على تناول هذا العقار.
وحسب هيئة الصحة بدبي فإن الترامادول يعتبر من مسكنات الالم التي تنتمي إلى فئة المواد الأفيونية التي تعمل على الجهاز العصبي المركزي، وهو يستخدم لعلاج الآلام من المتوسطة إلى الشديدة، بما في ذلك آلام ما بعد الجراحة وآلام التهاب المفاصل وآلام الاصابات. ونظراً لأن جميع المواد الأفيونية لها القدرة على الإدمان بنسب متفاوتة، فإن استخدام الترامادول من غير دواعي طبية، ودون استشارة الطبيب يؤدي إلى الإدمان الذي ينتج عن تناول جرعات كبيرة ولمدة طويلة، حيث يبدأ الاعتماد الجسدي والنفسي على العقار، ويضطر المريض لزيادة الجرعة للحصول على التأثير المطلوب.
وأشارت هيئة الصحة إلى أن الاستمرار في التناول المفرط للترامادول ينتج عنه أضرار خطيرة تتضمن حدوث نوبات صرعية، ورؤية غير واضحة، واكتئاب، وتقلبات مزاجية حادة، وبعد أخذ جرعات كبيرة جداً فإنه يمكن أن يؤدي إلى حدوث ضمور في ضغط الدم، ونبض قلبي سريع، واحساس بالإغماء، وانخفاض في مستوى الوعي قد يصل إلى السبات، وصعوبة في التنفس قد تصل إلى توقف التنفس. فهو سلاح ذو حدين، لأنه يستخدم كمسكن للألم إذا تم تناوله ضمن وصفة طبية مع اتباع تعليمات الطبيب حول الجرعة ومدة العلاج بدقة متناهية. أما إساءة استخدامه بالحصول عليه بطرق غير شرعية وتناوله بدون دواعي طبية، أو زيادة الجرعة الموصى بها من قبل الطبيب قد يؤدي إلى الإدمان وما يترتب عليه من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع.
وكانت جمارك دبي قد أعلنت في شهر إبريل الماضي عن ضبط حوالي 91 مليون قرص ترامادول، كانت مستوردة بطريقة غير مشروعة، وقادمة في شحنة بحرية إلى ميناء جبل علي من إحدى الدول الآسيوية.
خلفية عامة
جمارك دبي
تُعد جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية، عُرفت سابقاً باسم "الفرضة" وهي كلمة عربية أصيلة، والفرضة من البحر أي محط السفن. ونظراً لعراقة الجمارك، أطلق عليها البعض "أم الدوائر"، خاصة وأن العديد من الدوائر الحكومية الراهنة اتخذت في السابق مكاتب لها في مبنى الجمارك القديم، وكانت تُموَّل من الإيرادات التي تحصلها الجمارك إلى أن تطورت تلك الدوائر واتخذت لها مبانٍ مستقلة.
مرت الجمارك عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من مائة عام بعدة مراحل إلى أن دخلت بدايات التوجه المؤسسي في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي رحمه الله، الذي استخدم الدور الأول من مبنى الجمارك مكتباً رسمياً له لإدارة شؤون دبي؛ الأمر الذي يعكس أهمية الجمارك ومكانتها في إمارة دبي التي عرفت واشتهرت بتجارتها وتجارها.