جمارك دبي الأولى في تبادل إخباريات مكافحة الجرائم الجمركية على مستوى الشرق الأوسط

حققت جمارك دبي، وللعام الثاني على التوالي، أعلى نسبة في تبادل المعلومات والإخباريات حول المواد الممنوعة والمقلّدة، على مستوى منطقة الشرق الأوسط، بتقديمها 166 معلومة وإخبارية في العام الماضي، نتجت عنها العديد من الضبطيات في أنحاء متفرقة من العالم، في إنجاز يجسد حرص الدائرة على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الجرائم الجمركية على اختلاف أنواعها.
وجاء الإعلان عن هذا الإنجاز في ختام أعمال الاجتماع السنوي الخامس عشر للمكتب الإقليمي لتبادل المعلومات بالشرق الأوسط (ريلو)، الذي استضافته دبي للمرة الأولى، بالتعاون مع منظمة الجمارك العالمية، بهدف بحث سبل تسهيل وتسريع تبادل المعلومات المتعلقة بمكافحة الجرائم الجمركية. حيث أعلن خالد بن عبد العزيز العرج، مدير المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات بالشرق الأوسط، في الجلسة الختامية التي عقدت يوم الخميس 10 مايو 2012، أن جمارك دبي، تمكنت وللعام الثاني على التوالي، من الحصول على المركز الأول بين الدوائر الجمركية الأعضاء في المكتب، من ناحية عدد المعلومات والإخباريات التي قدمتها للمكتب الإقليمي حول المواد الممنوعة والمقلّدة، خلال عام 2011.
وأشاد العرج بالجهود التي تبذلها جمارك دبي لتسريع تبادل المعلومات مع المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات بالشرق الأوسط، لإحباط دخول المواد الممنوعة والمقلّدة، قبل وصولها إلى المهربين في دول المنطقة والعالم، مؤكداً أن المعلومات تعتبر مصدراً مهماً في العمل الجمركي بسبب زيادة حجم التجارة العالمية، وزيادة الواردات والصادرات والإرساليات العابرة، ولكون منطقة الشرق الأوسط تشهد نمواً كبيراً ومتزايداً، وتستهدفها الكثير من عمليات التهريب.
وأعرب عبد الله سلطان طارش، ممثل الجمارك الكويتية في الاجتماع، ومدير مكتب ريلو الكويت، عن تقديره الكبير للإنجاز الذي حققته جمارك دبي، وخاصة إدارة الاستخبارات الجمركية في الدائرة، التي قامت بتزويد الجمارك الكويتية مؤخراً بمعلومات مهمة عن ضبطية كبيرة، أسهمت في إحباط محاولة تمريرها إلى الأراضي الكويتية.
من ناحيته، أكد عبد الله الشاعر، مدير إدارة الاستخبارات الجمركية في جمارك دبي، أن الدائرة حريصة على تعزيز تعاونها وتواصلها مع المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات في الشرق الأوسط، والتابع لمنظمة الجمارك العالمية، باعتباره الجهة الجمركية المسؤولة عن تمرير المعلومات إلى الدول المنضمة إليه، وتشمل دول مجلس التعاون الخليجي الست، إضافة إلى الأردن واليمن وسوريا ولبنان، كما يقوم المكتب بالتنسيق مع مكاتب "ريلو" في مختلف أنحاء العالم، لمنع دخول المواد الممنوعة والمقلّدة، التي تشكل خطراً على سلامة أفراد المجتمع، وتسبب خسائر فادحة للاقتصاديات المحلية والإقليمية والعالمية.
وقال يعقوب العلي، مدير الاتصال والعلاقات في مكتب "ريلو" جمارك دبي، إن المكتب يقوم بتوعية مفتشي الدائرة على أحدث أساليب التهريب، عبر الدورات النظرية والعملية، التي ينفذ بعضها داخلياً، اعتماداً على الكفاءات البشرية في الدائرة، من خلال مركز التدريب الجمركي، الذي افتتحته الدائرة في العام الماضي، إضافة إلى الدورات التدريبية التي تنفذ مع شركاء جمارك دبي، حيث أسهمت هذه الجهود، المستندة على المعلومات والإخباريات، في إحباط 6987 محاولة تهريب مواد ممنوعة ومقلدة، في العام الماضي، مقارنة مع 5971 ضبطية في عام 2010.
وخلال الاجتماع، الذي شارك فيه ممثلون عن الدوائر والمنظمات الجمركية في 15 دولة، عربية وأجنبية، ومن ضمنهم مندوبون عن منظمة الجمارك العالمية، والمكاتب الإقليمية لتبادل المعلومات في أوروبا، وآسيا والباسفيك، وأفريقيا، أثنى سعادة محمد أحمد الهيف، الوزير المفوض ومدير إدارة الاتحاد الجمركي في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على جهود مكاتب الاتصال المحلية في الدوائر والإدارات الجمركية، والتي أسهمت المعلومات التي تمررها إلى الدول الشقيقة والصديقة في ضبط العديد من المواد الممنوعة، وفي مقدمتها المخدرات، التي تعتبر آفة تهدد صحة وسلامة الشباب في سائر أنحاء الوطن العربي. كما قدم العقيد صقر راشد المريخي، مدير مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عرضاً عن المخدرات وأنواعها والأسماء الدارجة لها في دول الخليج العربي والمنطقة.
وفي ختام الاجتماع، أوصى المشاركون الذين يمثلون الدول الأعضاء في المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات بالشرق الأوسط، بتعزيز نقل وتبادل المعلومات والإخباريات بين الدول الأعضاء، وتفعيل التعاون مع المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لمنطقة غرب آسيا، والاستمرار في عملية بناء المقدرة للمختصين في المكتب الإقليمي للشرق الأوسط والدول الأعضاء، إضافة إلى تشجيع المكاتب المحلية على التعاون في مجال القيام بعمليات ومشاريع مشتركة، والحرص على إدخال المعلومات بدقة وكفاءة في شبكة المكافحة الجمركية CEN. كما أشاد المجتمعون بدعم مدراء عموم الجمارك في الدول الأعضاء للمكتب الإقليمي والمكاتب المحلية، وطالبوا باستمرار هذا الدعم الذي يعزز من القدرات العملية لموظفي الجمارك في المنطقة.
خلفية عامة
جمارك دبي
تُعد جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية، عُرفت سابقاً باسم "الفرضة" وهي كلمة عربية أصيلة، والفرضة من البحر أي محط السفن. ونظراً لعراقة الجمارك، أطلق عليها البعض "أم الدوائر"، خاصة وأن العديد من الدوائر الحكومية الراهنة اتخذت في السابق مكاتب لها في مبنى الجمارك القديم، وكانت تُموَّل من الإيرادات التي تحصلها الجمارك إلى أن تطورت تلك الدوائر واتخذت لها مبانٍ مستقلة.
مرت الجمارك عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من مائة عام بعدة مراحل إلى أن دخلت بدايات التوجه المؤسسي في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي رحمه الله، الذي استخدم الدور الأول من مبنى الجمارك مكتباً رسمياً له لإدارة شؤون دبي؛ الأمر الذي يعكس أهمية الجمارك ومكانتها في إمارة دبي التي عرفت واشتهرت بتجارتها وتجارها.